أيمن الظواهري ينافس برنامج الإخوان المسلمين الإنتخابي ببرنامج القاعدة

في الجزء الثاني من إجابته على أسئلة الجمهور على الإنترنت أجاب الدكتور أيمن الظواهري الرجل الثاني في "منظمة قاعدة الجهاد" على أسئلة تفصيلية فيما يشبه طرح برنامج حزبي تفصيلي لجذب الجمهور لتأييده, و إذا كانت البرامج الحزبية يتم طرحها لجذب تأييد الجماهير للحزب صاحب البرنامج فإن الظواهري يطرح برنامجه ليكسب تأييد الجماهير ليس في إنتخابات ديمقراطية و لكن لكسب تأييدهم في صراع سياسي و عسكري مع حكومات العالم بأسره, و إذا كانت الأسئلة بما فيها من اتهامات للقاعدة و له شخصيا قد دفعته دفعا للكلام في أمور كثيرة تفصيلية و حساسة إلا انه لا شك قد رغب في أن يتكلم في هذه الشئون بدليل أنه اختار الإجابة عليها أولا بعرضه فكرة طرح الأسئلة عليه عبر الإنترنت بلا أي قيود حتى أن العديد من وسائل الإعلام الدولية قد طرحت عليه أسئلة عبر هذه العملية مثل و كالة أنباء كيودو اليابانية و غيرها, ثم ثانيا عبر اهتمامه بالإجابة عن الأسئلة المحرجة و المختلفة في منطلقاتها مع فكر القاعدة أو ما أسماه بأسئلة المخالفين قبل أسئلة المتعاطفين.و إجابات الظواهري عن الأسئلة بصفة عامة قد أرست خطوطا واضحة في إعلان القاعدة عن مواقفها التفصيلية في العديد من المسائل السياسية و بدرجة أقل المسائل الإقتصادية و الإجتماعية و ذلك بسبب الدقة التي اتسمت بها العديد من الأسئلة و بسبب ترحيب الظواهري بهذه الدقة أو التفصيل و قد صرح الظواهري بهذا الترحيب في إجابته على العديد من الأسئلة مثل اجابته على مجموعة أسئلة وردته بالإنجليزية فيقول الظواهري:"الأخ "مسلمٌ" يسأل ستة أسئلةٍ دقيقةٍ ومحددةٍ باللغة الإنجليزية، وأنا أترجمها، وأجيب عنها واحداً واحداً بعون الله, ولكني بدايةً أشكره على هذه الأسئلة الدقيقة، وأسأل الله أن يعينني على الإجابة عليها بقدر ما تسمح الظروف." و لقد خطى الظواهري خطوات واسعة في سبيل طرح برنامج تفصيلي في الشئون الداخلية و شئون الدولة ليس فقط في الأسئلة المتعددة عن حالة الإمارة الإسلامية في أفغانستان و ما أطلق عليه بدولة العراق الإسلامية و لكن أيضا في تعليقه التفصيلي على برنامج الإخوان المسلمين الإنتخابي في مصر و الذي طرحوه مؤخرا و أثار جدلا واسعا و أثرى النقاش حول رؤية الإخوان المسلمين للحكم و للدولة.و لم يهدف الظواهري الذي يلقبه أتباعه بلقب حكيم الأمة بهذا البرنامج أن يكسب تأييد عامة جماهير المسلمين فقط لكنه بدا و كأنه يحاول أن يقنع جماهير الإخوان المسلمين نفسها ببرنامجه كأنها منافسة حزبية بين "حزب الإخوان المسلمين" بقيادة مهدي عاكف و "حزب قاعدة الجهاد" بقيادة أيمن الظواهري و أسامة بن لادن, يقول أيمن الظواهري في معرض إجابته على أحد الأسئلة:" عاشراً: أما النصيحة التي أتوجه بها لكل مخلصٍ في جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات الإسلامية، هي أن يسعوا في إصلاح جماعتهم، فإن لم يستجب لهم، فليكن الولاء لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- مقدماً على غيره من الولاءات، وأن يسعوا لتحسين صورة جماعتهم بعد المواقف السيئة، التي تورطت فيها من أمثال مبايعة حسنيٍ مباركٍ والسكوت على دخول إخوةٍ لهم لكابل وبغداد على ظهور الدبابات الصليبية. كما أنصحهم ألا يتبعوا شبهات فقهاء المارينز، الذين شهدوا لحسني مبارك بالإيمان والحرص على تبليغ الدعوة الإسلامية، وأباحوا للمسلم أن يقتل أخاه المسلم تحت العلم الأمريكي، وأجازوا التطبيع مع إسرائيل إذا انسحبت عن جزءٍ من فلسطين. هؤلاء الفقهاء الذين ما زالوا مصرين على سقطاتهم، ويستكبرون أن يتراجعوا عنها، أو أن يعتذروا لأمتهم عما آذوها بها من فتاوى، هؤلاء لا يستحقون أن يكونوا أئمةً متبوعين، بل يحتاجون لموعظة تذكرهم بالله".كما أن الظواهري يحاول أن يلطف مواقف أعضاء جماعته تجاه أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ربما كي يمهد الطريق لجذب شباب الإخوان لجماعته فيقول في معرض الإجابة على سؤال أخر:" ثالثاً: بالنسبة للتعامل مع المخالفين وخاصةً أتباع تيار الإخوان المسلمين، فأنصح نفسي والمسلمين بأمرين: الأول أن يبقى الخلاف موضوعياً قدر الإمكان، بعيداً عما لا يليق، والثاني التفريق بين القيادة والقاعدة، وقد طبقت هذا الأمر على نفسي، فأصدرت الطبعة الثانية من كتاب الحصاد المر، بعد أن أزلت منه كثيراً من العبارات التي رأيت أن المصلحة في إزالتها."

عبدالمنعم منيب
هذا الموضوع في المدونة القديمة 2008-05-01



مواضيع متعلقة:


تعليقات