غادان في حرب الأفكار بين القاعدة و الأمريكان

قد يتعجب البعض من إصدار القاعدة لشريط فيديو يتضمن بيانا يلقيه آدم يحى غادان عضو القاعدة الأمريكى بمناسبة إستعداد منطقة الشرق الأوسط لإستقبال زيارة الرئيس الأمريكى جورج بوش يوم الأربعاء القادم, بينما يرى بعض من يعتبرون أنفسهم خبراء في الإرهاب أو في القاعدة أن البيان يعبر عن إفلاس القاعدة كما يعبر عن حاجتها الملحة لعمليات جديدة تخفى بها ضعفها و عدم قدرتها لشن عمليات كبيرة منذ فترة طويلة خارج العراق و أفغانستان, لكن هذه الأراء تنم عن فهم خاطئ لطبيعة القاعدة التنظيمية والإستراتيجية, فالأمر ليس كما يظن هؤلاء و هؤلاء لأن القاعدة تعتمد فكرة الإنتشار الفكرى بدون إنتشار تنظيمى لأن إنتشار الفكر أسرع و أسهل من إنتشار التنظيم و أكثر أمنا و أكثر فاعلية, ولذلك نجد إهتمام القاعدة بالإعلام و تحسنها المطرد في إستخدام وسائل الإعلام لا سيما الحديث منها كالإتنرنت و التليفونات المحمولة لأنها أكثر مرونة وأمنا وإنتشارا و كان أخرها إعلان شركة سحاب الذراع الإعلامى للقاعدة عن إمكانية تحميل خطب أسامة بن لادن و أيمن الظواهرى على التليفونات المحمولة.و في هذا السياق يأتى شريط الفيديو الذى بثته شركة سحاب لعضو القاعدة الأمريكى المسلم آدم يحى غادان.و الذى يتفحص تفاصيل البيان الذى ألقاه غادان في الشريط يجد أنه إحتوى على رموز عديدة تم إعدادها بعناية من قبل إعلامى القاعدة الذين أعدوا هذا البيان, فمن تمزيق غادان لجواز سفره الأمريكى ليوصل رسالة إنتمائه لأممية الإسلام التى تدعو لها القاعدة و عدم مبالاته بوطنه ....الولايات المتحدة... في سبيل عقيدته, إلى تحذيره الولايات المتحدة من عواقب الهزائم التى تحيق بها على أيدى المسلمين, إلى دعوته الشعب الأمريكى لإعتناق الإسلام والإلتحاق بالمجاهدين و هو هنا يحدد خطوات عملية بمحاربة الإدارة الأمريكية حتى تنتهى عن سجن المسلمين و ظلم الشعوب الأسلامية و دعم إسرائيل و إحتلال دول إسلامية, ثم لا ينسى أن يعزز البعد الأممى للقاعدة عبر التذكير بالمسلم الأمريكى عضو القاعدة "ووكر ليند" المسجون في أمريكا و أنه يعامل معملة سيئة في السجون الأمريكية.و تلجأ القاعدة للترويج لصفتها الأممية عبر صناعة رموز من أعضائها ينتمون لبلدان مختلفة كما رأينا في أبى الغيث الكويتى و أبى مصعب الزرقاوى الأردنى و عزام الأمريكى(و هو الإسم الحركى لغادان نفسه).و تفيد مصادر مطلعة أن القاعدة تعتقد أن ظهور رموز للقاعدة من بلدان مختلفة يعزز إنضمام شباب من هذه البلدان للقاعدة, و مما يؤكد هذه المقولة أن القاعدة حرصت على إظهار رموز من دول تقل فيها التنظيمات الموالية للقاعدة مثل الكويت و الولايات المتحدة.و غادان نفسه هو الذى سبق و أصدرت له القاعدة شريط فيديو في يونيو2007م طالب فيه بوش بعدد من المطالب السياسية البارزة كان على رأسها الإمتناع عن إحتلال بلاد المسلمين و الإمتناع عن مساندة إسرائيل و كل أعداء الإسلام في إشارة واضحة لحكام العالم الإسلامى الذين تكفرهم القاعدة, و قد إعتبر هذا الشرط وقتها تطورا في الأفق السياسي للقاعدة من طرحها لأهداف سياسية محددة يمكن التفاوض عليها بعكس طرحها السابق الذى تلخص في النصر أو الشهادة.و لكن اولايات المتحدة تتابع كل هذه الرسائل الإعلامية و تحاول التصدى لكل جزئية فيها حتى أن المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكى غوردون جوندرو تعمد أن كل الرسائل الرمزية الهامة التى تضمنها فيديو غادان فذكر أن غادان خائن مطلوب للعدالة, وعن قيام عزام الأميركي بتمزيق جواز سفره في الشريط الذي ظهر فيه على الإنترنت، قال جوندرو إن هذا الشخص متهم من قبل السلطات الأميركية بالخيانة وبالتالي لا يحتاج لجواز سفره.و لكن هل تفلح الردود الحكومية الأمريكية في إبطال مفعول رسائل القاعدة؟؟؟
عبدالمنعم منيب
هذا الموضوع فى المدونة القديمة, 2008-01-11 01:22


مواضيع متعلقة:


تعليقات