لم يبن النبي صلى الله عليه و آله و سلم دولة و مجد الإسلام إلا بتوفيق و تسديد من الله تعالى, ولكننا هنا لن نعرض للمظاهر الغيبية لهذا التوفيق والسداد إنما نعرض للمظاهر و الأسباب المادية التي وفق الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم لصناعة دولة و مجد الإسلام عبرها.
في البداية كانت مكة, وفي البداية كانت دعوته صلى الله عليه وآله و سلم سرية لمدة ثلاث سنوات حتى كون نواة الإسلام الأولى بعدها سارت الدعوة العلنية مسارها عشر سنوات في مكة, خلالها لم يستخدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيا من مظاهر استعمال القوة في التعامل مع مخالفيه و استخدم الصبر و أمر المسلمين باستخدام الصبر كدرع ضد الاضطهاد والتعذيب الذي تعرضوا له.
وفي مكة كانت العمليات الأساسية ذات التأثير السياسي التي قام النبي صلى الله عليه وآله و سلم بها منحصرة في ثلاث:
العملية الأولى- البناء الداخلي لمجتمع المسلمين: و ذلك عبر وسائل و أدوات عدة, قائمة كلها على تعاليم الإسلام في ذلك الوقت وكانت ذات طبيعة روحية مثل قيام الليل بالصلاة و تلاوة القرآن و كان دائما هناك تذكير بأحوال الأمم السابقة و عاقبة كل من الظالمين و المسلمين في كل أمة, و قبل ذلك و معه كان ترسيخ مفاهيم العقيدة الإسلامية الصحيحة بصفائها و نقائها و تمايزها عن العقائد الباطلة, مع تبشير المسلمين بمستقبل مملوء بالنصر و التمكين والمجد.
و قد حققت هذه الأدوات و الوسائل نجاحا منقطع النظير ممكن إدراك مداه من إدراك حجم النجاح الذي تحقق في بناء الشخصية المسلمة لدى كل صحابي أو صحابية ممن تربوا في العصر المكي وحجم الانجاز الذي حققوه لأمة الإسلام سواء في عصر النبي صلى الله عليه وآله و سلم أو بعده, وتصفح سير و انجازات أمثال أبي بكر الصديق أو عمر بن الخطاب أو حمزة بن عبد المطلب أو مصعب بن عمير أو أبي عبيدة بن الجراح أو عثمان أو على أو غيرهم يظهر ذلك بجلاء فكلهم أبناء العصر المكي للدعوة الإسلامية.
العملية الثانية- تحقيق أكبر قدر متاح من الحماية للمسلمين: داخل المجتمع المكي الوثني المعادي للإسلام و المسلمين وفق الأعراف و الفرص التي كانت سائدة آنذاك في هذا المجتمع, مثل كتمان الإيمان و الإسرار بالعبادات الإسلامية بالنسبة للبعض , ومثل القبول أو طلب حماية بعض سادة قريش الوثنيين ممن تعاطفوا مع بعض المسلمين بسبب أواصر الدم و النسب أو الصداقة أو بدوافع أخلاقية ذاتية ومن أبرز الأمثلة على الحماية التي تمت بدافع النسب و الدم حماية أبي طالب للنبي صلى الله عليه وآله و سلم و حماية عشيرة أبي بكر الصديق له و كذا عشيرة عثمان ابن عفان له و غيرهم, ومن أبرز عمليات الحماية بدوافع أخلاقية حماية المطعم بن عدي للنبي صلى الله عليه وآله و سلم بعد عودته من الطائف و كذلك إجارة ابن الدُغنة (سيد القارة) لأبي بكر الصديق عندما همَّ الأخير بالهجرة إلى الحبشة.
و في إطار الرغبة في تحقيق هذه الحماية أيضا تم استعمال أسلوب آخر هو أسلوب الهجرة و في هذا الإطار تمت عمليتا الهجرة للحبشة, الهجرة الأولى و الهجرة الثانية, وهما في التحليل الأخير دخول في حماية ملك أجنبي عن مكة هو ملك الحبشة الذي كان معروفا عنه في ذلك الوقت أنه ملك عادل لا يظلم أحدا.
