دأب الكثير من الكتاب ووسائل الإعلام على الحديث عن العديد من قادة تيار الجهاد المصرى وفق معلومات مغلوطة و لا أساس لها من الصحة و لم يسلم من ذلك حتى الأجهزة الدولية المشهورة بقدراتها المعلوماتية الفائقة مثل المخابرات الأمريكية و وزارة الخارجية الأمريكية التى صنفت أيمن الظواهرى عام 1998م على أنه زعيم التنظيم الذى نفذ مذبحة الأقصر ضد عدد من السياح الغربيين, رغم أنه من الثابت يقينا أن الذى نفذ هذه المذبحة هو تنظيم الجماعة الإسلامية بزعامة كرم زهدى و الثابت يقينا أيضا أن أيمن الظواهرى كان وقتها زعيما لتنظيم الجهاد المصرى.و إزاء هذا التخبط المعلوماتى و جدنا أنه لزاما علينا أن نذكر ما أتيح لنا من معلومات صحيحة في هذا الصدد جريا على منهجنا الذى سرنا عليه في جميع مقالاتنا السابقة عن هذا التيار وذلك لتنوير الرأى العام و تنقية أفكار الأمة من الأوهام التى يتم تسويقها على أنها حقائق, و كي يتمكن المحللون السياسيون من دراسة هذا التيار وفقا لمعلومات صحيحة و موضوعية.إسماعيل طنطاوىهو أول مؤسس لتنظيم الجهاد المصرى و كان وقتها طالبا بكلية الهندسة جامعة الأزهر.و كان اسماعيل طنطاوى مقيما بحى المنيل بالقاهرة.و قد أسس تنظيم الجهاد بالتعاون مع صديقه علوى مصطفى بالإضافة لكل من نبيل البرعى ويحى هاشم و رفاعى سرور.اختلف اسماعيل طنطاوى مع صالح سرية حول عدة قضايا فقهية الأمر الذى حال بين اندماج صالح سرية مع تنظيم اسماعيل طنطاوى.وظل اسماعيل طنطاوى في قيادة تنظيم الجهاد الذى أسسه إلى حين هروبه من مصر إلى هولندا عام 1974م حيث كان مطلوبا لأجهزة الأمن على خلفية علاقته الشخصية بالدكتور صالح سرية قائد التنظيم الذى قام بعملية الفنية العسكرية.و قد حصل اسماعيل طنطاوى على الجنسية الهولندية و عاش في هولندا منذئذ لكنه كان يزور مصر من حين لأخر في مرحلة الثمانينات من القرن العشرين, ومع ذلك لم ينخرط في أى نشاط جهادى لا في مصر و لا في خارج مصر.علوى مصطفىكان علوى مصطفى مقيما بحى مصر الجديدة بالقاهرة و كان طالبا بكلية الهندسة جامعة الأزهر عندما شارك اسماعيل طنطاوى تأسيس أول تنظيم جهاد في مصر.و كان علوى مصطفى متأثرا جدا في ذلك الوقت بالشيخ محمد خليل هراس و هو عالم أزهرى جليل كان حينها رئيسا لجمعية أنصار السنة المحمدية بمصر و كان علوى و اسماعيل طنطاوى و غيرهم من مؤسسى الجهاد يواظبون على حضور دروس الشيخ محمد خليل هراس بمسجد أنصار السنة في شارع قولة بحى عابدين بالقاهرة, و هناك تعارف الشباب الذين أسسوا تنظيم الجهاد.و رغم تعلق علوى مصطفى بالشيخ محمد خليل هراس إلا أنه كان له ملاحظات عقيدية و فقهية على عقيدة و أفكار جماعة أنصار السنة المحمدية و كتب كراسا في ذلك كان يستخدمها مع الشباب الذين كانوا مواظبين على الحضور لمكتبة و مسجد أنصار السنة كى يدعوهم للانضمام إلى تنظيم الجهاد.ظل علوى مصطفى من قادة تنظيم الجهاد إلى أن اختلف عام 1974م مع عدد من قادة الجهاد على حكم ضباط الجيش من تنظيم الجهاد الذين قتلوا في الحرب مع اسرائيل في أكتوبر 1973م حيث كان شقيق علوى نفسه هو أحد الضباط الذين قتلوا في هذه الحرب, و كان رأى علوى مصطفى أنهم شهداء بينما رأى آخرون أنهم ليسوا شهداء, و حينئذ ترك علوى تنظيم الجهاد و لم يعد له أى نشاط اسلامى سوى أنه انضم لإحدى الطرق الصوفية.و مع ذلك فإن علوى مصطفى تم اعتقاله إثر إغتيال السادات (أكتوبر1981م) لأن اسمه ورد في التحقيقات بصفته أحد مؤسسى تنظيم الجهاد.
