عندما انقشع غبار معركة انتخابات مجلس الشورى الإيراني و أظهرت مؤشرات النتائج اكتساح المحافظين لمعظم المقاعد انتفضت الولايات المتحدة و الإتحاد الأوروبي ليصما الانتخابات الإيرانية بعدم النزاهة ولكن الناطق باسم وزارة الخارجية محمد علي حسيني سارع بالرد قائلا أن الولايات المتحدة هي الخاسر الحقيقي والإيرانيون هم المنتصرون.
و لكن هل فعلا فاز الشعب الإيراني؟؟
للإجابة على هذا السؤال لابد من ملاحظة أنه رغم تعدد القيود على ترشيح و دعاية الإصلاحيين و غيرهم فإنه حتى في العاصمة طهران توفر أمام الناخبين طيف واسع من الخيارات إلى درجة أثارت الاستغراب، فكان لديهم مرشحون إصلاحيون ومحافظون تمكنوا أن يختاروا من بينهم من يعجبهم، إلا أن أنصار الرئيس محمود أحمدي نجاد تصدروا سواء من حيث إقبال الناخبين أو النتائج التي فازوا بها.
و في النهاية فإن التيار المحافظ بقائمتيه الجبهة المتحدة للمحافظين (جبهة متحدي أصولي كران) الموالية للرئيس أحمدي نجاد والائتلاف الجامع للمحافظين (حزب مؤتلفة إسلامي) قد اكتسحا الإنتخابات رغم أن الإصلاحيين قد زاد عدد مقاعدهم من 30 مقعدا إلى 50 مقعدا.
و لكن هل معنى هذا أن الشعب قد فاز بانتخابات نزيهة مما يعني فوزه حقيقة؟؟
في الواقع فإن نتيجة الانتخابات الحقيقية تقول أن ائتلافا محافظا يتسم بقدر من الواقعية بقيادة علي لاريجاني قد فاز, و علي لاريجاني معروف بمعارضته لأحمدي نجاد و اصطدم معه في السنة الماضية بشأن الملف النووي الإيراني و استقال من منصبه بسبب ذلك, كما أنه معروف بأنه ينوي الترشح للرئاسة الإيرانية السنة القادمة ضد نجاد.
كما تقول النتائج أن ائتلافا محافظا أخر بقيادة محمد قاليباف عمدة طهران قد فاز في هذه الانتخابات, و قاليباف كان قد تحدى نجاد في انتخابات الرئاسة في 2005م لكن الحظ لم يحالفه, و ربما ينوي تكرار المحاولة العام القادم.
و الطريف أن المحافظين من هذين الائتلافين يسمون أنفسهم "المحافظون الاصلاحيون".
هذا بالإضافة للكتلة المحافظة التي تؤيد نجاد نفسه.
و كذلك يوجد بالبرلمان كتلة مستقلة غير محسوبة لا على الإصلاحين ولا المحافظين يقدرها البعض بأربعين مقعدا.
بعض المحللين يحلو لهم اعتبار أن الفائز الحقيقي هو علي خامنئ المرشد الأعلى للثورة باعتبار ان سياسته هي فرق تسد و تعدد اتجاهات المحافظين السياسية يتيح له تنفيذ هذه السياسة مع كون المحافظين بكافة اتجاهاتهم يدينون بالولاء للمرشد الأعلى.
لكن هذا التحليل فيه قدر كبير من المبالغة لان محمد خاتمي الاصلاحي ظل رئيسا لدورتين متتاليتين و معه برلمانا اصلاحيا في معظم الأوقات و مع ذلك ظل محافظا على كل حقوق و سلطات المرشد.
إذن فالمستفيد من نتيجة الانتخابات عديدون فبجانب المرشد و المحافظون و حتى الاصلاحيون الذين حازوا عشرين مقعدا اضافيا هناك نظام الثورة الإيرانية الذي نجح في إدارة صراعه السياسي بطريقة سلمية.
