القابضون على الجمر و القابضون على الحكم

بينما يستمر حرق اسرائيل لإخواننا الفلسطينيين في غزة بالفسفور الأبيض و غيره من الأسلحة المحرمة دوليا فإن إخواننا في غزة يستمرون في القيام بملحمة منقطعة النظير من البطولة و الصمود, و هذه الملحمة لا يقومون بها إلا كما يقبض الانسان على الجمر, و خارج غزة في كل أنحاء العالم الاسلامي يوجد ملايين العرب و المسلمين يقبضون على الجمر بأسلوب آخر هو أسلوب التصدى للإستبداد و الديكتاتورية و القمع الذي تمارسه ضدهم السلطات الحاكمة كل في بلاده, فالشعوب الاسلامية و العربية مستضعفة و مقموعة و مغلوبة على أمرها, لئلا يحوزوا حقوقهم التي لو حازوها فإنها ستهدد مطامع السادة القابعين في عواصم أوروبا و الولايات المتحدة, فأغلب حكام العالم العربي و الاسلامي وكلاء أمناء على المطامع غير المشروعة للحكومات الغربية مهما كان ذلك ضد مصالح شعوبنا العربية و الاسلامية.فنحن إزاء أنواع من القبض باليد, فأهل غزة يقبضون على جمر العدوان الإسرائيلي المدعوم كل الدعم من الغرب و من الحكام العرب سواء من يسمونهم بالمعتدلين أو المتشددين.و الشعوب العربية و الاسلامية قابضة على جمر قمع حكامهم و استبدادهم, و مع ذلك يناضلون بقدر ما يستطعون من أجل قضايا المسلمين العادلة في أفغانستان و العراق و فلسطين و الصومال و الشيشان, بل و داخل كل قطر اسلامي من أجل تحريره من الاستبداد, فتارة يتظاهرون و تارة يقاطعون و تارة يصدروا بيانات التهديد و التحريض و تارة يقبعون في السجون كضريبة طبيعية لهذا النضال.أما حكامنا فهم قابضون على كراسي الحكم و مقاليده بشدة, و هم يظنون أن ذلك خير لهم لكنهم لايدرون انهم يقبضون على الجمر, و يوم القيامة ستتضح لهم الصورة و يرون أنهم ما كانوا يقبضون على خير إنما يقبضون على نار ستتلظى بهم يوم القيامة إن شاء الله كل بقدر ظلمه و عسفه, قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "ما من أمير عشرة إلا و يأتي يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه يفكه عدله أو يوبقه جوره".
عبدالمنعم منيب
في المدونة القديمة 2009-01-16 01:48

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تأملات في الآفاق السياسية والاستراتيجية لحرب غزة وإسرائيل طوفان الأقصى

عبود الزمر الزعيم الجهادي لم يخرج من السجن منذ تولى مبارك الحكم

هجمة حزب الله على إسرائيل وتل أبيب.. تعليق لا مناص منه حول مقالي مؤخرا