نبيل البرعىكان نبيل البرعى مقيما بحى المعادى بالقاهرة عندما تعارف على اسماعيل طنطاوى و علوى مصطفى بمسجد جمعية أنصار السنة المحمدية بمسجد قولة بحى عابدين بالقاهرة, و هناك تناقش كثيرا مع علوى و اسماعيل بشأن أحوال مصر و العالم الإسلامى و توافقت أفكاره و أماله بشأن الإصلاح الإسلامى مع اسماعيل و علوى بما حدا نبيل بأن يقول لهما ذات مرة اثر احدى المناقشات ايه رأيكم نعمل تنظيم و كانت الفكرة مختمرة من قبل في فكر علوى و اسماعيل مما حدا بهما لموافقته على الفور.و البعض يعزى تجنيد أيمن الظواهرى في تنظيم الجهاد إلى نبيل البرعى باعتبار التجاور بالسكن في حى المعادى رغم تفاوت العمر بينهما.ظل نبيل البرعى عنصرا نشطا بالتنظيم رغم كل الإنشقاقات والمنعطفات التى مر بها التنظيم إلى أن ألقى القبض عليه اثر اغتيال السادات و كان في بيته حينذاك عشرات الصناديق التى تحوى قذائف الأر بى جى المضادة للدبابات, و خرج من السجن بعد قضائه ثلاث سنوات.و لم يعد له نشاط في تنظيم الجهاد إلى حين وفاته من عدة سنوات. أيمن الظواهرى ولد أيمن الظواهرى في مصر عام 1951م, وكان والده أستاذا بكلية الصيدلة بجامعة القاهرة.وتخرج أيمن من كلية الطب في جامعة القاهرة في عام 1974م وحصل على درجة الماجستير في الجراحة بعد أربع سنوات.بدأت علاقة أيمن الظواهرى بالحركة الإسلامية و تحديدا بتنظيم الجهاد منذ عام 1966م عندما كان يدرس بالمدرسة الثانوية, وقد تعرف على كل من علوى مصطفى و اسماعيل طنطاوى و نبيل البرعى و انضم معهم لتنظيم الجهاد الذى أسسوه عام 1964م في هذه الفترة و ظل عضوا بهذا التنظيم حتى عام 1974م عندما هرب قائد التنظيم اسماعيل طنطاوي إلى هولندا, أيام محاكمة قضية الفنية العسكرية على خلفية علاقته بصالح سرية.و بعد هدوء الأوضاع الأمنية بشأن تنظيم اسماعيل طنطاوى أعاد أيمن الظواهرى بناء و ترتيب التنظيم من جديد و شاركه في ذلك كل من عصام القمرى و سيد إمام و أمين الدميرى و غيرهم.واستمر في العمل حتى تعاون مع تنظيم محمد عبد السلام منذ بداية عام 1981م و حتى إغتيال السادات في أكتوبر 1981م عندما تم القبض على تنظيم محمد عبد السلام و كذلك أيمن الظواهرى نفسه هو و تنظيمه. و بعد خروجه من السجن عام 1984م توجه للسعودية و منها إلى باكستان حيث عمل طبيبا بإحدى مستشفيات بيشاور وفي نفس الوقت بدأ في الترتيب لإعادة تأسيس تنظيم الجهاد, و عندما أعاد بناء تنظيم الجهاد اتفق هو و ممثلو عبود الزمر بخارج مصر على تولية سيد إمام الإمارة العامة للتنظيم بينما صار هو نائبا له بشكل فعلى أكثر من كونه منصبا رسميا لكنه ظهر أمام أكثر الأعضاء كأنه الأمير بسبب مبالغة سيد إمام في التخفى عن عامة الأعضاء.و تولى أيمن الإمارة خلفا لسيد إمام من عام 1993م و حتى عام 1998م عندما استقال من الإمارة تحت ضغوط من مجلس شورى الجهاد.و بعد استقالته انضم لتنظيم القاعدة, و شارك بن لادن في التوقيع على فتوى عام 1998م تدعو لتنفيذ هجمات ضد المدنيين الأمريكيين, و صار أهم قادة القاعدة بعد أسامة بن لادن. و كان الظواهرى قد ظهر فى شريط فيديو إلى جانب بن لادن عندما كان يهدد بالرد على الولايات المتحدة لإعتقالها الشيخ عمر عبدالرحمن بعد اتهامه في تفجير مركز التجارة العالمى عام 1992م.