و قد حققت هذه الأدوات كلها نجاحا ملحوظا و إن تفاوتت درجاته, و رغم هذا ففي هذه المرحلة تم حبس النبي صلى الله عليه وآله و سلم و عشيرته من بني عبد المطلب و بني هاشم (سواء مسلميهم أو كافريهم المساندين للنبي) في شعب أبي طالب ثلاث سنوات لا يصلهم الطعام إلا تهريبا, كما تعرض الكثير من المسلمين للتعذيب طوال العشر السنوات التي دارت فيها الدعوة الإسلامية في مكة في شقها العلني, بل مات بعض المسلمين تحت التعذيب كما تعرض الكثيرون منهم لإصابات بالغة و خطيرة, و ذلك لحكمة أرادها الله تعالى, و أوجه حكمة الله في ذلك عديدة لكن أبرزها أمران:
1- أنه لو كان الدخول في الإسلام سهلا هينا لدخل فيه كثيرون من غير الصادقين من الانتهازيين و الوصوليين و المنافقين الأمر الذي كان سيضعف قدرة الجسد الإسلامي منذ بداية نشأته و هو أمر ضار جدا في البداية وبالعكس إذ لما حدث هذا بعد ذلك في المدينة بعدما قوى الجسد الإسلامي أمكنه تجنب الآثار الضارة لهذه الظاهرة.
2- لما كان مقدرا أن يدخل الإسلام في نضال مسلح ضد الظلم و الطغيان في مراحل تالية من تاريخه فإن مروره بهذه المرحلة من الاضطهاد كانت كفيلة بأن تدفع عنه فرية القول بأنه انتشر بالسيف إذ لو كان انتشر بالسيف فكيف كان السيف مسلولا على أتباعه قتلا وتعذيبا و تشريدا طوال عشر سنوات في مكة و مع ذلك ظلوا يزدادون عددا و لا يقلون ولم يرفع واحد منهم سيفا, و لم يكن المسلمون يملكون سيفا و مع ذلك أسلم الجسم الرئيس من قبيلتي المدينة المنورة الأوس و الخزرج في هذه المرحلة.
العملية الثالثة- سعي النبي صلى الله عليه و آله وسلم لإقامة دولة الإسلام في بلد غير مكة: وذلك عبر دعوة كبار ورؤساء العديد من قبائل الجزيرة العربية للإسلام والتعاهد على النضال من أجل حماية دعوة الإسلام, كانت دعوة النبي صلى الله عليه و آله وسلم لزعماء القبائل تتم في موسم الحج من كل عام بمكة كما أنه ذهب بنفسه الشريفة للطائف حيث عرض دعوته علي زعمائها فرفضوا الإسلام, و في هذا الإطار دعا النبي صلى الله عليه و آله وسلم العديد من القبائل و رفض البعض بينما تردد آخرون و في النهاية قبل الأوس و الخزرج الإسلام وهما القبيلتان العربيتان اللتان كانتا تسكنا يثرب.
و بعد قبول أهل يثرب للدين الإسلامي انتقل المسلمون ليثرب التي أصبحت اسمها المدينة المنورة بانتقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم لها لتبدأ مرحلة جديدة من تاريخ الإسلام.
