ذكي لا يفهم = المستكبر

أعلنت مصر على لسان وزير خارجيتها أنها غير معنية بالإتفاقية التي وقعتها إسرائيل مع الولايات المتحدة الأمريكية الجمعة الماضية بشأن محاصرة غزة. و هذه الإتفاقية تهدف إلى منع وصول أي سلاح إلى غزة من أي مكان في العالم عبر أي طريق بعيد او قريب, حسبما تشير المعلومات المتسربة عبر وسائل الإعلام. و هذه البراءة المصرية من الإتفاقية لا تعني شيئا, فموافقة مصر أو رفضها لا يقدم و لا يؤخر شيئا, هي فقط محاولة لإعطاء دفعة شكلية بسيطة لموقف مصر أمام الإعلام العربي بعد أن تدهورت مكانتها المعنوية بسبب موقف العار الذي وقفها نظام الحكم فيها من قضية غزة.أما الخطة الأمريكية الإسرائيلية لمنع السلاح عن غزة او حصارها فالأجدر بهما أن يبلاها في ماء و يشربوا ماءها.فهذا السلوك الأمريكي و الإسرائيلي لا ينم عن غباء فهما دولتان ذكيتان مليئتان بالكفاءات السياسية و الاستراتيجية, و لكنه ينم عن كبر ...عن أقصى مستوى من الكبر إنه كبر إبليس نفسه....إبليس تخيل أنه من مصلحته أن يعادي و يحارب الله تعالى الذي هو الحق المطلق....فالكبر يطمس على العقل مهما كان ذكيا لأن الكبر في جوهره هو "دفع الحق و رفضه و احتقار الناس" حسبما ورد في أحد أحاديث النبي صلى الله عليه و آله و سلم, و هذا الكبر هو الذي يجعل إسرائيل و الولايات المتحدة تعاندان سنن الله في الأرض و هي سنن ثابته لا تتغير عبر التاريخ كله... و هذه السنن هي التي تحرك كل أحداث التاريخ و من هذه السنن أن الظلم لا ينتصر إستراتيجيا على المظلومين أصحاب الحق مادام المظلومون يتوافقون مع سنن الله الكونية الثابته التي تحكم حركة التاريخ و الأحداث...و لذلك فإن العالم كله حاصر إيران منذ نجاح ثورتها عام 1979م و مع ذلك صارت إيران قوة عظمى إقليمية إن لم تكن أقوى قوة في إقليم الشرق الأوسط كما أنها في طريقها نحو الصعود في سلم القوة الدولية لتصير أقوى من ذلك رغم جهود الشرق والغرب و إسرائيل المعاكسة لذلك....و من هنا يأتي تبشيرنا لحكومة حماس في غزة بأنها ستصير في غضون سنوات ليست كثيرة قوة إقليمية مؤثرة و فاعلة رغم الحصار الأمريكي و الإسرائيلي المدعوم من الغرب و من عدد من الدول العربية إن هي توافقت مع سنن الله تعالى و إرادته الكونية.
عبدالمنعم منيب
في المدونة القديمة 2009-01-18 12:27

تعليقات