المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2010

كيف بني النبي محمد صلى الله عليه و آله و سلم الدولة الاسلامية؟

لم يبن النبي صلى الله عليه و آله و سلم دولة و مجد الإسلام إلا بتوفيق و تسديد من الله تعالى, ولكننا هنا لن نعرض للمظاهر الغيبية لهذا التوفيق والسداد إنما نعرض للمظاهر و الأسباب المادية التي وفق الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم لصناعة دولة و مجد الإسلام عبرها. في البداية كانت مكة, وفي البداية كانت دعوته صلى الله عليه وآله و سلم سرية لمدة ثلاث سنوات حتى كون نواة الإسلام الأولى بعدها سارت الدعوة العلنية مسارها عشر سنوات في مكة, خلالها لم يستخدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيا من مظاهر استعمال القوة في التعامل مع مخالفيه و استخدم الصبر و أمر المسلمين باستخدام الصبر كدرع ضد الاضطهاد والتعذيب الذي تعرضوا له. وفي مكة كانت العمليات الأساسية ذات التأثير السياسي التي قام النبي صلى الله عليه وآله و سلم بها منحصرة في ثلاث: العملية الأولى- البناء الداخلي لمجتمع المسلمين: و ذلك عبر وسائل و أدوات عدة, قائمة كلها على تعاليم الإسلام في ذلك الوقت وكانت ذات طبيعة روحية مثل قيام الليل بالصلاة و تلاوة القرآن و كان دائما هناك تذكير بأحوال الأمم السابقة و عاقبة كل من الظالمين و المسلمين في كل أ...

أزمة الكهرباء والفتنة الطائفية

لو كتبت عن الأزمة التى أثارتها قضية إسلام كامليا شحاتة زوجة كاهن دير مواس، فأنا متأكد أن بعض القراء سوف يعلق بما معناه إحنا فى إيه ولا إيه كفاية علينا أزمة الكهرباء والماء والأحسن أن تكتب بشأنهما بدلا من قضية إسلام كاميليا شحاتة. والواقع أن القضيتين مترابطتان من جانب مهم جدا وهو طبيعة نظام الحكم الذى يحكم البلاد، فأى نظام حكم وظيفته الأهم والأبرز هى إدارة الموارد (تنميتها وتنظيمها وتوزيعها) وهذه الموارد لا تشمل الموارد الاقتصادية فقط ولكن تشمل أيضا الموارد السياسية، ومن هنا فإن ما يجرى من سوء فى إدارة الموارد وعدم عدالة توزيعها لا يقتصر فقط على الموارد الاقتصادية بل هو يشمل أيضا الموارد السياسية من مشاركة فى صنع القرار الوطنى وحريات عامة سياسية وشخصية ودينية وعدالة وغير ذلك. فنظام حكم الحزب الوطنى الحاكم حول البلاد لمجموعة دويلات لها تميزها فى الحصول على ما تشاء من موارد اقتصادية وسياسية بينما هناك دويلات الفقراء الذين لا يحصلون على شىء من هذه الموارد لا الاقتصادية ولا السياسية. فمثلا هل يمكن لفقراء مصر أن يؤثروا فى صنع القرار العام فى مصر بنفس درجة تأثير البابا شنودة أو أى رجل أعمال...

الكيفية التي هيأ الله تعالى بها سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و سلم لتلقي الوحي و القيام بأعباء الدعوة الاسلامية

لم ينزل الوحي على النبي محمد صلى الله عليه و آله و سلم الا بعد تهيئة من قدر الله تعالى, فعلى المستوى العام كان العالم محتاجا للنبي الخاتم صلى الله عليه و آله و سلم كي ينقذه من الهاوية التي سقط فيها, و على مستوى النبي صلى الله عليه و آله و سلم فقد كان صلى الله عليه و آله و سلم قد مر بالعديد من التجارب الانسانية و الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية هيئته بتقدير الله تعالى لتحمل أعباء الدعوة و قد تعرضنا لذلك تفصيلا في الاسبوع الماضي, و يأتي الآن الدور لعرض التهيئة الروحية و الأخلاقية التي قدر الله تعالي لنبيه أن يمر بها قبل البعثة و أثر ذلك بعد البعثة. و لا شك أن البعد الأخلاقي في حياة النبي صلى الله عليه و آله و سلم يبرز واضحا نقيا في انسلاخه الحاسم عن كل ممارسات الجاهليين الغير أخلاقية التي كانت تعج بها الحياة العربية في المدن و الصحراء.. شربا للخمر و استمراء للزنا و لعبا للميسر و تصعيدا للربا و تهافتا على مال اليتيم ووأدا للبنات و ظلما للذين لا يقدرون على رد الظلم و استعبادا محزنا للذين لا يعرفون طعم الحرية .. ممارسات شتى لا يحصيها العد, كانت تجرى على مسرح الجزيرة العربية و مدينتها ا...

