طعن شاب مولع بالحضارة و الفلسفة الغربية في شخص النبي محمد (ص) قائلا أن بطولة محمد إنما هي بطولة سيف و دماء, و كان هذا الشاب يحسب أن التطاول على الأنبياء من لوازم الإطلاع على الفلسفة و العلوم الحديثة, وكان ذلك في بيت محمود عباس العقاد في إحدى الجلسات التي جمعت بين العقاد و عدد من الأدباء و المثقفين و قد تزامنت هذه الجلسة مع ذكرى المولد النبوي الشريف في إحدى السنوات , و قد رد الحضور ردا شديدا على هذا الشاب مما دعاه للاعتذار عن مقولته ثم انصرف من الجلسة, لكن أحد الحضور اقترح على العقاد أن يكتب كتابا عن النبي محمد (ص) وفق المناهج الحديثة بدلا من تلقي المسلمين معلوماتهم عن عظمة النبي محمد (ص) من كتابات المستشرقين.
و قد عزم العقاد على هذا لكنه لم يكتب هذا الكتاب المنشود إلا بعد ثلاثين عاما من هذا العزم, و قد كتب أخر سطر منه في يوم مولد النبي محمد (ص) أيضا.
واعتبر العقاد أن الثلاثين عاما هذه كانت لازمة كي يتهيأ علميا و فكريا و نفسيا لمثل هذا العمل الهام.."عبقرية محمد" صلى الله عليه و آله و سلم.
و في مقدمة الكتاب أشار العقاد إلى أن كتابه هذا ليس كتابة للسيرة النبوية و لا شرحا للإسلام أو دفاعا عنه أو مجادلة لخصومه "إنما الكتاب تقدير لعبقرية محمد بالمقدار الذي يدين به كل إنسان و لا يدين به المسلم فقط, و بالحق الذي يثبت له الحب في قلب كل إنسان و ليس في قلب كل مسلم فقط" و اعتبر العقاد أن هذا الزمان يحتاج من يخلصه من أزماته و لن يصلح لمصلح أن يهدي قومه و هو مغموط الحق معرض للجفوة و هو يقصد بذلك النبي محمد (ص), كما أشار العقاد إلى أن الناس قد اجترأوا على العظمة في زماننا لإن شيوع الحقوق العامة قد أغرى أناسا من صغار النفوس على إنكار الحقوق الخاصة حقوق العلية النادرين الذين ينصفهم التميز و تظلمهم المساواة, و قد ظلم هذا الفهم الخاطئ للمساواة حقوق العظماء السابقين, و قد أغرى الناس بهذا الظلم غرورهم بتقدم العصر الحديث, و اعتقادهم أنه قد أتى بالجديد الناسخ للقديم في كل شئ.. حتى في ملكات النفوس و الأذهان, و هي مزية خالدة لا ينسخ فيها الجديد القديم حسب تعبير العقاد.
أول فصل في كتاب العقاد يثبت أن العالم كان ملائما للبعثة النبوية فيه و قد جاءت في الوقت المناسب من حيث أحوال الفرس و الروم و العرب و قريش فخلاصة الحال حسب تعبير العقاد "عالم يتطلع إلى نبي و مدينة تتطلع إلى نبي و قبيلة و بيت و أبوان بأصلح ما يكونون لإنجاب ذلك النبي".أما الفصل التالي "عبقرية الداعي" فهو لا يقل في روعته عن روعة العقاد المعهودة و من أبرز ما فيه إبرازه أن المؤمنين لم يؤمنوا ابتغاء لذة الجنة و إلا لكان المترفون من صناديد الكفر أحرص على مثل هذه اللذة فلم يكن أبو لهب أزهد في اللذة من عمر, لكن هناك فارق واحد بين من سبق للإيمان ومن تخلف عنه حسب رأي العقاد ذلك هو الفارق بين الأخيار و الأشرار.. بين من يعقلون و يصغون للقول و من يستكبرون و لا يصغون للقول.
و في نفس الفصل يبرز أن المؤمنين هم من كان يجرد عليهم المشركون السيف فالمؤمنون كانوا مطاردين و مضطهدين تحت وطأة سيوف الكفار فكيف يكونوا آمنوا خوفا من السيف و يضرب مثالا بإسلام عمر عندما ذهب للنبي متوشحا سيفه فخافه المسلمون لكن حمزة قال ائذنوا له إلى أخر القصة المشهورة فعمر الذي جاء ليسلم هو من كان يحمل السيف و ليس داعيه هو الذى حمل عليه السيف.