يحى هاشمكان يحى هاشم من أبرز قادة الجهاد في تنظيم اسماعيل طنطاوى منذ نشأة التنظيم و كان معاونا بالنيابة العامة بالإسكندرية, و ظل نشطا بالتنظيم إلى أن جاءت هزيمة يونيو 1967م حيث طرح فكرة العمل الجماهيري الواسع و فضح حقيقة جمال عبدالناصر لعمة الشعب و السعى لتحريك الجماهير و تثويرها و الإطاحة بجمال عبد الناصر عبر ثورة شعبية و حتى لو فشلت فعلى التنظيم حسب رأيه أن يتحول لحرب العصابات ضد النظام, و بذا أصبح يحى هاشم نابذا لفكرة الإنقلاب العسكرى التى كان يتبناها تنظيم الجهاد.ومع ذلك لم تنفجر الخلافات بين يحى هاشم و اسماعيل طنطاوى إلا عام 1968م عندما خرجت المظاهرات تندد بعبدالناصر و قادة سلاح الطيران باعتبارهم مسؤلين عن الهزيمة, فحينئذ انضم يحى هاشم للمظاهرات و حمله المتظاهرون على الأعناق وبعد قليل ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه لكنها سرعان ما أطلقت سراحه عندما علمت أنه معاون بالنيابة لما لهذه الوظيفة من حصانة قضائية.و اتهم التنظيم يحى هاشم بتعريض تنظيم الجهاد للخطر, و تفجرت خلافاته السياسية و الفقهية مع اسماعيل و سائر التنظيم مما دفعه للإنشقاق و معه مجموعة على رأسها الشيخ رفاعى سرور.و سعت المجموعة لتطبيق قناعاتها الفكرية الجديدة لكنها فشلت.و حاصرت قوات الأمن أغلب قادة و أعضاء التنظيم في منطقة جبلية بأسيوط حيث جرى اشتباك عنيف بالأسلحة النارية فقتل فيه أغلب قادة و أعضاء المجموعة و على رأسهم يحى هاشم نفسه في عام 1975م.
رفاعى سرورأحد أبرز و أقدم المفكرين و المنظرين بتيار الجهاد و كان عضوا بتنظيم الجهاد بالإسكندرية ثم انتقل للقاهرة, وعندما حدثت الخلافات بين يحى هاشم و اسماعيل طنطاوى كان منحازا لأراء يحى هاشم مسبقا لتوافق أفكارهما في هذا السياق.و رفاعى سرور من مواليد الإسكندرية عام1947م. و قد ألف العديد من الكتب التى تؤصل بشكل أو بأخر لقضايا فكرية تهم تنظيم الجهاد, كان أولها كتاب "أصحاب الأخدود" ألفه و عمره 16 عاما. و بعد ذلك تتابعت كتبه منها: "حكمة الدعوة" و "بيت الدعوة".و لكن أهمها و أخطرها من حيث تأصيلها لمفهوم مهم و أساسي في فكر تنظيم الجهاد هو كتاب "عندما ترعى الذئاب الغنم" الجزء الأول, و فيه يؤصل لمفهوم السلطة في الإسلام.وله كتاب لا يقل عنه في الأهمية و هو كتاب "قدر الدعوة" الذى جمع مادته العلمية عندما كان محبوسا على ذمة قضية تنظيم الجهاد اثر اغتيال السادات عام 1981م, ثم قام بتبيضه و نشره في منتصف الثمانينات بعد خروجه من السجن, و كان الهدف من الكتاب أن يقدم الإطار العقائدى الذى ينبغى على الحركة الإسلامية الجهادية أن تكيف حركتها في إطاره. ثم ألف بعده في الثمانينيات من القرن العشرين أيضا كتابا مهما هو "التصور السياسى للحركة الإسلامية" و كان يهدف للتأصيل للتصور السياسى لتنظيم الجهاد لكنه جاء دون المستوى المعهود في كتب الشيخ السابقة.