في خطوة غير مسبوقة هاجم ما يسمى "مجلس شورى الجهاد المصرى بالخارج" جميع المعتقلين الإسلاميين سواء من مازال منهم في السجن أو من خرج من السجن ووصفهم بيان صادر من هذا المجلس بأنهم "إما مكره تتراءى أمامه ذكريات التعذيب و الجلد و التعليق و الصعق, أو منهارٌ يائس يبحث عن مخرج من السجن و بقية من راحة, و كلاهما لا يُؤخذ منه قول و لا يُوثق منه برأي", كما هاجم البيان الدكتور سيد إمام الشريف بسبب مراجعاته في "وثيقة ترشيد العمل الجهادى" و بسبب تصريحاته الصحيفة التى تضمنت تنصلا من أخطاء و إخفاقات جماعة الجهاد الإسلامى المصرية, و قال البيان أنه كان (أى سيد إمام) صاحب الكلمة الأولى و الأخيرة في كل قرارات الجهاد على مدى ربع قرن بصفته الأمير العام الذىلم يكن يقبل الأخذ بمشورة مجلس الشورى, و تحدوه أن يذكر قرارا واحدا لتنظيم الجهاد صدر عن أحد غيره.و بشأن دعوة سيد إمام للرد على حججه الشرعية قالوا إنها شبهات قديمة سبق الرد عليه وليست حجج.وفيما يلى نص البيان الذى أثار نطاقا واسعا من النقاش والجدل على شبكة الإنترنت ليس على المواقع الجهادية فقط ولكن أيضاعلى مواقع محايدة و عادية: "بيان رداً على إتهامات الشيخ سيد إمام بسم الله و الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله وصحبه ومن الاه وبعد:لقد اطلعنا على ما جاء في "وثيقة ترشيد العمل الجهادي" للشيخ سيد إمام (فك الله اسره) وأصابتنا الحسرة و الألم مما احتوته من اتهامات باطلة وفرية عظيمة , وبالرغم من أننا قد توقعنا شيئاً من هذا الأمر إلا أننا لم يدر بخلدنا أن الشيخ (غفر الله له) سيصبح في يوم ما معول هدم ومثبط للجهاد و المجاهدين بهذه الصورة المفضوحة, لكن يبدو أن ابتزاز الأسرى المعذبين المُنكل بهم وبعد أن طبختهم حكومات عبيد أمريكا في مراجل أمريكا طبخاً, و أخرجتهم للملأ مسخاً مشوهاً و ركاماً مُدمَّراً و قد سُلخوا من أفكارهم سلخاً و نُزعت منهم قناعاتهم نزعاً ليعلنون ندمهم و أسفهم و تراجعهم, و تهلل أمريكا للطبخة القذرة و تصفق لانتصار الاعتدال و التسامح و التفاهم على التشدد و الأصولية و التطرف و تطالب بتكرار التجربة. إننا نحذر شباب أمتنا المجاهد في كل مكان من الإصغاء لأقوال و تراجعات خريجي السجون و نزلائها في مصر و سائر بلاد الإسلام , فهُم إما مكره تترائى أمامه ذكريات التعذيب و الجلد و التعليق و الصعق , أو منهارٌ يائس يبحث عن مخرج من السجن و بقيةٍ من راحة , و كلاهما لا يُؤخذ منه قول و لا يُوثق منه برأي, و حتى إن خرج من السجن الصغير إلى السجن الكبير الذي لا يكف فيه الزبانية عن زيارة منزله و مراقبة سكناته و حركاته و توجيه أقواله و أفعاله واختبار نواياه. لقد ساق المتراجعون بعض الشبهات فقالوا أن كثيراً من الأئمة كابن تيمية قد ألفوا في السجن و نبي الله يوسف عليه السلام دعا للتوحيد في السجن, نعم صحيح, و لكنهم لم ينقلبوا من الضد إلى الضد في السجن!! كما هو حالكم , فنبي الله يوسف عليه السلام دخل السجن مظلوماً و دعا للتوحيد فيه و رفض الخروج حتى يُقر من ظلمه بخطئه .