و في فصل "عبقرية محمد العسكرية" يسعى بنجاح إلى إقناع القارئ بعدالة السلوك العسكري للنبي محمد (ص) و مبرراته, كما يعقد مقارنات هامة بين القتال عند المسلمين و اليهود و المسحيين, كما يعقد مقارنات بين الإنجازات في فنون الحرب لدى هتلر و نابليون و بين النبي محمد (ص) ليقول في نهاية الفصل: "إن عبقرية محمد في قيادته لعبقرية ترضاها فنون الحرب و المروءة و شريعة الله و الناس و الحضارة في أحدث عصورها و المنصفون من الأصدقاء و الأعداء".
"قد سمعنا كثيرا فى العصور الحديثة عن المقاومة التى تتجنب العنف ولا تعتمد على غير وجه الحق والحجة .. سمعنا بها فى الحركة الهندية التى قام على رأسها غاندى وقد استبعد البعض أن يتفق المسلمون مع تلك المقاومة السلبية لاعتقادهم أن الإسلام قد شرع للقتال، ولكن المثل الذى قدمه النبى محمد صلَّى الله عليه وآله وسلم فى رحلة الحديبية يبين أن الإسلام قد أخذ من كل وسائل الدعوة بنصيب يجرى فى حينه مع مناسباته وأسبابه، وقد خرج النبي محمد صلَّى الله عليه وآله وسلم إلى مكة فى رحلة الحديبية حاجاً لا غازياً" .. بمثل هذه العبارات برهن العقاد على عبقرية النبي السياسية.
و هكذا إلى أخر الكتاب حيث يثبت عبقرية النبي الإدارية و في الفصاحة و في الصداقة و في الرئاسة و في الحياة الزوجية و الأسرية و كذا في عبوديته لله تعالى.
و يختم الكتاب بفصل "محمد في التاريخ" و فيه يشير إلى أن الإيجاز يغني في هذا الفصل "لأن العالم كله صفحات تنبئنا بمكان النبي محمد فيه. محمد في نفسه بالغ في العظمة وفقا لكل مقياس صحيح في عصور الحضارة....فالتاريخ كله بعد محمد متصل به مرهون بعمله, و إن حادثا واحدا من أحداثه الباقية لم يكن ليقع في الدنيا كما وقع لولا ظهور محمد و ظهور عمله".
و قد عزم العقاد على هذا لكنه لم يكتب هذا الكتاب المنشود إلا بعد ثلاثين عاما من هذا العزم, و قد كتب أخر سطر منه في يوم مولد النبي محمد (ص) أيضا.
واعتبر العقاد أن الثلاثين عاما هذه كانت لازمة كي يتهيأ علميا و فكريا و نفسيا لمثل هذا العمل الهام.."عبقرية محمد" صلى الله عليه و آله و سلم.
و في مقدمة الكتاب أشار العقاد إلى أن كتابه هذا ليس كتابة للسيرة النبوية و لا شرحا للإسلام أو دفاعا عنه أو مجادلة لخصومه "إنما الكتاب تقدير لعبقرية محمد بالمقدار الذي يدين به كل إنسان و لا يدين به المسلم فقط, و بالحق الذي يثبت له الحب في قلب كل إنسان و ليس في قلب كل مسلم فقط" و اعتبر العقاد أن هذا الزمان يحتاج من يخلصه من أزماته و لن يصلح لمصلح أن يهدي قومه و هو مغموط الحق معرض للجفوة و هو يقصد بذلك النبي محمد (ص), كما أشار العقاد إلى أن الناس قد اجترأوا على العظمة في زماننا لإن شيوع الحقوق العامة قد أغرى أناسا من صغار النفوس على إنكار الحقوق الخاصة حقوق العلية النادرين الذين ينصفهم التميز و تظلمهم المساواة, و قد ظلم هذا الفهم الخاطئ للمساواة حقوق العظماء السابقين, و قد أغرى الناس بهذا الظلم غرورهم بتقدم العصر الحديث, و اعتقادهم أنه قد أتى بالجديد الناسخ للقديم في كل شئ.. حتى في ملكات النفوس و الأذهان, و هي مزية خالدة لا ينسخ فيها الجديد القديم حسب تعبير العقاد.