كما أصدرالعديد من الكتب في مطلع القرن الواحد و العشرين الميلادى أقل أهمية مثل "علامات الساعة دراسة تحليلية" و الجزء الثانى من كتاب "عندما ترعى الذئاب الغنم" وغيرها كثير.و له حاليا مدونة على مكتوب اسمها مدونة الشيخ رفاعى سرور تعبر عن أرائه.و على هذا النشاط الفكرى اقتصر نشاط الشيخ بعد خروجه من السجن بعد محاكمته في قضية تنظيم الجهاد اثر إغتيال أنور السادات عام 1981م حيث قضى في السجن ثلاث سنوات.و كان الشيخ قد تم ترشيحه لإمارة تنظيم الجهاد الذى أسسه محمد عبد السلام لكنه رفض ذلك قبل اغتيال السادات واكتفى بأن يكون مرشدا روحيا لأحد أبرز قادة التنظيم عبود الزمر.مصطفى يسرى"إنه أكثر قادة الجهاد مكرا و دهاءا". هذا هو تقييم جهاز أمن الدولة للدكتور مصطفى يسري أمير عام تنظيم الجهاد (تنظيم صالح سرية) في الفترة من 1977م و حتى 1980م. أسس مصطفى يسرى مجموعة الجيزة في نهاية الستينيات و كان وقتها في الثانوية العامة و كانت هذه المجموعة على فكر الجهاد من قبل أن ينضم بمجموعته لتنظيم اسماعيل طنطاوى في نفس الفترة (نهاية الستينيات من القرن العشرين) و كان من أبرز أعضاء مجموعة الجيزة في ذلك الوقت حسن الهلاوى.و لكن مجموعة الجيزة بقيادة مصطفى يسرى سرعان ما استقلت عن تنظيم اسماعيل طنطاوى و ظلت مستقلة عن أى تنظيم حتى حين.وعندما أسس صالح سرية تنظيمه في مطلع السبعينات كان ساعده الأيمن في هذا التنظيم هو كارم الأناضولى الطالب بالكلية الفنية العسكرية والذى كان زميلا لمصطفى يسرى في المدرسة السعدية الثانوية بالجيزة, و لذا قام كارم بتدبير لقاء بين مصطفى يسرى (الذى كان حينئذ طالبا بكلية الطب جامعة القاهرة) و بين الدكتور صالح سرية أمير عام التنظيم و الذى على إثره انضم مصطفى و معه مجموعة الجيزة للتنظيم, و صار مصطفى يسرى منذئذ قائدا هاما بالتنظيم إلى أن اعتقل و اتهم في القضية المعروفة اعلاميا باسم قضية الفنية العسكرية, لكنه حصل على البراءاة, و خرج من السجن و ظل على نشاطه في التنظيم إلى أن اعتقل و اتهم مرة ثانية في قضية عرفت اعلاميا باسم قضية الجهاد عام 1977م, و للمرة الثانية يخرج من السجن بعد حصوله على البراءة, و في هذه المرة يتم انتخابه أميرا لتنظيم الجهاد, و يظل يقوم بهذا الدور إلى أوائل عام 1980م عندما أصدر قرارا بحل تنظيم الجهاد بالتفصيل الذى ذكرناه في مقالات لنا سابقة.و كان مصطفى يسرى قد تخرج من كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1974م و حصل بعدها على الماجستير في الجراحة و عمل جراحا إلى أن غادر مصر بعد حل تنظيم الجهاد ولم يظهر بعد ذلك على مسرح الأحداث مرة أخرى أبدا.