الفتنة الطائفية على الأبواب

في الأسبوع الماضي كثر النقاش في عدد من الصحف، خاصة الصحف الإلكترونية الإسلامية والمنتديات وموقع الفيس بوك، حول تزايد نفوذ الكنيسة القبطية المصرية السياسي والأمني بشكل فاق نفوذ الدولة المصرية نفسها واعتبر البعض أنها أصبحت دولة داخل الدولة، وجاء ذلك كله علي خلفية تسليم جهاز الأمن للسيدة كاميليا شحاتة زوجة الكاهن (التي كانت هربت من زوجها) للكنيسة المصرية حيث قررت الأخيرة حبس كاميليا في مكان مجهول تابع للكنيسة وعمل غسيل مخ لها بدعوي أنها تعرضت لغسيل مخ من مسلمين، كما صرحت مصادر كنسية في مناسبة تالية بأنها تتعرض لجلسات كهرباء (بيكهربوها في دماغها يعني) لأنها تعبانة نفسيا، وكل هذه المعلومات متداولة وموثقة علي الإنترنت وبعضها فيديو علي موقع يوتيوب وغيره. القضية ليست قضية إسلام مسيحية (حتي لو كانت زوجة كاهن أو قس) إنما القضية هي حرية الاعتقاد وتنازل الدولة عن العديد من وظائفها بل أكثر من وظائفها للكنيسة القبطية .. كيف؟ الدولة وحدها لها حق الحبس والاحتجاز وفق القانون، وفي هذه الحادثة (وغيرها) الدولة أعطت الكنيسة حق الحبس والاحتجاز ليس وفق القانون بل بالمخالفة للقانون، فلا عقوبة بلا جريمة ولا ...

رمضان الضيف الكريم

يهل علينا خلال ساعات رمضان ذلك الشهر الكريم الذي يحضر في أجواء من فرحنا وسرورنا بقدومه وترحيبنا به لكنه سرعان ما يولي مسرعا فيعود من حيث آتي دون أن نشبع منه فضلا عن أن نمل منه، ولذا فإننا نظل ننتظره طوال العام بحب واشتياق. إن رمضان يأتي ويمر سريعا تماما مثلما يمر العمر بسرعة فيربح من يربح ويخسر من يخسر، وكما أن عمر الإنسان يمر بمحطات متعددة يمكنه في كل منها تدارك ما فاته في سابقتها من قصور وتقصير فإن رمضان أيضا مثله مثل العمر به محطات متعددة لكل منها طبيعتها المتميزة، ففي أوله رحمة، وفي أوسطه مغفرة، وفي آخره عتق من النار، فمن فاته أوله تعلق بأوسطه مسارعا لئلا يقصر فيه كما قصر في أوله، ومن قصر في أوله وأوسطه سارع وصمم علي تدارك كل ما فاته وذلك بالنشاط الدءوب في الذكر والدعاء والصلاة والصدقات وحسن الخلق وعفة النفس واللسان في الثلث الأخير من رمضان، حيث العتق من النار، وحيث الليالي العشر الأواخر، وحيث ليلة القدر، لكن من فاته رمضان كله فلا يلومن إلا نفسه، ومن مات في إحدي مراحله وهو مقصر فلا يلومن إلا نفسه، وهكذا يتجدد رمضان كل عام ليذكرنا أن العمر محطات ومراحل علينا أن نغتنمها قبل أن تفوت و...