أكثر من مائة من علماء الاسلام يصدرون فتوى تحرم غلق معبر رفح و يوجبون إمداد المقاومة الفلسطينية بالسلاح
أصدر أكثر من مائة من علماء المسلمين و عدد من الدعاة من جميع دول العالم بيانا أمس أدان غلق معبر رفح كما أدان تسليم المعابر لقوات دولية و اعتبر أن ذلك كله تعاونا مع الصهاينة و مع أعداء الاسلام و أنه يدخل في نواقض الاسلام و قال البيان: "إن الظلم العظيم الذي لحق بإخواننا المسلمين في غزة بالحصار الخانق بمنع الغذاء والدواء وجميع الإمدادات الضرورية، والذي زاد على السنتين بفرض من العدو اليهودي، وتآمر من دول الكفر ، وتعاون من بعض الدول العربية بإغلاق معبر رفح وتتبع الأنفاق الأهلية وهدمها حتى لا يصل الغذاء والدواء والسلاح لأهلنا في غزة ، واستمرار الإصرار على إغلاق المعبر حتى بعد هجوم اليهود العسكري على إخواننا في غزة وقتل المئات وجرح الآلاف وانقطاع الماء والكهرباء والوقود، كل ذلك مع إلحاح وصراخ المسلمين كافة بطلب فتح المعبر.هو تعاون صريح مع العدو اليهودي في قتل إخواننا في غزة، وما كان ليتم هذا الحصار، ولا استنزاف قوة المجاهدين وخنقهم في غزة وعدم قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم إلا بإغلاق المعبر والأنفاق. فهو من أعظم الخيانات الصريحة التي مرت على الأمة عبر التاريخ، وقد اتفق العلماء على أن مظاهرة الكفار على المسلمين كفر وردة عن الإسلام، وقد عدها الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى الناقض الثامن من نواقض الإسلام العشرة المتفق عليها".و اعتبر البيان أن أصحاب عدد من التصرفات يدخلون في هذا الحكم الشرعي مثل: "1. من تعاون على إغلاق المعبر أو الأنفاق أو الدلالة عليها أو منع دخول المساعدات إليهم ، ويتحمل كل جندي شارك في ذلك إثم كل قتيل وجريح وإثم هدم المساجد والدور بغزة ، ولا حجة لمن قال من الجنود : إنه عبد مأمور ؛ لأن العبودية لله وحده ، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . 2. تسليم المعابر لليهود أو القوات الدولية الموالية لهم.3. الأفراد والمنظمات والوسائل الإعلامية التي تمالأت مع اليهود على المجاهدين في سبيل الله في غزة".و اعتبر البيان أن "الجهاد في فلسطين كلها هو جهاد شرعي يجب دعمه بالمال والنفس والسلاح . واليهود في فلسطين حربيون : تحل دماؤهم وأموالهم ؛ يجوز للمسلمين قتل رجالهم وأخذ أموالهم وتدمير منشآتهم داخل فلسطين". و قال البيان أن "مستند إجماع العلماء على كفر المتعاون مع الكافرين على المسلمين أدلته كثيرة...." و ذكر البيان العديد من آيات سور آل عمران و النساء و المائدة التي استدل بها على ما ساقه من رأي ديني, كما استدل البيان بفتاوى لكل من العلامة عبدالعزيز بن باز مفتي السعودية السابق و الشيخ أحمد شاكر وهو من أبرز علماء الحديث في الأزهر الشريف في القرن العشرين الميلادي, بالإضافة لفتوى للفقيه الأزهري المشهور الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق كانت قد نشرت في مجلة الأزهر في ربيع الأول عام 1380هـ بالمجلد الثاني والثلاثين الجزآن الثالث والرابع (ص263).ورد البيان على الذين يتهمون حماس بالتسبب في العدوان الإسرائيلي فقال "نذكر الذين تأثروا بكلام المنافقين في تحميل المجاهدين في سبيل الله بغزة تبعة ما يحدث من قتل وهدم بقول الله تعالى:"الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" (آل عمران 168)."و في النهاية حذرالبيان " من جريمة غلق المعبر وجريمة التعاون مع اليهود ضد المسلمين"و اختتم البيان بنداء عام لمساعدة الجهاد في غزة و ان خص فيه الرئيس مبارك بالاسم طالبا منه فتح معبر رفح و السماح بتهريب السلاح عبر الأنفاق فقال " فكل من وقف ضد الجهاد في سبيل الله تعالى سياسياً أو إعلامياً أو عملياً ، أو منع دخول الإمداد والسلاح للمجاهدين بغزة ، ندعوهم جميعاً إلى إعلان التوبة إلى الله تعالى ، ونخص الرئيس المصري بفتح معبر رفح عاجلا بلا شرط أو قيد ، ونطالبه بترك الأنفاق الأهلية وعدم تتبعها".و قد وقع على البيان علماء و دعاة من دول عربية كمصر و السعودية و الكويت و البحرين و قطر و اليمن و السودان و موريتانيا و لبنان و فلسطين و سوريا, و دول غير عربية كالباكستان و ألبانيا و الدانمرك و النرويج, و غاب عنه علماء بعض الدول العربية كالعراق و الأردن و الجزائر و تونس و المغرب و ليبيا, و أغلب الموقعين عليه هم من علماء و دعاة السعودية يليهم مصر, و من أبرز من وقع عليه من مصر الدكتور جمال المراكبي رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية و الدكتور : عبدالباسط حامد محمد هاشم. عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر و الشيخ : جمال سعد حاتم رئيس تحرير مجلة التوحيد و الدكتور : محمد جمال حشمت. أستاذ كلية الطب في جامعة الإسكندرية وعضو البرلمان المصري سابقاً, و الدكتور: أحمد المهدى عبد الحليم. عضو هيئة التدريس بجامعتي حلوان والأزهر. و من أشهر الموقعين عليه من السعودية الدكتور : عبدالله بن حمود التويجري, كما وقع عليه العديد من علماء و دعاة الكويت و هم الأكثر عددا ضمن الموقعين على البيان بعد السعوديين و المصريين ومنهم الشيخ : بدر بن ناصر الشبيب الأمين العام للحركة السلفية, و الشيخ : فهيد الهيلم الظفيري رئيس المكتب السياسي للحركة السلفية و الدكتور : طارق بن محمد الطواري عضو رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي وعضو هيئة التدريس في كلية الشريعة بجامعة الكويت و الشيخ : عبدالرحمن عبدالله الجميعان و الشيخ : نادر النوري رئيس جمعية عبدالله النوري بالكويت .و من الملاحظ أن أغلب الموقعين على البيان هم من علماء و دعاة التيار السلفي, و هو التيار الغير ممثل في الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يقوده الشيخ يوسف القرضاوي, و كان كل من القرضاوي و التيار السلفي قد قادا تحركات و فاعليات عديدة في الأسابيع الماضية من أجل دعم غزة في وجه العدوان الصهيوني و صدر عن السلفيين و عن اتحاد علماء المسلمين تصريحات و فتاوى و بيانات عدة في هذا المجال لكن هذا البيان الأخير يعتبر اكثرها حدة و صراحة و بعدا عن لغة الدبلوماسية ان جاز التعبير, و ربما يرجع ذلك لشدة العدوان الصهيوني و امتداده للأسبوع الثالث على التوالي فضلا عن بروز المبادرة المصرية الفرنسية التي تقضي بتسليم الإشراف على المعابر إلى قوات دولية بما يمنع اعادة تسليح المقاومة.
عبدالمنعم منيب
في المدونة القديمة 2009-01-15 00:53
تعليقات
إرسال تعليق