لكن الكثيرين من قادة الجهاد و الذين لعبوا أدوارا هامة في تاريخ الجهاد هم من تلامذة مصطفى يسرى و لعل أشهرهم محمد عبدالسلام فرج الذى اتخذ قرار اغتيال السادات و نفذته مجموعة من أتباع محمد عبدالسلام بقيادة الملازم أول خالد أحمد شوقى الإسلامبولى, و إذا كان محمد عبدالسلام أشهر تلامذة مصطفى يسرى إلا أنه ليس أكثرهم تشربا بطباع و صفات مصطفى يسرى. كارم الأناضوليتعرف كارم الأناضولى على الدكتور صالح سرية في منزل السيدة زينب الغزالى و اثر ذلك صار كارم الأناضولى الذراع الأيمن لصالح سرية في تأسيس و إدارة تنظيم الجهاد الذى قام بمحاولة انقلاب عسكرى فاشلة عام 1974م اشتهرت باسم عملية الكلية الفنية العسكرية حيث كان كارم الأناضولى طالبا بالسنة النهائية فيها كما كان للتنظيم عشرات الأعضاء ضمن طلبة الكلية.و كان كارم الأناضولى قد مارس ضغوطا هائلة على صالح سرية بهدف القيام بالمحاولة الإنقلابية قبل الموعد المحدد لها بسنوات عدة, و نجحت ضغوط كارم في إرغام صالح على التبكير بالعملية مما كان له أبلغ الأثر في فشلها حسب رأى قادة التنظيم في تقيمهم للعملية بعد ذلك. و أثناء عملية محاولة الإستيلاء على كلية الفنية العسكرية كان كارم الأناضولى قائد العملية.و قد حكم عليه بالإعدام في المحاكمة التى جرت اثر فشل محاولتهم الإنقلابية مثله في ذلك مثل صالح سرية و طلال الأنصارى لكن طلال قد خفف السادات عنه الحكم إلى السجن المؤبد بينما تم تنفيذ حكم الإعدام في كل من صالح سرية و كارم الأناضولى.
عبدالمنعم منيب
نبيل البرعىكان نبيل البرعى مقيما بحى المعادى بالقاهرة عندما تعارف على اسماعيل طنطاوى و علوى مصطفى بمسجد جمعية أنصار السنة المحمدية بمسجد قولة بحى عابدين بالقاهرة, و هناك تناقش كثيرا مع علوى و اسماعيل بشأن أحوال مصر و العالم الإسلامى و توافقت أفكاره و أماله بشأن الإصلاح الإسلامى مع اسماعيل و علوى بما حدا نبيل بأن يقول لهما ذات مرة اثر احدى المناقشات ايه رأيكم نعمل تنظيم و كانت الفكرة مختمرة من قبل في فكر علوى و اسماعيل مما حدا بهما لموافقته على الفور.و البعض يعزى تجنيد أيمن الظواهرى في تنظيم الجهاد إلى نبيل البرعى باعتبار التجاور بالسكن في حى المعادى رغم تفاوت العمر بينهما.ظل نبيل البرعى عنصرا نشطا بالتنظيم رغم كل الإنشقاقات والمنعطفات التى مر بها التنظيم إلى أن ألقى القبض عليه اثر اغتيال السادات و كان في بيته حينذاك عشرات الصناديق التى تحوى قذائف الأر بى جى المضادة للدبابات, و خرج من السجن بعد قضائه ثلاث سنوات.و لم يعد له نشاط في تنظيم الجهاد إلى حين وفاته من عدة سنوات. أيمن الظواهرى ولد أيمن الظواهرى في مصر عام 1951م, وكان والده أستاذا بكلية الصيدلة بجامعة القاهرة.وتخرج أيمن من كلية الطب في جامعة القاهرة في عام 1974م وحصل على درجة الماجستير في الجراحة بعد أربع سنوات.بدأت علاقة أيمن الظواهرى بالحركة الإسلامية و تحديدا بتنظيم الجهاد منذ عام 1966م عندما كان يدرس بالمدرسة الثانوية, وقد تعرف على كل من علوى مصطفى و اسماعيل طنطاوى و نبيل البرعى و انضم معهم لتنظيم الجهاد الذى أسسوه عام 1964م في هذه الفترة و ظل عضوا بهذا التنظيم حتى عام 1974م عندما هرب قائد التنظيم اسماعيل طنطاوي إلى هولندا, أيام محاكمة قضية الفنية العسكرية على خلفية علاقته بصالح سرية.