بدأ النبي صلى الله عليه و آله وسلم إقامة الدولة في المدينة المنورة بإقامة المسجد النبوي الشريف الذي بإنشائه صار مقر الحكم ورمز الدولة الإسلامية كما قام صلى الله عليه و آله وسلم بوضع أسس العلاقة بين المسلمين الذين جاءوا معه من مكة (والذين جرى تسميتهم بالمهاجرين) وبين مسلمي الأوس والخزرج سكان المدينة الأصليين (والذين تم تسميتهم بالأنصار أو أنصار رسول الله) وكانت الأُخُوة بين هذين الفريقين هي أساس هذه العلاقة فيما سمى بالمؤاخاة بين المهاجرين و الأنصار, فقد جعل النبي صلى الله عليه و آله وسلم كل واحد من المهاجرين أخا لواحد من الأنصار و جرى الشرع حينئذ على أنهما كالشقيقين يتوارثان بعضهما البعض (إلى أن تم إلغاء هذا التوارث في نهايات البعثة النبوية مع استقرار تشريعات الميراث في شكلها النهائي), فكان من ذلك أن آخى بين أبي بكر و خارجة بن زيد, و آخى بين الزبير و كعب بن مالك, و آخى بين عثمان بن عفان وبين رجل من بني زريق بن سعد الزرقي رضى الله عنهم أجمعين.
وقد ضرب الأنصار أروع ألوان الإيثار في هذه الأخوة حيث صار كل أنصاري يقسم بيته وكل مزارعه أو أمواله مع أخيه المهاجر حتى زوجاته فقد كان يسعى ليطلق نصفهن ليزوجها لأخيه المهاجر, وافق بعض المهاجرين على عرض الأنصار بشأن تقاسم الدور ولكنهم رفضوا تقاسم النخل بل قبلوا العمل معا على أن يصيروا شركاء في ما ينتج من ثمر, بينما رفض بعض المهاجرين أخذ شئ من الأنصار كعبد الرحمن بن عوف الذي قال لأخيه الأنصاري جزاك الله خيرا و بارك الله لك في مالك وزوجك أريد فقط أن تدلني على السوق و انطلق إلى السوق فباع و اشترى حتى صار من كبار تجار المسلمين الأثرياء.
وفيما فعله المهاجرون والأنصار نزلت العديد من الآيات تثني على سلوكهم هذا كقوله تعالى: "وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" التوبة100, وقال سبحانه بشأن المهاجرين فقط "للْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ" الحشر8, ثم قال سبحانه بشأن الأنصار: "وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" الحشر9, وفي المهاجرين والأنصار من كبار الصحابة ورد َعنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: "قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ ، وَلاَ نَصِيفَهُ." رواه البخاري.
ولم تقتصر خطوات تأسيس الدولة الإسلامية في المدينة على بناء المسجد والإخاء بين المهاجرين و الأنصار فقط بل كانت هناك خطوات أخرى لصهر بقية سكان المدينة من يهود و وثنيين في إطار مواطنة الدولة الإسلامية, ومن هنا تأتي أهمية الوثيقة المشهورة باسم وثيقة المدينة بينما أطلق عليها بعض الكتاب المعاصرين اسم "دستور المدينة" و ذلك لأنها بحق بمثابة نص دستوري هام جدا وفي منتهى الأهمية والتحضر والتقدم الدستوري, وكان من أهم بنود هذه الوثيقة المعروفة في كتب التراث باسم الصحيفة أو صحيفة المدينة ما يلي:
1- المسلمون من قريش و يثرب ومن تبعهم و لحق بهم وجاهد معهم, أمة واحدة من دون الناس.
2- هؤلاء المسلمون جميعا على اختلاف قبائلهم يتعاقلون بينهم و يفيدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
3- إن المؤمنين لا يتركون مفرحا (أي المثقل بالديون) بينهم أن يعطوه في فداء أو عقل.
4- أن المؤمنين المتقين على من بغى منهم أو ابتغى دسيعة ظلم (أي ظلم كبير) أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين, و إن أيديهم عليه جميعا و لو كان ولد أحدهم.
5- لا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر ولا ينصر كافر على مؤمن.
6- ذمة الله واحدة, يجير عليهم أدناهم, والمؤمنون بعضهم موالي بعض دون الناس.
7- لا يحل لمؤمن أقر بما في الصحيفة وآمن بالله و اليوم و الآخر أن ينصر محدثا أو يؤويه, و إن من نصره أو أواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة, لا يؤخذ منه صرف و لا عدل.
8- اليهود ينفقون مع اليهود ما داموا محاربين.