لكن يظل الفائز الأكبر الشعب الإيراني الذي سيتمكن من الحصول على إدارة للحكم أكثر رشدا في ظل تعدد الاتجاهات السياسية بالبرلمان مما سيفرض رقابة أكبر على صنع القرار, ووضع قيود اضافية على حركة الرئيس و حكومته.
و لكن هل فعلا فاز الشعب الإيراني؟؟
للإجابة على هذا السؤال لابد من ملاحظة أنه رغم تعدد القيود على ترشيح و دعاية الإصلاحيين و غيرهم فإنه حتى في العاصمة طهران توفر أمام الناخبين طيف واسع من الخيارات إلى درجة أثارت الاستغراب، فكان لديهم مرشحون إصلاحيون ومحافظون تمكنوا أن يختاروا من بينهم من يعجبهم، إلا أن أنصار الرئيس محمود أحمدي نجاد تصدروا سواء من حيث إقبال الناخبين أو النتائج التي فازوا بها.
و في النهاية فإن التيار المحافظ بقائمتيه الجبهة المتحدة للمحافظين (جبهة متحدي أصولي كران) الموالية للرئيس أحمدي نجاد والائتلاف الجامع للمحافظين (حزب مؤتلفة إسلامي) قد اكتسحا الإنتخابات رغم أن الإصلاحيين قد زاد عدد مقاعدهم من 30 مقعدا إلى 50 مقعدا.
و لكن هل معنى هذا أن الشعب قد فاز بانتخابات نزيهة مما يعني فوزه حقيقة؟؟
في الواقع فإن نتيجة الانتخابات الحقيقية تقول أن ائتلافا محافظا يتسم بقدر من الواقعية بقيادة علي لاريجاني قد فاز, و علي لاريجاني معروف بمعارضته لأحمدي نجاد و اصطدم معه في السنة الماضية بشأن الملف النووي الإيراني و استقال من منصبه بسبب ذلك, كما أنه معروف بأنه ينوي الترشح للرئاسة الإيرانية السنة القادمة ضد نجاد.
كما تقول النتائج أن ائتلافا محافظا أخر بقيادة محمد قاليباف عمدة طهران قد فاز في هذه الانتخابات, و قاليباف كان قد تحدى نجاد في انتخابات الرئاسة في 2005م لكن الحظ لم يحالفه, و ربما ينوي تكرار المحاولة العام القادم.
و الطريف أن المحافظين من هذين الائتلافين يسمون أنفسهم "المحافظون الاصلاحيون".
هذا بالإضافة للكتلة المحافظة التي تؤيد نجاد نفسه.
و كذلك يوجد بالبرلمان كتلة مستقلة غير محسوبة لا على الإصلاحين ولا المحافظين يقدرها البعض بأربعين مقعدا.
بعض المحللين يحلو لهم اعتبار أن الفائز الحقيقي هو علي خامنئ المرشد الأعلى للثورة باعتبار ان سياسته هي فرق تسد و تعدد اتجاهات المحافظين السياسية يتيح له تنفيذ هذه السياسة مع كون المحافظين بكافة اتجاهاتهم يدينون بالولاء للمرشد الأعلى.
لكن هذا التحليل فيه قدر كبير من المبالغة لان محمد خاتمي الاصلاحي ظل رئيسا لدورتين متتاليتين و معه برلمانا اصلاحيا في معظم الأوقات و مع ذلك ظل محافظا على كل حقوق و سلطات المرشد.
إذن فالمستفيد من نتيجة الانتخابات عديدون فبجانب المرشد و المحافظون و حتى الاصلاحيون الذين حازوا عشرين مقعدا اضافيا هناك نظام الثورة الإيرانية الذي نجح في إدارة صراعه السياسي بطريقة سلمية.
لكن يظل الفائز الأكبر الشعب الإيراني الذي سيتمكن من الحصول على إدارة للحكم أكثر رشدا في ظل تعدد الاتجاهات السياسية بالبرلمان مما سيفرض رقابة أكبر على صنع القرار, ووضع قيود اضافية على حركة الرئيس و حكومته.
عبدالمنعم منيب
هذا الموضوع في المدونة القديمة 2008-03-20
تعليقات
إرسال تعليق