قرأت مؤخرا موضوعا إعلاميا عن دور المرأة في المجتمع الإسلامي و كيف أن بعض المشاركين في الموضوع قالوا أن دورها ينحصر في البيت و تربية الأولاد فقط بينما وافق أخرون على أن لها القيام ببعض الأدوار الأخرى في المجتمع لو أنها قامت بدورها في البيت كاملا ثم بعد ذلك كان لديها وقت فائض للأدوار خارج البيت والتي حددوها ببعض الأدوار المحدودة لكنني لا أذكرها الآن.
لكنني شعرت بنفس الجمود الذي سبق و أشرت له في مقال سابق عن مكانة المرأة في الإسلام في أقوال بعض المشاركين, كما لاحظت تردد و عدم وضوح في أراء أخرين مثل الذين يتكلمون عن دور محدود للمرأة لو سمح الوقت.
و لا شك أن التاريخ الإسلامي يفضح هذا الجمود و ذلك التردد, لأنه لو كان دور المرأة منحصر في البيت و الأطفال لما أنجبت الأمة الإسلامية عبر تاريخها الطويل كل هذه العالمات اللاتي يقدرن بمئات الآلاف أو ربما أكثر من ذلك, كما أنه لو كان دور المرأة المسلمة مرتبط بفضول الوقت لما كان هناك كل هؤلاء العالمات, لأن العلم لا يأتي بالدراسة في فضول الأوقات.
و المشكلة الأساسية في الجمود الفقهي أو أي جمود فكري هو أن الفقيه أو المفكر يفكر بشكل نظري أو تجريدي بعيد عن الواقع, هو طبعا لو كان متبعا لمناهج البحث الإسلامية بشكل منضبط فلن يقع فريسة لهذا الجمود, لأن هذه المناهج فيها من القواعد و الأسس ما يمنع من الوقوع في مثل هذا الجمود, و تتمثل مناهج البحث هذه في أهم مجالاتها في علوم "أصول الفقه" و "القواعد الفقهية" و "علوم الحديث" و "علوم القرآن".
لكن لو الباحث أو المفكر عنده بعض من الضعف في هذه العلوم فإنه قد يقع في هذا الجمود, مع ملاحظة أن التردد قد يعكس نوعا أو درجة ما من الجمود.
و في الموضوع الذي نتكلم عنه (دور المرأة) لو نظر المشاركون في الواقع لما قالوا ما قالوه, فالواقع الإسلامي في كل عصور التاريخ الإسلامي المزدهرة و المضمحلة على حد سواء يدحض جمود الجامدين بشأن دور المرأة و مكانتها في المجتمع الإسلامي, كما أن نفس الواقع المذكور يدحض أيضا تردد المترددين في نفس الموضوع.
و المشاهد في وقتنا الحاضر في مجال المرأة المسلمة الملتزمة أن منهن من لا تجد وقتا لعمل أي شئ خارج بيتها و أولادها, بينما تستطيع بعض النساء القيام بأدوار إجتماعية أو دينية أو سياسية كبيرة نسبيا بجانب القبام بواجبات بيتها و أولادها بشكل كامل و مثالي و دون مساعدة تذكر من أحد, بينما يقتضي الأمر لدى بعضهن للقيام بأدوار خارج المنزل أن تجد مساعدة من أخريات كالقريبات أو الشغالات أو المربيات و نحو ذلك, كما من المشاهد أيضا أن كل نوع من أنواع النساء الملتزمات هذه ميسر لنمط معين من الأدوار لا يمكن لأي منهن الخروج عنه أو العيش بدونه, كما أنه من المشاهد أيضا أن النساء اللاتي لديهن طاقة أكبر من الاقتصار على عمل البيت فقط و كذا اللاتي لديهن ميول للقيام بأدوار غير العمل بالبيت (سواء بجانب عمل البيت أو عبر التفرغ من عمل البيت و ايكال عمل البيت لقريبة أو صديقة أو شغالة) و لا يصرفن ميولهن هذه في إتجاه العمل الإجتماعي أو الإقتصادي أو السياسي أو الدعوي فإنهن يضيعن أوقاتهن فيما لا يفيدهن دينيا و لا دنيويا مع كونهن ملتزمات بشكل عام بغض النظر عن التفاصيل.