و بعد هدوء الأوضاع الأمنية بشأن تنظيم اسماعيل طنطاوى أعاد أيمن الظواهرى بناء و ترتيب التنظيم من جديد و شاركه في ذلك كل من عصام القمرى و سيد إمام و أمين الدميرى و غيرهم.واستمر في العمل حتى تعاون مع تنظيم محمد عبد السلام منذ بداية عام 1981م و حتى إغتيال السادات في أكتوبر 1981م عندما تم القبض على تنظيم محمد عبد السلام و كذلك أيمن الظواهرى نفسه هو و تنظيمه. و بعد خروجه من السجن عام 1984م توجه للسعودية و منها إلى باكستان حيث عمل طبيبا بإحدى مستشفيات بيشاور وفي نفس الوقت بدأ في الترتيب لإعادة تأسيس تنظيم الجهاد, و عندما أعاد بناء تنظيم الجهاد اتفق هو و ممثلو عبود الزمر بخارج مصر على تولية سيد إمام الإمارة العامة للتنظيم بينما صار هو نائبا له بشكل فعلى أكثر من كونه منصبا رسميا لكنه ظهر أمام أكثر الأعضاء كأنه الأمير بسبب مبالغة سيد إمام في التخفى عن عامة الأعضاء.و تولى أيمن الإمارة خلفا لسيد إمام من عام 1993م و حتى عام 1998م عندما استقال من الإمارة تحت ضغوط من مجلس شورى الجهاد.و بعد استقالته انضم لتنظيم القاعدة, و شارك بن لادن في التوقيع على فتوى عام 1998م تدعو لتنفيذ هجمات ضد المدنيين الأمريكيين, و صار أهم قادة القاعدة بعد أسامة بن لادن. و كان الظواهرى قد ظهر فى شريط فيديو إلى جانب بن لادن عندما كان يهدد بالرد على الولايات المتحدة لإعتقالها الشيخ عمر عبدالرحمن بعد اتهامه في تفجير مركز التجارة العالمى عام 1992م.
يحى هاشمكان يحى هاشم من أبرز قادة الجهاد في تنظيم اسماعيل طنطاوى منذ نشأة التنظيم و كان معاونا بالنيابة العامة بالإسكندرية, و ظل نشطا بالتنظيم إلى أن جاءت هزيمة يونيو 1967م حيث طرح فكرة العمل الجماهيري الواسع و فضح حقيقة جمال عبدالناصر لعمة الشعب و السعى لتحريك الجماهير و تثويرها و الإطاحة بجمال عبد الناصر عبر ثورة شعبية و حتى لو فشلت فعلى التنظيم حسب رأيه أن يتحول لحرب العصابات ضد النظام, و بذا أصبح يحى هاشم نابذا لفكرة الإنقلاب العسكرى التى كان يتبناها تنظيم الجهاد.ومع ذلك لم تنفجر الخلافات بين يحى هاشم و اسماعيل طنطاوى إلا عام 1968م عندما خرجت المظاهرات تندد بعبدالناصر و قادة سلاح الطيران باعتبارهم مسؤلين عن الهزيمة, فحينئذ انضم يحى هاشم للمظاهرات و حمله المتظاهرون على الأعناق وبعد قليل ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه لكنها سرعان ما أطلقت سراحه عندما علمت أنه معاون بالنيابة لما لهذه الوظيفة من حصانة قضائية.و اتهم التنظيم يحى هاشم بتعريض تنظيم الجهاد للخطر, و تفجرت خلافاته السياسية و الفقهية مع اسماعيل و سائر التنظيم مما دفعه للإنشقاق و معه مجموعة على رأسها الشيخ رفاعى سرور.و سعت المجموعة لتطبيق قناعاتها الفكرية الجديدة لكنها فشلت.و حاصرت قوات الأمن أغلب قادة و أعضاء التنظيم في منطقة جبلية بأسيوط حيث جرى اشتباك عنيف بالأسلحة النارية فقتل فيه أغلب قادة و أعضاء المجموعة و على رأسهم يحى هاشم نفسه في عام 1975م.
