من غزة للصومال نصر يتلوه نصر

في الأيام الأخيرة حدثت تطورات كبيرة و هامة في الصوماللكن إنشغالنا بغزة و أحداثها الأليمة غطى على أحداث الصومال الهامة حيث إندحر الإحتلال الإثيوبي و خرج من الصومال يجر أذيال الذل و الهزيمة تحت وطأة ضربات المقاومة الإسلامية الباسلة, و لم يفد الدعم الأمريكي و الأوروبي أثيوبيا فتيلا, و التقارير الصحفية أفادت أن المقاومة في الصومال قد دخلت العاصمة مقديشو وبدأت في فرض سيطرتها والانتشار في القواعد الرئيسية التي خرجت منها القوات الإثيوبية، وأن الأهالي يبدون فرحة بالغة بدخول المقاومة وجلاء الاحتلال, و تمكنت المقاومة هناك من بسط سيطرتها على العاصمة مقديشو بعد أن كانت قد استولت في وقت سابق على معظم أنحاء البلاد محققة انتصارات باهرة على القوات الإثيوبية التي غزت الصومال قبل عامين بدعم غربي؛ للقضاء على المقاومة الإسلامية، ودعم الحكومة المؤقتة الضعيفة والتي فشلت في تحقيق الهدوء والاستقرار في البلاد.ولم تكتف المقاومة في الصومال بجلاء القوات الإثيوبية بل أصرت على مواصلة كفاحها حتى خروج القوات الإفريقية التي تعتبرها استمرارا للاحتلال وداعمة للحكومة المؤقتة التي مزقتها الصراعات على المناصب، وبعد فرض المقاومة سيطرتها على العاصمة مقديشو قال الشيخ مختار روبو المتحدث باسم تنظيم الشباب المسلم: إن الأيام القادمة ستشهد عمليات عسكرية مكثفة ضد القوات الإفريقية. حيث تحمي القوة الإفريقية القصر الرئاسي.ارتفاع سقف أهداف المقاومة في الصومال جعلها لا تنظر إلى قوة الاحتلال والقوى الداعمة له بقدر ما التفتت إلى مطالبها والتفاف الشعب حولها.من جهة أخرى ومع اقتراب المقاومة من قطف ثمار معركتها يخشى من تفرق الصف واختلاف الفصائل حيث حدثت بعض المناوشات فيما بينها منذ فترة، كما أن بعض رجال القبائل المسلحين بدأوا في التحرك لتحقيق بعض المكاسب الشخصية وتمكنوا من الاستيلاء على بعض المباني الحكومية بالعاصمة؛ الأمر الذي يدعو المقاومة لتوخي الحذر والاستفادة من الأخطاء المشابهة التي وقعت فيها بعض فصائل المقاومة في أماكن أخرى، مع التحلي بسعة الصدر فيما بينها والحزم مع المخربين، والاستفادة من اجتماع الشعب حولها لتحقيق آماله فيها بإعادة الاستقرار الأمني وإصلاح الوضع الاقتصادي المتردي.و على كل حال فإن هزيمة أثيوبيا و الحكومة المؤقته العميلة لها و القوات الأفريقية التي كانت مجرد ذيل لأثيوبيا لا يمثل فقط تحريرا للصومال من نير إستعمار أثيوبي مجرم بل هو يمثل هزيمة للمشروع الأمريكي في المنطقة العربية الإسلامية و تراجع له أمام ضربات الحركة الإسلامية المعارضة له, و هو ما يشير إلى إنتكاسة أصابت الهجمة الغربية على الحركة الإسلامية تظهر صورتها بجلاء إذا أكملنا الصورة بإبراز الإنتكاسة الإسرائيلية في غزة و قبلها في لبنان و خلال أيام قرارات أوباما بالإنسحاب من العراق معترفا بالفشل و الهزيمة الأمريكية في العراق, فهل تكمل أفغانستان و السودان الصورة؟ و هل تكون هذه الإنتكاسة إستراتيجية أم تكتيكية؟
عبدالمنعم منيب
الموضوع في المدونة القديمة 2009-01-20 06:08

تعليقات