ثلاثون من العلماء و الناشطين السياسيين الإسلاميين يرسلون خطابا لأوباما

أرسل ثلاثون من العلماء و الناشطين السياسيين الإسلاميين خطابا إلى الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما يدعونه للحوار و للإمتناع عن فرض النموذج الأمريكي على الثقافات و الأديان المختلفة.
و بدأ الخطاب بالقول "إننا نحن الموقعين على هذا الخطاب من علماء، ومفكرين، ومثقفين، وناشطين سياسيين، وحقوقيين، وأكاديميين من أبناء الأمة الإسلامية ننتهز فرصة انتخابكم رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية لنخاطبك بصفتك الإنسانية، ونخاطب الشعب الأمريكي من خلالكم باعتباركم رئيسًا له وأهلًا لثقته، مؤملين أن يجد خطابنا هذا من فخامتكم أذنًا صاغية، ووقفة عادلة منصفة لمصلحة البشرية كلها في ظننا. يا فخامة الرئيس دعنا نبسط بين يديك وجهة نظرنا في العديد من القضايا التي هي محل اهتمام مشترك وذات تأثير واسع في العالم كله، وقبل أن نتحدث عن هذه القضايا فإننا نهنئ الشعب الأمريكي بهذا الإنجاز التاريخي الذي حققه بانتخابكم رئيسًا له مع أن الكثير من القوى العنصرية بذلت كل ما تستطيع للحيلولة دون انتخاب رجل من أصول إفريقية مسلمة" و طالب الخطاب اوباما بالتخلي عن دعم إسرائيل و بالإقلاع عن إحتلال الدول الإسلامية و تعويضها عن الإحتلال فقال: يا صاحب الفخامة لا تنتظروا من العرب والمسلمين وكل من يناصر الحق والعدل من شعوب العالم علاقات طبيعية ما لم يرفع الظلم ـ الذي تتحمل أمريكا وزره بالدرجة الأولى ـ عن الشعب الفلسطيني وتعاد له حقوقه وأرضه. وما لم تعد للشعب العراقي والشعب الأفغاني سيادتهما، ويعوضا عما أصابهما من خسائر، وما لم تجل عنهما قوات الاحتلال الصليبي المعاصر التي أعادت لنا ذكرى حروب القرون الوسطى الصليبية والحروب الاستعمارية، وأشعلت نار العداوة بين شعوب العالم المختلفة.و في تلويح بالصداقة مع التهديد بالمقاومة في حالة الإحتلال قال الخطاب : "يا صاحب الفخامة إن كل مطلع على حقائق التاريخ يعلم أن شعوبنا وفية لأصدقائها، كريمة مع من يحترمها، تحترم عهودها، ولكنها أيضًا لا ترضخ لمحتل، ولا تستسلم لعدوان... وأنها تنتزع حريتها ولا تستجديها، ولعل فيما آل إليه حال الشعوب الإسلامية في مواجهة المحتلين في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها دليلًا كافيًا؛ لتعيد أمريكا النظر بصدق وعمق في أسلوب تعاملها مع شعوب العالم كافة والشعوب الإسلامية بصفة خاصة"و ناشد البيان اوباما بعدم الخضوع لضغوط اللوبي الصهيوني كما أوضح البيان ان المسلمين سيعتبرون أمريكا مثلها مثل من تدعمهم من الحكام المستبدبن أو اسرائيل أو كل ظالم, فقال البيان "يا فخامة الرئيس إذا لم تستطيعوا في أمريكا أن تكونوا مع الحق والعدل فلن يقبل منكم أقل من الحياد، أما أن تدعموا الظلم والاحتلال فلن تكون نتائج ذلك إلا المقاومة وتصبحون ومن تدعمونه في نظر شعوبنا سواء"كما إنتقد الخطاب في أكثر من موقع مساندة أمريكا للحكام المستبدين فقال: "ومع أن أمريكا من أكثر دول العالم مناداة بالحرية واحترام حقوق الإنسان ورفع شعاراتها إلا إننا نعتقد أن حكومات أمريكا هي أكثر حكومات العالم من الناحية العملية انتهاكًا لحقوق الإنسان ومصادرة لحريته، فهي أكثر دول العالم شنًا للحروب، وإبادة للشعوب واعتقالًا للناس خارج إطار القانون، وممارسة للتعذيب. وهي الأكثر دعمًا للأنظمة الاستبدادية، والأكثر تآمرًا على التجارب الديمقراطية الناشئة، والأكثر تدبيرًا للانقلابات العسكرية، والأكثر استخفافًا بالمنظمات الدولية وابتزازًا لها، وإن شعوب العالم التي عانت كثيرًا من هذه السياسة الأمريكية تضع مصداقيتكم على المحك من خلال انتظارها لما ستفعله في هذا المجال"و إعتبر الخطاب أن الأسلحة النووية الإسرائيلية هي اكبر تهديد إرهابي بالنسبة للمسلمين.و أطال الخطاب في تبيين وجهة نظر موقعيه بشأن قضايا الحرية و حقوق الإنسان المقاومة و مكافحة الإرهاب و الديمقراطية و الأزمة الإقتصادية الدولية و توزيع الثروات و إظهار أن الولايات المتحدة خالفت الموقف الصحيح في ذلك كله.و يلاحظ في الخطاب أنه بين موقف موقعيه في كل القضايا المثارة على الساحة الدولية و كأنهم يأملون أن يفتح أوباما صفحة جديدة في هذه المجالات كلها.كما يلاحظ أن معظم إن لم يكن كل الموقعين على الخطاب هم من قادة الإخوان المسلمين أو المقربين منه في مختلف دول العالم و ليس فيهم احد من رموز التيار السلفي.و من أشهر الموقعين على الخطاب الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني رئيس جامعة الإيمان في اليمن و الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أمين عام اتحاد الأطباء العرب و عضو مجلس الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، مصر والدكتور علي صدر الدين البيانوني المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا و الدكتور فتحي يكن رئيس جبهة العمل الإسلامي في لبنان والشيخ قاضي حسين أحمد أمير الجماعة الإسلامية في باكستان والدكتور همام سعيد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن و الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمشير عبد الرحمن سوار الذهب الرئيس السوداني الأسبق، والدكتور راشد الغنوشي الأمين العام لحركة النهضة بتونس.
عبدالمنعم منيب
في المدونة القديمة 2009-02-05 10:55

تعليقات