رفاعى سرورأحد أبرز و أقدم المفكرين و المنظرين بتيار الجهاد و كان عضوا بتنظيم الجهاد بالإسكندرية ثم انتقل للقاهرة, وعندما حدثت الخلافات بين يحى هاشم و اسماعيل طنطاوى كان منحازا لأراء يحى هاشم مسبقا لتوافق أفكارهما في هذا السياق.و رفاعى سرور من مواليد الإسكندرية عام1947م. و قد ألف العديد من الكتب التى تؤصل بشكل أو بأخر لقضايا فكرية تهم تنظيم الجهاد, كان أولها كتاب "أصحاب الأخدود" ألفه و عمره 16 عاما. و بعد ذلك تتابعت كتبه منها: "حكمة الدعوة" و "بيت الدعوة".و لكن أهمها و أخطرها من حيث تأصيلها لمفهوم مهم و أساسي في فكر تنظيم الجهاد هو كتاب "عندما ترعى الذئاب الغنم" الجزء الأول, و فيه يؤصل لمفهوم السلطة في الإسلام.وله كتاب لا يقل عنه في الأهمية و هو كتاب "قدر الدعوة" الذى جمع مادته العلمية عندما كان محبوسا على ذمة قضية تنظيم الجهاد اثر اغتيال السادات عام 1981م, ثم قام بتبيضه و نشره في منتصف الثمانينات بعد خروجه من السجن, و كان الهدف من الكتاب أن يقدم الإطار العقائدى الذى ينبغى على الحركة الإسلامية الجهادية أن تكيف حركتها في إطاره. ثم ألف بعده في الثمانينيات من القرن العشرين أيضا كتابا مهما هو "التصور السياسى للحركة الإسلامية" و كان يهدف للتأصيل للتصور السياسى لتنظيم الجهاد لكنه جاء دون المستوى المعهود في كتب الشيخ السابقة.كما أصدرالعديد من الكتب في مطلع القرن الواحد و العشرين الميلادى أقل أهمية مثل "علامات الساعة دراسة تحليلية" و الجزء الثانى من كتاب "عندما ترعى الذئاب الغنم" وغيرها كثير.و له حاليا مدونة على مكتوب اسمها مدونة الشيخ رفاعى سرور تعبر عن أرائه.و على هذا النشاط الفكرى اقتصر نشاط الشيخ بعد خروجه من السجن بعد محاكمته في قضية تنظيم الجهاد اثر إغتيال أنور السادات عام 1981م حيث قضى في السجن ثلاث سنوات.و كان الشيخ قد تم ترشيحه لإمارة تنظيم الجهاد الذى أسسه محمد عبد السلام لكنه رفض ذلك قبل اغتيال السادات واكتفى بأن يكون مرشدا روحيا لأحد أبرز قادة التنظيم عبود الزمر.مصطفى يسرى"إنه أكثر قادة الجهاد مكرا و دهاءا". هذا هو تقييم جهاز أمن الدولة للدكتور مصطفى يسري أمير عام تنظيم الجهاد (تنظيم صالح سرية) في الفترة من 1977م و حتى 1980م. أسس مصطفى يسرى مجموعة الجيزة في نهاية الستينيات و كان وقتها في الثانوية العامة و كانت هذه المجموعة على فكر الجهاد من قبل أن ينضم بمجموعته لتنظيم اسماعيل طنطاوى في نفس الفترة (نهاية الستينيات من القرن العشرين) و كان من أبرز أعضاء مجموعة الجيزة في ذلك الوقت حسن الهلاوى.و لكن مجموعة الجيزة بقيادة مصطفى يسرى سرعان ما استقلت عن تنظيم اسماعيل طنطاوى و ظلت مستقلة عن أى تنظيم حتى حين.