فهل يريد أصحاب التردد و الجمود أن تقضي النساء أوقاتهن في الغيبة و النميمة فقط؟؟
لكنني شعرت بنفس الجمود الذي سبق و أشرت له في مقال سابق عن مكانة المرأة في الإسلام في أقوال بعض المشاركين, كما لاحظت تردد و عدم وضوح في أراء أخرين مثل الذين يتكلمون عن دور محدود للمرأة لو سمح الوقت.
و لا شك أن التاريخ الإسلامي يفضح هذا الجمود و ذلك التردد, لأنه لو كان دور المرأة منحصر في البيت و الأطفال لما أنجبت الأمة الإسلامية عبر تاريخها الطويل كل هذه العالمات اللاتي يقدرن بمئات الآلاف أو ربما أكثر من ذلك, كما أنه لو كان دور المرأة المسلمة مرتبط بفضول الوقت لما كان هناك كل هؤلاء العالمات, لأن العلم لا يأتي بالدراسة في فضول الأوقات.
و المشكلة الأساسية في الجمود الفقهي أو أي جمود فكري هو أن الفقيه أو المفكر يفكر بشكل نظري أو تجريدي بعيد عن الواقع, هو طبعا لو كان متبعا لمناهج البحث الإسلامية بشكل منضبط فلن يقع فريسة لهذا الجمود, لأن هذه المناهج فيها من القواعد و الأسس ما يمنع من الوقوع في مثل هذا الجمود, و تتمثل مناهج البحث هذه في أهم مجالاتها في علوم "أصول الفقه" و "القواعد الفقهية" و "علوم الحديث" و "علوم القرآن".
لكن لو الباحث أو المفكر عنده بعض من الضعف في هذه العلوم فإنه قد يقع في هذا الجمود, مع ملاحظة أن التردد قد يعكس نوعا أو درجة ما من الجمود.
و في الموضوع الذي نتكلم عنه (دور المرأة) لو نظر المشاركون في الواقع لما قالوا ما قالوه, فالواقع الإسلامي في كل عصور التاريخ الإسلامي المزدهرة و المضمحلة على حد سواء يدحض جمود الجامدين بشأن دور المرأة و مكانتها في المجتمع الإسلامي, كما أن نفس الواقع المذكور يدحض أيضا تردد المترددين في نفس الموضوع.
و المشاهد في وقتنا الحاضر في مجال المرأة المسلمة الملتزمة أن منهن من لا تجد وقتا لعمل أي شئ خارج بيتها و أولادها, بينما تستطيع بعض النساء القيام بأدوار إجتماعية أو دينية أو سياسية كبيرة نسبيا بجانب القبام بواجبات بيتها و أولادها بشكل كامل و مثالي و دون مساعدة تذكر من أحد, بينما يقتضي الأمر لدى بعضهن للقيام بأدوار خارج المنزل أن تجد مساعدة من أخريات كالقريبات أو الشغالات أو المربيات و نحو ذلك, كما من المشاهد أيضا أن كل نوع من أنواع النساء الملتزمات هذه ميسر لنمط معين من الأدوار لا يمكن لأي منهن الخروج عنه أو العيش بدونه, كما أنه من المشاهد أيضا أن النساء اللاتي لديهن طاقة أكبر من الاقتصار على عمل البيت فقط و كذا اللاتي لديهن ميول للقيام بأدوار غير العمل بالبيت (سواء بجانب عمل البيت أو عبر التفرغ من عمل البيت و ايكال عمل البيت لقريبة أو صديقة أو شغالة) و لا يصرفن ميولهن هذه في إتجاه العمل الإجتماعي أو الإقتصادي أو السياسي أو الدعوي فإنهن يضيعن أوقاتهن فيما لا يفيدهن دينيا و لا دنيويا مع كونهن ملتزمات بشكل عام بغض النظر عن التفاصيل.
فهل يريد أصحاب التردد و الجمود أن تقضي النساء أوقاتهن في الغيبة و النميمة فقط؟؟
عبدالمنعم منيب
هذا الموضوع فى المدونة القديمة , 2008-03-01 03:23
موضوعات متعلقة
تعليقات
إرسال تعليق