إعادة النظر في مفهوم الردع إزاء الكيان الصهيوني.. من دروس طوفان الأقصى

أثارت حرب طوفان الأقصى إعصارا عارما من التأثير إن على المستوى الفكري أو المستوى الحركي في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والدينية والثقافية، وسيظل النقاش دائرا لسنوات طويلة قادمة حول القضايا التي فجرها إعصار طوفان الاقصى في كل هذه المجالات. من أولى القضايا المهمة التي أثارتها حرب طوفان الأقصى ما يتعلق بمفهوم "الردع"(1) خاصة بين طرف ضعيف وآخر قوي، إذ كانت المناقشات الاستراتيجية المتداولة حول الحروب العربية السابقة منذ حرب 1967 أن التفوق الجوي الإسرائيلي الذي يهدد بضرب العمق المدني والقلب الحيوي للدول العربية والتي كانت تتشدق به إسرائيل بالقول بأن يدها طويلة وتستطيع أن تضرب أي مكان في العالم العربي، هذا التفوق دفع الاستراتيجيين المصريين منذئذ إلى أن يسعوا دائما إلى تحقيق نوع من التوازن الاستراتيجي لتحقيق الردع تجاه إسرائيل عبر امتلاك قوة جوية متطورة، ولكن القوى الدولية التي تهيمن على سوق السلاح الدولي المتقدم الذي يكافئ مستوى التقدم الموجود لدى القوات الجوية الإسرائيلية هي قوى أوروبا الغربية والولايات المتحدة وهي لا تسمح بأن تتمكن القوات الجوية العربية...