وعندما أسس صالح سرية تنظيمه في مطلع السبعينات كان ساعده الأيمن في هذا التنظيم هو كارم الأناضولى الطالب بالكلية الفنية العسكرية والذى كان زميلا لمصطفى يسرى في المدرسة السعدية الثانوية بالجيزة, و لذا قام كارم بتدبير لقاء بين مصطفى يسرى (الذى كان حينئذ طالبا بكلية الطب جامعة القاهرة) و بين الدكتور صالح سرية أمير عام التنظيم و الذى على إثره انضم مصطفى و معه مجموعة الجيزة للتنظيم, و صار مصطفى يسرى منذئذ قائدا هاما بالتنظيم إلى أن اعتقل و اتهم في القضية المعروفة اعلاميا باسم قضية الفنية العسكرية, لكنه حصل على البراءاة, و خرج من السجن و ظل على نشاطه في التنظيم إلى أن اعتقل و اتهم مرة ثانية في قضية عرفت اعلاميا باسم قضية الجهاد عام 1977م, و للمرة الثانية يخرج من السجن بعد حصوله على البراءة, و في هذه المرة يتم انتخابه أميرا لتنظيم الجهاد, و يظل يقوم بهذا الدور إلى أوائل عام 1980م عندما أصدر قرارا بحل تنظيم الجهاد بالتفصيل الذى ذكرناه في مقالات لنا سابقة.و كان مصطفى يسرى قد تخرج من كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1974م و حصل بعدها على الماجستير في الجراحة و عمل جراحا إلى أن غادر مصر بعد حل تنظيم الجهاد ولم يظهر بعد ذلك على مسرح الأحداث مرة أخرى أبدا.لكن الكثيرين من قادة الجهاد و الذين لعبوا أدوارا هامة في تاريخ الجهاد هم من تلامذة مصطفى يسرى و لعل أشهرهم محمد عبدالسلام فرج الذى اتخذ قرار اغتيال السادات و نفذته مجموعة من أتباع محمد عبدالسلام بقيادة الملازم أول خالد أحمد شوقى الإسلامبولى, و إذا كان محمد عبدالسلام أشهر تلامذة مصطفى يسرى إلا أنه ليس أكثرهم تشربا بطباع و صفات مصطفى يسرى. كارم الأناضوليتعرف كارم الأناضولى على الدكتور صالح سرية في منزل السيدة زينب الغزالى و اثر ذلك صار كارم الأناضولى الذراع الأيمن لصالح سرية في تأسيس و إدارة تنظيم الجهاد الذى قام بمحاولة انقلاب عسكرى فاشلة عام 1974م اشتهرت باسم عملية الكلية الفنية العسكرية حيث كان كارم الأناضولى طالبا بالسنة النهائية فيها كما كان للتنظيم عشرات الأعضاء ضمن طلبة الكلية.و كان كارم الأناضولى قد مارس ضغوطا هائلة على صالح سرية بهدف القيام بالمحاولة الإنقلابية قبل الموعد المحدد لها بسنوات عدة, و نجحت ضغوط كارم في إرغام صالح على التبكير بالعملية مما كان له أبلغ الأثر في فشلها حسب رأى قادة التنظيم في تقيمهم للعملية بعد ذلك. و أثناء عملية محاولة الإستيلاء على كلية الفنية العسكرية كان كارم الأناضولى قائد العملية.و قد حكم عليه بالإعدام في المحاكمة التى جرت اثر فشل محاولتهم الإنقلابية مثله في ذلك مثل صالح سرية و طلال الأنصارى لكن طلال قد خفف السادات عنه الحكم إلى السجن المؤبد بينما تم تنفيذ حكم الإعدام في كل من صالح سرية و كارم الأناضولى.
عبدالمنعم منيب
هذا الموضوع فى المدونة القديمة , 2008-02-27
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقوم الآن بنقل هذه المدونة الى موقعي الجديد " الأمة اليوم " على الرابط التالي
http://moneep.alummah.today/
نقلت حتى الآن أغلب المحتوى الموجود هنا و مستمر في النقل حتى أنقل جميع المحتوى ان شاء الله تعالى .. و كل جديد سأكتبه سأنشره هناك و ليس هنا..
http://moneep.alummah.today/
نقلت حتى الآن أغلب المحتوى الموجود هنا و مستمر في النقل حتى أنقل جميع المحتوى ان شاء الله تعالى .. و كل جديد سأكتبه سأنشره هناك و ليس هنا..
مواضيع متعلقة:
حول مستقبل القاعدة
في العراق
تعليقات
إرسال تعليق