أمس تظاهر نشطاء العرب و المسلمين و المنصفون من غيرهم في مختلف أنحاء العالم كله, ضد شيئين:الأول- العدوان الصهيوني على غزة.الثاني- التواطؤ و التخاذل الاقليمي و الدولي ازاء العدوان على غزة.و أي نظام سواء كان محلي أو إقليمي أو دولي عادة ما يعمل كآلة لها مدخلات و مخرجات, فإذا دخلت لها مدخلات معينة تعين أن تخرج مخرجات متناسبة مع هذا الداخل فيها, و قد قال كثير من المفكرين و الفلاسفة السياسيين و الاجتماعيين أن أي نظام لابد ان يستجيب للتغيرات التي تطرأ على اتجاهات و تكوينات شعبه, و أنه إن لم يستطع النظام... أي نظام... التوائم مع التغيرات التي تطرأ على شعبه سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو إجتماعية فإنه زائل لا مفر من ذلك ليفسح المجال امام نظام يتوائم مع هذه المتغيرات الجديدة التي طرأت, فهل ممكن أن نستبشر بأن النظام الدولي و الإقليمي و كذا النظم المحلية الحالية تسير بقدميها إلى نقطة فنائها أو تغيرها, و أن نظما أخرى ستخلفها تكون أكثر تعبيرا عن آمال و هموم أغلب شعوب العالم؟؟ هل ستزول الأمم المتحدة و هيمنة الغرب على العالم و يحل محلهما نظام دولي جديد عادل؟؟ و هل ستزول الجامعة العربية و منظمة المؤتمر الاسلامي و يحل محلهما نظام اقليمي يحمل آمال و هموم العالمين العربي و الاسلامي؟؟ و هل و هل.....؟الواضح أن قوانين و نظريات السياسة و الاجتماع ليست حتميات قدرية بقدر ما هي كاشفة للإحتمالات, أما التي تصنع التاريخ فهي إرادة البشر و ليس الحتميات التي وضعها الفلاسفة, قال تعالى: " إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ" الرعد 11, و قال سبحانه: "ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" الأنفال 53...(صدق الله العظيم)
عبدالمنعم منيب
في المدونة القديمة2009-01-10 17:16
تعليقات
إرسال تعليق