درس من غزة

صمدت غزة بشعبها و بكل قواها المقاومة على مدى أكثر من أسبوعين حتى الآن و مازالت صامدة أمام ضربات أقوى جيش في المنطقة و أحد أقوى جيوش العالم و هو الجيش الإسرائيلي العاتي الذي قصف غزة بعدد من أطنان المتفجرات يوازي قنبلة نووية متوسطة حتى الآن, و لم تصمد غزة فقط بل إنها دأبت على تكبيد الكيان الصهيوني خسائر مادية و بشرية يوميا و بشكل مطرد, و عندما صمد حزب الله صمودا مشابها و كبد إسرائيل خسائر مشابهة في حرب عام 2006م اعتبر بعض الخبراء أن هذا الصمود هو معجزة و فتحا جديدا في المجال الاستراتيجي و دعوا قادة حزب الله للكشف عن تكتيكاتهم الجديدة كي تدرسها الجيوش العربية و تستوعب ما فيها من دروس استراتيجية ستغير وجه ووجهة الخريطة الاستراتيجية في المنطقة, و لم ينس المعلقون الاستراتيجيون منذئذ أن ينسبوا الفضل لأهله في إيران و سوريا لدعمهم لحزب الله و إتاحة فرص التسلح له.و لكن الآن عندما يصمد الشعب المسجون داخل غزة التي جعل منها العرب و الإسرائيليون بل و أبو مازن نفسه جعلوا منها سجنا كبيرا فلا تدخل لهم الأسلحة تهريبا فقط بل تدخل لهم أيضا الأغذية و الأموال و المواد الطبية تهريبا فمقومات حياة غزة كلها لا يسمح لهم بالحصول عليها إلا عبر التهريب بل حتى التهريب يحاربونهم و يغلقون أمامهم المعابر ليمنعوه, و رغم ذلك كله فغزة صمدت بل و كبدت إسرائيل خسائر كبيرة, و مازالت القوى الكبرى في المنطقة و العالم تقف منتظرة بل مشجعة لإسرائيل حتى تدفع غزة للركوع لكن غزة المحاصرة المسجونة التي لا تجد الماء لتشربه لازلت تطل على المنطقة و العالم كله بشموخ رفيع و عجيب, و لا تجد وراء ذلك سوى العزيمة و الإرادة و الإصرار بعد توفيق الله تعالى لهم....فهل يتعلم من غزة قادة المنطقة الذين يخافون من قطع حبال الود مع هذه الدولة أو تلك خشية الطرد من رحمة الغرب و معوناته أو تأييده و مساندته؟؟هل يتعلمون أن شرف غزة و عزتها و شموخها تم دون أي تأييد أو مساندة صهيونية أو أمريكية أو أوروبية بل تم على عكس رغبة و إرادة هذه القوى الثلاث؟

عبدالمنعم منيب
في المدونة لاقديمة2009-01-11 02:22

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تأملات في الآفاق السياسية والاستراتيجية لحرب غزة وإسرائيل طوفان الأقصى

هجمة حزب الله على إسرائيل وتل أبيب.. تعليق لا مناص منه حول مقالي مؤخرا

رد طهران على عدوان إسرائيل وحدود مناورة إيران وتركيا في النظام الدولي الآن