و ابن تيمية دخل السجن بسب جهره بالحق ولم يتزعزع بالسجن حتى مات مسجوناً في قلعة دمشق رحمه الله , و شمس الأئمة السرخسي دخل السجن بسبب نصيحته للخاقان و لم ينقلب في السجن ليخرج منه, و أما قولكم لا تنظروا للظروف التي خرج منها كلامنا و لكن انظروا لأدلته و ردوا عليه, فنقول لهم إننا و جميع المجاهدين منذ عقود نرد على هذه الشبهات قولاً و كتابةً و عملاً فشبهتكم هذه قديمة, بل إن اتهاماتكم التي سودتم بها وثيقتكم خيرُ ردٍّ عليكم, و لكن ليس هذا ما نركزعليه فإننا لا نركز على كلام انتزع بالقهر و لكننا نريد ان نوضح للجميع اللعبة القذرة التي تمارسها أمريكا و عملاؤها في مصر, و لذا فإننا نقول لهؤلاء الأعداء إن هذه ليست معركةً شريفة أن تنفردوا بأسير معزول ثم تعصروه عصراً جسدياً و نفسياً حتى يوافقكم ثم تُهللوا لذلك, لو كنتم رجالاً نازلوه بأنفسكم في ميدان الفكر و الدعوة و الإعلام و هي الميادين التي اعترفتم بأنفسكم بهزيمتكم فيها, و نقول لهم : أنتم الآن تمارسون ما كنتم تهاجمونه من وسائل غسيل الدماغ الشيوعية, فكفوا عن أكاذيبكم حول الحرية و حقوق الإنسان.وفي ختام بياننا هذا نريد أن نبين للجميع أن ماذكره الشيخ سيد في وثيقته من إتهامات لقيادات المجاهدين وتشكيكاً في نياتهم فإن الحقيقة تقتضي مسئوليته الاولى عن كل ماحدث من أخطاء كيف لا وقد كان الامير الاول في الجماعة فلم يكن لمجلس الشورى حق في اتخاذ أي قرار دون الرجوع إليه ذلك لأن الشورى كانت معلمة غير ملزمة وكانت له الطاعة الكاملة, ونحن اليوم نتحداه أن يذكر لنا قراراً واحداً اتخذناه دون الرجوع إليه.ونسأله: إن كان ماذكرته من إتهامات حقاً فلم قبلتم قيادة المجموعة ثم الجماعة طوال هذه الفترة التي تقدر بربع قرن من الزمن؟؟ نقول للشيخ سيد إن كانت بيننا وبينك خصومة قديمة فماذنب شباب الامة أن تثبطهم بهذه الاقاويل التي تعلم أنها وليدة وسوسة شياطين أمن الدولة ومن خلفهم مكتب الاف بي أي بالقاهرة؟.نسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعة وأن يرينا الباطل باطالاً و يرزقنا اجتنابه إنه ولي ذلك و القادر عليه.وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.التوقيع:"مجلس شورى جماعة الجهاد المصرية في الخارج". إلى هنا انتهى نص البيان, و لكنه يثير العديد من التساؤلات أهمها من هم مجلس شورى الجهاد هذا بعدما اندمج الجزء الأكبر من الجهاد في القاعدة مع أيمن الظواهرى بينما الذين بقوا متمسكين باستراتيجية الجهاد المصرى و لديهم الرغبة في تكميل المشوار قد لقى معظمهم حتفه في معارك كابل و قندهار و تورابورا في بداية الغزو الأمريكى لأفغانستان, أما بقيتهم فهم مسجونون الآن في إيران بعدما تسللوا إليها هربا من القصف الأمريكي لأفغانستان عام 2001م, لكن بعض المصادر ترى أن هناك بعض بقايا مجلس شورى الجهاد المصرى مشتتين في أقطار العالم ربما أثارتهم تصريحات سيد إمام فدفعتهم للتحدث بعد طول كمون, و تشير مصادر مطلعة بأن رئيس مجلس شورى الجهاد المصرى كان أحمد بسيونى دويدار الذى قتل مؤخرا في اليمن أما الأمير فهو ثروت صلاح شحاته المسجون في إيران و المحكوم عليه بالإعدام غيابيا في مصر.
عبدالمنعم منيب
(نشر هذا الموضوع في جريدة الدستور المصرية اليومية 4 يناير 2008م و في المدونة القديمة 2008-01-04 )
مواضيع متعلقة:
تعليقات
إرسال تعليق