أمريكا في باكستان..فتش عن النووى

تتداول دوائر صنع القرار في واشنطن الآن دراسة توسيع عمليات السى آى إيه و قوات الكوماندوز الأمريكية في باكستان خاصة في إقليم القبائل المحاذى لأفغانستان و تحديدا إقليم وزيرستان بحجة التمكن من تعقب القاعدة و قياداتها البارزين أمثال أسامة بن لادن و أيمن الظواهرى و غيرهم, كما إقترح بعض أعضاء الكونجرس الضغط على الحكومة الباكستانية عبر التهديد بتقليص المساعدات المالية للباكستان ما لم توافق على زيادة تعاونها مع الأمريكيين بهذا الصدد, وردت قيادة الجيش الباكستانى على ذلك بأن أعلنت رفضها لأى تدخل لقوات أمريكية بالأراضى الباكستانية, و أخيرا صعدت الحكومة الباكستانية من لهجة رفضها للتدخل العسكرى الأمريكى المزمع على لسان برويز مشرف نفسه بقوله أن أى تدخل عسكرى أمريكي دون دعوة رسمية فيما أسماه بحالة الضرورة سيعامل معاملة الاحتلال الأجنبى.لكن ما هى حقيقة دور السى آى إيه و الكوماندوز الأمريكى في باكستان في مرحلة ما بعد 11 سبتمبر 2001م؟؟تفيد كل المصادر المطلعة و المعلومات المؤكدة أن السى آى إيه و الكوماندوز الأمريكى يعملون بحرية كاملة داخل الأراضى الباكستانية فيما يتعلق بمتابعة و مراقبة و إعتقال المشتبه فيهم بعضوية القاعدة أو الحركات الإسلامية ذات العلاقة بالقاعدة أيا كانت جنسياتهم و في أى مكان بالمدن الباكستانية أومواطن القبائل التى تحت سيطرة الحكومة الباكستانية, كما تقوم السي آى إيه و إف بى آى بالتحقيق مع هؤلاء المعتقلين و تعذيبهم داخل الأراضى الباكستانية قبل أن تقرر لأى جهة سيتم تسليمهم سواء دولهم الأصلية أو السجون الأمريكية في أفغانستان أو جوانتنامو أو السجون السرية الأخرى المنتشرة حول العالم والتابعة للسى آى إيه, و يتم ذلك كله على الأراضى الباكستانية دون أدنى نفوذ أو تدخل للجهات الأمنية الباكستانية.إذن فما حقيقة القرار الجديد الذى يجرى التدوال حوله الآن في واشنطن؟؟في الواقع فإن المصادر المطلعة تشير دون أدنى مواربة إلى أن الهدف الحقيقى للرغبة الأمريكية هو محاولة السيطرة على القنابل النووية الباكستانية, و كان قادة الولايات المتحدة الأمريكية قد أشاروا بصراحة في مرات عديدة إلى قلقهم من القنابل النووية الباكستانية رغم دعم أمريكا للتقنية النووية الهندية بشكل أو أخر, و في نفس الوقت ما زالو يضعون سقفا و شروطا عديدة على صفقات السلاح الأمريكى إلى باكستان, كما أظهرت باكستان تخوفها من سعى الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على الأسلحة النووية البكستانية أو على الأقل زرع أجهزة متقدمة فيها لتعطيلها, و من هنا فمع كل التدخل الأمنى الأمريكى في باكستان فإن باكستان و تحديدا قيادة الجيش الباكستانى حرصت على إخفاء مواقع و أسرار السلاح النووى الباكستانى عن أعين الأمريكيين.لقد علل الأمريكيون دائما قلقهم من السلاح النووى الباكستانى على عكس موقفهم من السلاح النووى في كل من إسرائيل و الهند بأن الهند و إسرائيل دولتان ديموقراطيتان بعكس الباكستان, و لكن هنا يتبادر للذهن سؤال مهم أليست الولايات المتحدة الأمريكية هى الداعم الأول و الرئيس لديكتاتورية برويز مشرف و لمعظم الحكام الديكتاتوريين في العالم بأسره؟؟و من هذا المنطلق ندرك سبب قلق باكستان من توسيع مجال عمل القوات الأمريكية في الأراضى الباكستانية و إهتمام قيادة الجيش تحديدا بالرد الواضح و الصريح على هذا الطرح الأمريكى.نعم لدى المحللين و المراقبين الحق في القول بأن برويز مشرف يخشى على شرعيته الشعبية إذا سمح للوجود العسكرى الأمريكى أن يتسع و يبدو واضحا للعيان و من ثم إستغلال معارضيه لهذه القضية لإسقاطه, فضلا عن إستغلال القاعدة و أنصارها هذه القضية لتعزيز حكمهم عليه بالكفر و العمالة للولايات المتحدة و محاربة المسلمين.لكن لو لم تكن القضية النووية حاضرة بهذه القوة لما كان الرد الباكستانى بهذه الطريقة و هذه القوة ولما قلقت قيادة الجيش الباكستانى من هذا الطرح الأمريكى الذى مازال قيد المناقشة في واشنطن ولم يخرج لحيز الطلب الفعلى والرسمى من حكومة الولايات المتحدة لحكومة الباكستان.
عبدالمنعم منيب
هذا الموضوع فى المدونة القديمة , 2008-01-26 10:02

تعليقات