رسالة إلى حماس

سأل رجل عنترة بن شداد العبسي ذات مرة عن سر قوته فقال له عنترة ضع إصبعك تحت ضرسي و أضع إصبعي تحت ضرسك ثم يعض كل منا الأخر بأقصى قوته حتى يصرخ أحدنا و بعدها أجيب على سؤالك, و فعل الرجل و عنترة و صرخ الرجل قبل عنترة, فقال له عنترة لو صبرت لحظة لصرخت أنا قبلك و لاشتهرت بأنك الرجل الذي جعل عنترة يصرخ, و لكنك لم تستطع أن تصبر برهة صغيرة بينما صبرت أنا, و الآن أجيب على سؤالك أقول لك: "الشجاعة صبر ساعة" فأنا أصبر في الحرب حتى لا يستطيع عدوي أن يصبر فينهزم و أنتصر أنا.حضرتني هذه القصة الآن عندما تابعت أخبارا متواترة لحد ما عن أن موقف حماس بدأ يلين لحد ما تجاه المبادرة المصرية الفرنسية و التي هي في حقيقتها لا تعدو إلا أن تكون بمثابة لف الحبل ليس على عنق حماس فقط بل على عنق كل من تسول له نفسه أن يخرج عن طاعة إسرائيل من أبناء غزة الجريحة.صحيح أن حماس و المقاومة هم أدرى بمصلحتهم ومصلحة شعبهم و القرار الأنسب لهم في هذه الظروف الصعبة فهم أدرى بحجم ما عندهم من سلاح و ذخائر و مقاتلين و غذاء و دواء و غير ذلك من محددات الصبر و الصمود, كما أنهم أدرى بمزاج شعبهم الذي لابد أن يكون موافقا على الاستمرار في المعركة كي تستمر, و أكيد أنهم يدركون أنهم لو صمدوا حتى تنكسر إرادة إسرائيل لصاروا أحد القوى الإقليمية الرئيسة القادرة على توجيه بوصلة الإقليم العربي و الشرق الأوسطي كله. و صحيح أننا لا ينبغي أن نبالغ في إسداء النصائح لأبطال غزة و هم يستظلون بنيران القصف الصهيوني الجبان بينما نجلس نحن آمنين في مكاتبنا.و لكن لا مانع من تذكير أبطال المقاومة في غزة و على رأسهم حماس برسالة عنترة بن شداد العبسي لهم و لكل الشجعان على مر الزمان "الشجاعة صبر ساعة".

عبد المنعم منيب
في المدونة القديمة2009-01-12 18:01

تعليقات