9- يهود بني عوف أمة مع المؤمنين, لليهود دينهم و للمسلمين دينهم إلا من ظلم و أثم فإنه لا يوتغ (أي لا يهلك) إلا نفسه و أهل بيته.
10- إن على اليهود نفقاتهم وعلى المسلمين نفقاتهم وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة.
11- كل ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد رسول الله.
12- من خرج من المدينة آمن , ومن قعد آمن, إلا من ظلم و أثم.
13- إن الله على أصدق ما في الصحيفة وأبره, وإنه جار لمن بر و اتقى." انتهت أهم بنود هذه الوثيقة الدستورية.
وكفى بها ترسيخا وتأسيسا لأصول الحكم وحقوق و واجبات المواطنة وحرية الاعتقاد في دولة الإسلام الوليدة التي بدأت لتوها تشق طريقها في غابة الوثنية في الجزيرة العربية بل و في العالم.
وهكذا وضع النبي صلى الله عليه وآله و سلم أسسا ثلاثة للدولة الناشئة:
§ المسجد: كمقر للحكم و مركز للقيادة و الإرشاد والتوجيه والتعليم و التثقيف.
§ الإخاء بين المهاجرين و الأنصار.
§ كتابة الصحيفة التي تنظم العلاقة بين كل مواطني المدينة بمختلف دياناتهم و قبائلهم وأعراقهم و التي أيضا ترسخ لسلطة الشريعة الإسلامية مجسدة في سلطة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
و لكن هل هذه الأسس الثلاث كافية لبناء دولة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشكل يكفل لها تحقيق كل أهدافها؟
طبعا كان هناك أساس رابع باقي هو بناء الجيش, ورغم أن أتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان معظمهم قد مارسوا القتال في جاهليتهم وعرفوا كيف يحملون السلاح و يستخدمونه في ظروف "لا يبقى فيها من لا يحمل سلاحا" , و رغم أن الأنصار الذين قامت دولة الإسلام في المدينة على أكتافهم قد أعلنوا للرسول يوم بيعتهم في العقبة عن قدراتهم في القتال و بأسهم في الحروب, إلا أن الظروف الجديدة التي بدأ الإسلام يجتازها و تصاعد الموقف الحربي بينه و بين القوى الوثنية و خاصة في أعقاب الهجرة إلى المدينة, و نزول الآيات القرآنية تؤذن ببدء القتال المسلح كل ذلك حتم على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن ينمي هذه القدرات و أن يدفع أتباعه إلى مزيد من التدريب والمهارة العسكرية في مواجهة الأعداء الذين يحيطون بالدولة الجديدة إحاطة السوار بالمعصم, و راح الرسول القائد صلى الله عليه وآله وسلم طيلة العصر المدني يعمل دونما تهاون على تعليم أتباعه فنون القتال وتدريبهم على استعمال السلاح رافعا شعارا واضحا لا غموض فيه وهو قوله تعالى: "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ"الأنفال60.
عبد المنعم منيب
نشرت في جريدة اليوم السابع الثلاثاء 24 أغسطس 2010
اسم الكتاب او التوثيق
ردحذفمن فضلكم
يا أخي أنا كتبت هذا الموضوع منذ أغسطس 2010 و عندما كتبنته اعتمدت على عدد من كتب السيرة المطبوعة و المشهورة و اعملت فكري فيما قرأته منها ثم كتبت الموضوع و بالتالي فانا لا أتذكر الكتب الآن و من ناحية أخرى لم أكتب توثيقا للموضوع لأني كنت قد كتبته لصحيفة اليوم السابع و طبعا الكتابة للصحف لا ينبغي أن تتضمن توثيقا لكن على كل حال فكل معلومة في الموضوع موثوقة و يسهل عليك العثور عليها في مصادر السيرة و دواوين السنة المعتبرة لكن التحليل هو ما سيحتاج مزيد بحث منك لأنه اما منقول من أحد المراجع و اما هو اجتهاد مني و ربنا يوفقك للخير
ردحذف