أول فصل في كتاب العقاد يثبت أن العالم كان ملائما للبعثة النبوية فيه و قد جاءت في الوقت المناسب من حيث أحوال الفرس و الروم و العرب و قريش فخلاصة الحال حسب تعبير العقاد "عالم يتطلع إلى نبي و مدينة تتطلع إلى نبي و قبيلة و بيت و أبوان بأصلح ما يكونون لإنجاب ذلك النبي".أما الفصل التالي "عبقرية الداعي" فهو لا يقل في روعته عن روعة العقاد المعهودة و من أبرز ما فيه إبرازه أن المؤمنين لم يؤمنوا ابتغاء لذة الجنة و إلا لكان المترفون من صناديد الكفر أحرص على مثل هذه اللذة فلم يكن أبو لهب أزهد في اللذة من عمر, لكن هناك فارق واحد بين من سبق للإيمان ومن تخلف عنه حسب رأي العقاد ذلك هو الفارق بين الأخيار و الأشرار.. بين من يعقلون و يصغون للقول و من يستكبرون و لا يصغون للقول.
و في نفس الفصل يبرز أن المؤمنين هم من كان يجرد عليهم المشركون السيف فالمؤمنون كانوا مطاردين و مضطهدين تحت وطأة سيوف الكفار فكيف يكونوا آمنوا خوفا من السيف و يضرب مثالا بإسلام عمر عندما ذهب للنبي متوشحا سيفه فخافه المسلمون لكن حمزة قال ائذنوا له إلى أخر القصة المشهورة فعمر الذي جاء ليسلم هو من كان يحمل السيف و ليس داعيه هو الذى حمل عليه السيف.
و في فصل "عبقرية محمد العسكرية" يسعى بنجاح إلى إقناع القارئ بعدالة السلوك العسكري للنبي محمد (ص) و مبرراته, كما يعقد مقارنات هامة بين القتال عند المسلمين و اليهود و المسحيين, كما يعقد مقارنات بين الإنجازات في فنون الحرب لدى هتلر و نابليون و بين النبي محمد (ص) ليقول في نهاية الفصل: "إن عبقرية محمد في قيادته لعبقرية ترضاها فنون الحرب و المروءة و شريعة الله و الناس و الحضارة في أحدث عصورها و المنصفون من الأصدقاء و الأعداء".
"قد سمعنا كثيرا فى العصور الحديثة عن المقاومة التى تتجنب العنف ولا تعتمد على غير وجه الحق والحجة .. سمعنا بها فى الحركة الهندية التى قام على رأسها غاندى وقد استبعد البعض أن يتفق المسلمون مع تلك المقاومة السلبية لاعتقادهم أن الإسلام قد شرع للقتال، ولكن المثل الذى قدمه النبى محمد صلَّى الله عليه وآله وسلم فى رحلة الحديبية يبين أن الإسلام قد أخذ من كل وسائل الدعوة بنصيب يجرى فى حينه مع مناسباته وأسبابه، وقد خرج النبي محمد صلَّى الله عليه وآله وسلم إلى مكة فى رحلة الحديبية حاجاً لا غازياً" .. بمثل هذه العبارات برهن العقاد على عبقرية النبي السياسية.
و هكذا إلى أخر الكتاب حيث يثبت عبقرية النبي الإدارية و في الفصاحة و في الصداقة و في الرئاسة و في الحياة الزوجية و الأسرية و كذا في عبوديته لله تعالى.
و يختم الكتاب بفصل "محمد في التاريخ" و فيه يشير إلى أن الإيجاز يغني في هذا الفصل "لأن العالم كله صفحات تنبئنا بمكان النبي محمد فيه. محمد في نفسه بالغ في العظمة وفقا لكل مقياس صحيح في عصور الحضارة....فالتاريخ كله بعد محمد متصل به مرهون بعمله, و إن حادثا واحدا من أحداثه الباقية لم يكن ليقع في الدنيا كما وقع لولا ظهور محمد و ظهور عمله".
عبدالمنعم منيب
نشر هذا الموضوع في جريدة الدستور و هو في المدونة القديمة 2008-03-20
موضوعات
متعلقة
تعليقات
إرسال تعليق