أفادت مصادر أمنية ان رجلا ألقى قنبلة حارقة في محطة مترو بالقاهرة كانت مزدحمة يوم السبت الماضي ولكن لم يُصب أحد, وأضافت المصادر ان المُهاجم فر من الموقع دون أن يتعرف عليه أحد. و لكن مصادر أمنية أخرى ذكرت رواية مختلفة عن الحادث فقالت بأن قوات الشرطة عثرت في حوالي الساعة السادسة مساء السبت الماضي على زجاجتين حارقتين، بجوار محطة مترو أنفاق حلميه الزيتون، الأمر الذي أثار الفزع بين ركاب مترو الأنفاق.وقامت الشرطة بالتحفظ على الزجاجتين قبل انفجارهما، وقام المعمل الجنائى بالفحص الأولى للعبوتين، ووجد أن بهما مواداً مخلوطة بمادة بنزين، وأخرى تستخدم فى دهان الأخشاب يستخدمها "الأسترجية".و يأتي هذا الحادث بعد أسبوع تقريبا من انفجار عبوة ناسفة و ابطال أخرى بحديقة الحسين بشارع المشهد الحسيني مما أسفر عن قتل سائحة فرنسية و إصابة 24 آخرين أغلبهم من السياح الفرنسيين, و حتى الآن لم تتمكن أجهزة الأمن من ضبط مرتكبي الحادث كما لم تعلن أي جهة مسئوليتها عنه.و رجح المراقبون أن يكون وراء حادث الحسين مجموعة اسلامية مسلحة, و لكن لا توجد حتى الآن أي أدلة يمكن الارتكاز عليها لتحديد الجهة المسئولة عن الحادث و حجمها و طبيعتها و اهدافها.و يأتي حادث الزجاجتين الحارقتين السبت الماضي ليضفي مزيدا من الغموض و الالتباس على الحادثين, فهل الجهة التي وضعت الزجاجتين هي هي التي فجرت في الحسين منذ أسبوع؟؟أم أن المجموعة التي تقف وراء تفجير الحسين مجموعة أقوى تسليحيا مما مكنها من وضع عبوة متفجرة و هي قد كمنت بعد العملية تحسبا من المطاردات الأمنية واسعة النطاق التي أعقبت الحادث لكن الحادث في حد ذاته شجع مجموعة متطرفة أخرى منفصلة عنها و أضعف منها تسليحا للمجازفة بوضع هاتين الزجاجتين الحارقتين بمحطة المترو؟؟أم هل قرأت المجموعة المنفذة لحادث الحسين التقارير التي أجمعت على ضعف و صغر المجموعة التي تقف وراء الحادث فأرادت المبالغة في تضليل أجهزة الأمن بوضع هاتين الزجاجتين لتثبت صحة هذه التقارير و تثبت أنها ليس لديها أي مواد متفجرة اخرى سوى التي نفذت بها عملية الحسين؟ ثم لماذا محطة المترو؟؟ فمعروف أن التنظيمات الجهادية سواء من كان منها على فكر تنظيم الجهاد المصري أو على فكر القاعدة عادة لا تكفر عامة الشعب المصري و لا تستهدفه, فالجهاد يستهدفون الشرطة و السلطة و القاعدة يستهدفون السياح, فلماذا محطة المترو و هي لا شرطة و لا سلطة و لا سياح؟هل كانت الزجاجتان بمقر أمني بمحطة المترو و لم يعلن عن ذلك؟ أم أن الزجاجتين لم توضعا لتنفجرا أصلا بل وضعتا لهدف آخر؟و ما هو هذا الهدف؟ هل هو إظهار البلد بأنه غير مستقر و غير آمن في الوقت الذي يزور فيه السيد جمال مبارك واشنطن ليقدم نفسه كرمز للإستقرار الذي ترومه واشنطن في أهم و أكبر دولة عربية؟هل الهدف هو إدخال القاهرة في دوامة من إزعاج الأمن دون خسائر في الأرواح كالفترة التي بدأت في آخر فبراير 1993م و استمرت حتى آخر يونيو 1993م؟لقد بدأت هذه الفترة بتفجير في مقهى وادي النيل بميدان التحرير و بعدها باتت أجهزة الأمن تجد من يوم لآخر حقيبة بها نوع ما من أنواع السلاح أو المتفجرات في شتى أنحاء القاهرة و كانت كلها غير مجهزة للتفجير لكنها كلها كانت صالحة لذلك, مرة طلقات و معها متفجرات مرة قنبلة يدوية مرة قنبلة دخان مرة قنبلة مسيلة للدموع... و هكذا.كان الهدف وقتها إظهار عدم الاستقرار و إزعاج الأجهزة الأمنية و إتعاب اعصابها دون المجازفة بالدخول في أي اشتباك أو خسائر في الأرواح لكن هذه المرحلة إنتهت وقتها بتفجير موكب وزير الداخلية السابق اللواء حسن الألفي... فهل وضعت الزجاجتان الحارقتان كفاتحة لمثل هذه المرحلة؟أم أن الأمر لا يعدوا تصرفا فرديا لفرد أو خلية جهادية صغيرة لا تملك إمكانات فنية عالية و لا مواد متفجرة فاستعملت تقنية زجاجة المولوتوف التي يعرفها أي شخص لتعبر عن غضبها, بالضبط كما عبر العامل المصري من يومين عن غضبه بطعن سائح أمريكي بقصافة أظافر في خان الخليلي.في حالة توجيه الزجاجات لعامة المواطنين فهو أمر يسير بالتحليل لإتجاهات أخرى في منتهى الخطورة لأنه في هذه الحالة ربما يشير لجهة أجنبية لا يهمها الشعب و لا يهمها كسب تعاطفه كل الذي يهمها هو هز استقرار البلد فقط, خاصة أنه حتى في حالة تتظيمات التكفيريين المسلحة كالشوقيين و الناجون من النار و غيرهما لم يسبق ان تعمدا التفجير في عامة الجمهور, و العمليات التي أصيب فيها ناس من عامة المواطنين كان مقصود بها سياح أو مسئولين بينما أصيب المواطنون الذين تصادف وجودهم في المكان لكن لم يتم تعمد المواطنيين بعملية خاصة بهم في مصر من قبل.الأسئلة كثيرة لأن المعلومات قليلة جدا بل و مشكوك فيها, لأننا يمكننا أن نتسائل أيضا هل الذي وجد بجانب محطة المترو هو زجاجتان بدائيتان مصنعتان من البنزين و التنر فقط أم أن الأمر أكبر من ذلك؟ و هل كانتا موجهتان لعامة الناس أم أنهما كانتا بقسم الشرطة الموجود في محطة المترو؟
عبدالمنعم منيب
كتبت هذا التحليل لجريدة الدستور اليومية و تم نشره بها. كما نشرته على مدونتي القديمة بتاريخ 4 مارس 2009م.
عبدالمنعم منيب
كتبت هذا التحليل لجريدة الدستور اليومية و تم نشره بها. كما نشرته على مدونتي القديمة بتاريخ 4 مارس 2009م.
مواضيع متعلقة:
حول مستقبل القاعدة
في العراق
تعليقات
إرسال تعليق