مبارك والسادات و الحركات الاسلامية
يمثل الموقف من الدين الاسلامي و من الجماعات الاسلامية علامة هامة في سجل كل من الرئيسين مبارك و السادات ليس كعلامة فارقة بين السياسات الداخلية لكل من السادات و مبارك فقط بل أيضا كمؤشر مهم يمكن الربط بينه و بين السياسة الخارجية لكل منهما بل و قوة الدولة و دورها الاقليمي و الدولي لحد ما. و إذا اردنا تتبع سياسة السادات تجاه الاسلام و تجاه الجماعات الاسلامية فلابد ان أن نرجع قليلا للوراء و تحديدا للفترة الأخيرة من حكم جمال عبدالناصر... بل و بشكل أدق لما بعد هزيمة يونيو 1967م... لقد كان عبدالناصر منذ توليه الحكم يستخدم الدين بشكل عام و الاسلامي بشكل خاص كاداة من ادوات سياسته الخارجية عبر مؤسسة الأزهر و عبر مشيخة الطرق الصوفية و عبر منظمة المؤتمر الاسلامي, و اقتصر استخدامه للدين في الداخل على الفترات التي اشتد فيها النزاع بينه و بين الاخوان المسلمين فنافسهم بخطابه الديني في اطار صراعه الحاسم معهم كما اثبت ذلك الدكتور رفعت سيد احمد في دراسته التي حصل بها على الماجستير من كلية الاقتصاد و العلوم السياسية بالقاهرة. لكن طرأ متغيران جديدان في السياسة الداخلية الدينية لجمال عبدالناصر بعد هزيمة ...