كتب- عبد المنعم منيب
عندما كتبت مقالي مؤخرا عن هجمة حزب الله على إسرائيل وتل أبيب كانت الأفكار في المقال مكثفه تكثيفا كبيرا جدا وعميقا جدا، فكل فقرة منه يمكن أن تتحول إلى مقال كامل مطول جدا اذا تم تفصيلها تفصيلا عاديا ليس فيه اسهاب، وسبب هذا أن هناك رغبه مني في تبيان الكثير من الأمور المهمة في هذه المرحلة المفصلية من زمننا الجاري في أسرع وقت، فاضطررت لأن أسكب أفكارا كثيرة جدا بشكل مكثف في فقرات وليس مقالات، ويضاف إلى هذا أن الصياغة عندي عادة ما يتم وزنها بدقه شديدة لمراعاه العديد من الحسابات السياسية المعقدة والمتداخلة والتي لا تخفى على فطنة القارئ، وربما يخفى بعضها.
وأيا كان الحال فإن المقال الأخير أثار ردود أفعال متباينة بل متعارضة، فالبعض لمح فقرات محددة بينما غاب عن بصيرته فقرات أخرى توازن هذه الفقرات التي رأها أو تضعها في إطار مختلف، فالمقال التحليلي الأخير تضمن فقرات تصف حزب الله وصفا فيه قدر من المدح، وهو ليس مدحا بقدر ما هو تقييم موضوعي لحاله، كما تضمن نفس المقال فقرات توضح طبيعة وحقيقة مواقف حزب الله وإيران وسياساتهما تجاه الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وتنتقد المحور العربي المتعاون مع إسرائيل، وفي نفس الوقت تضمن نفس المقال فقرات أخرى يبدو لمن يلمحها بنظر غير متعمق أنها تنتقد حزب الله وإيران وسياساتهما، وتحذر من المشروع الشيعي الإقليمي والكوني، فهذا ليس تناقدا من المقال ولكنه توازن، لأنه يعطي كل عنصر من عناصر الموضوع حقه، فهم أجادوا أمورا محددة فلابد ان نصفها وصفا سليما بدا للبعض أنه مدح، وهو ليس مدحا ولكنه موضوعية، كما أن لهم مشروعا لا يخفى على أي ذي بصيرة، فلابد ان نوضح ذلك أيضا بكل موضوعية وعلمية وصدق وعدل، ونفس الشيء في النقطة التي تكلمنا فيها عما فعلوه في سوريا وتصادف هذا أن رأيت بعض الناس على السوشيال ميديا ينشرون صورا متجاورة مما حدث من خراب في كل من مناطق أهل السنة في العراق واليمن وسوريا ونحو ذلك، ويضعون بجانبها صورا لإسرائيل بعد القصف الإيراني أو القصف الذي قام به حزب الله اللبناني، فهذه كلها جوانب موجودة لم نختلق منها شيئا، واذا كنا نريد ان نبصر ونثقف القراء حول حقيقه الواقع وما يحدث فيه فلابد أن نذكر الصورة كاملة، فلا نركز الضوء على ما نحب وفي نفس الوقت نبعد الضوء عما نريد اخفاءه، فهذه لا تكون موضوعية ولا علمية ولا عدل ولا صدق، ونفس الشيء يقال عن ما كتبناه بشأن طالبان أو بشأن تركيا فكل منهما له جوانب متعددة وذكرناها، ونحن عندما استخدمنا في المقال تعبيري "صوفية تركيا" و "ديوبندية طالبان" لم نرد بذلك ذما.
وفي الواقع فهذه التعبيرات بشأنهم لم نستخدمها من قبل وربما لن نستخدمها من بعد، وإنما استخدمناها تهكما على من ينتقدونهم انتقادا ناريا ليس في محله، فهناك فريق من المنتسبين لأهل السنة ينتقدون أردوغان وحزبه ليل نهار بدعوى أنه صوفي، وهناك من ينتقدون طالبان بدعوى أنهم ديوبندية لأن الديوبندية ذات عقيده ماتريدية.
أنا لا أؤيد مذاهب الصوفية ولا الماتريدية ولا الأشاعرة ولا أدعو لأي منها، ولا أشجع على انتشارها، وأدين لله تعالى بعقيدة أهل السنة والجماعة وهم أهل الحديث، ومنهم الأئمة الثلاثة المتبوعون مالك والشافعي وأحمد وغيرهم من كبار أئمة الفقه ومنهم محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة، وندعو لعقيدة أهل السنة والجماعة، ونسعى لانتشارها وتعليمها، ولكن في نفس الوقت نعارض تفريق كلمة المسلمين وشق صفوفهم المتداعية أصلا بدعوى معاداة الأشعرية أو الماتريدية أو غيرها من الفرق التي ابتعدت قليلا أو كثيرا عن عقيدة أهل السنة ولكنها لم تخرج عن الاسلام بشهادة ابن تيمية نفسه وبشهادة معاصريهم من علماء أهل السنة والجماعة من السلف الصالح أنفسهم، فإن تكفير هؤلاء ومعاداتهم ومحاربتهم هي من بدع بعض النابتة التي تغذيها المنظومة الصهيوالصليبية منذ 300 عام من أجل إضعاف المسلمين أو زيادة ضعفهم....
تابعوا قراءة بقية المقال كاملا على الرابط التالي:
https://alummahtoday.com/node/521
تعليقات
إرسال تعليق