تصريح منسوب لـ " أسامة حمدان " بأن حماس أدخلت اللي هي عايزاه من سلاح بمساعدة د. مرسي أيام حكمه امتلأت به صفحات الفيس بوك و طار به الأخوة في كل مكان .. و هنا يجب أن نذكر الأخوة و الأخوات جميعا بقوله تعالى : "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا" (النساء آية 83) و يقول السعدي في تفسير هذه الآية : "هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق. وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر، بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم، أهلِ الرأي: والعلم والنصح والعقل والرزانة، الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها. فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين وسرورا لهم وتحرزا من أعدائهم فعلوا ذلك. وإن رأوا أنه ليس فيه مصلحة أو فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته، لم يذيعوه، ولهذا قال: { لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ } أي: يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة وعلومهم الرشيدة. وفي هذا دليل لقاعدة أدبية وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولَّى مَنْ هو أهل لذلك ويجعل إلى أهله، ولا يتقدم بين أيديهم، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ. وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشر الأمور من حين سماعها، والأمر بالتأمل قبل الكلام والنظر فيه، هل هو مصلحة، فيُقْدِم عليه الإنسان؟ أم لا،فيحجم عنه؟ ثم قال تعالى: { وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } أي: في توفيقكم وتأديبكم، وتعليمكم ما لم تكونوا تعلمون، { لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا } لأن الإنسان بطبعه ظالم جاهل، فلا تأمره نفسه إلا بالشر. فإذا لجأ إلى ربه واعتصم به واجتهد في ذلك، لطف به ربه ووفقه لكل خير، وعصمه من الشيطان الرجيم."أ.هـ.
هذا اذا كان هذا الخبر صحيحا فما بالنا و هذا الخبر اذا بحثت عن أصله فلن تجده موجودا غير في صحيفة المصري اليوم و هي صحيفة غير موثوقة فيما تنقله من أخبار كما أن لها توجه محدد و معروف ضد مرسي و الاخوان بل و ضد الاسلاميين جميعا.
و هنا يحضرنا قول النبي صلى الله عليه و آله و سلم "كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما يسمع" و يقول المناوي في شرح هذا الحديث "يعني لو لم يكن للرجل إثما إلا تحدثه بكل ما يسمعه من غير بينة أنه صدق أم كذب يكفيه من الإثم لأنه إذا تحدث بكل ما يسمعه لم يخلص من الكذب إذ جميع ما يسمع ليس بصدق بل بعضه كذب فعليه أن يبحث ولا يتحدث إلا بما ظن صدقه فإن ظن كذبه حرم وإن شك وقد أسنده لقائله وبين حاله برئ من عهدته وإلا امتنع أيضا ومحل ذلك ما إذا لم يترتب عليه لحوق ضرر وإلا حرم وإن كان صدقا بل إن تعين الكذب طريقا لدفع ذلك وجب"أ.هـ...
فالأخوة و الأخوات الملتزمون بتعاليم الاسلام ينبغي أن يتحلوا بهذا الفهم في تداول المعلومات لأن الوعي بهذا الفهم و الالتزام بهذه التعاليم الموجودة في أية سورة النساء و في هذا الحديث لا يخلق فقط مجتمعا اسلاميا واعيا محصنا من الاشاعات و لكنه أيضا يربي و يصنع الأجيال التي يخرج من رحمها اعلامي اسلامي يدعو و يدافع عن الاسلام و مصالح المسلمين وفقا لمعايير الاسلام و ليس باسلوب سطحي و تافه و ديماجوجي قائم على تلقف أي معلومة طائرة في فضاء النت أو الفضائيات التليفزيونية و قد يلوى عنقها ثم يطنطن حولها دون بصيرة و لا روية و لا تحقق و لا نظر في العواقب و المصالح و المفاسد .. كما أن الالتزام بتعاليم الاسلام هذه (و بقية تعاليم الاسلام طبعا) سيخلق بيئة صالحة لصناعة المفكرين السياسيين و الاستراتيجيين و الأمنيين الذين يعرفون قدر المعلومة و كيفية استقائها و معرفة درجة موثوقيتها ثم دراستها و تحليلها و توقع تطوراتها و مستقبلها و كل ما يترتب عليها و التحسب لذلك كله والاستعداد له.
و بهذا كله يصبح الفيس بوك و مواقع التواصل الاجتماعي و الانترنت ليس مجرد مصطبة أو مقهى نتداول عليه النميمة بل أداة للتعلم و تطوير الذات الاسلامية و نشر العلم النافع و الآراء المفيدة و الأفكار البديعة فيصير مصدرا ضخما لحساناتنا نثقل به موازيننا بدل من أن يصبح مجالا للغو المنهي عنه .
علي الهامش:
لدي معلومات مؤكدة عكس الكلام المنسوب لأسامة حمدان و لكن آثرت الآن عدم التعرض لها لئلا يصبح النقاش حول المعلومة نفسها و نهمل القواعد الأساسية التي أحببت أن ألفت الانتباه لها بشأن جانب من المعايير الاسلامية في تداول المعلومات.
هذا اذا كان هذا الخبر صحيحا فما بالنا و هذا الخبر اذا بحثت عن أصله فلن تجده موجودا غير في صحيفة المصري اليوم و هي صحيفة غير موثوقة فيما تنقله من أخبار كما أن لها توجه محدد و معروف ضد مرسي و الاخوان بل و ضد الاسلاميين جميعا.
و هنا يحضرنا قول النبي صلى الله عليه و آله و سلم "كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما يسمع" و يقول المناوي في شرح هذا الحديث "يعني لو لم يكن للرجل إثما إلا تحدثه بكل ما يسمعه من غير بينة أنه صدق أم كذب يكفيه من الإثم لأنه إذا تحدث بكل ما يسمعه لم يخلص من الكذب إذ جميع ما يسمع ليس بصدق بل بعضه كذب فعليه أن يبحث ولا يتحدث إلا بما ظن صدقه فإن ظن كذبه حرم وإن شك وقد أسنده لقائله وبين حاله برئ من عهدته وإلا امتنع أيضا ومحل ذلك ما إذا لم يترتب عليه لحوق ضرر وإلا حرم وإن كان صدقا بل إن تعين الكذب طريقا لدفع ذلك وجب"أ.هـ...
فالأخوة و الأخوات الملتزمون بتعاليم الاسلام ينبغي أن يتحلوا بهذا الفهم في تداول المعلومات لأن الوعي بهذا الفهم و الالتزام بهذه التعاليم الموجودة في أية سورة النساء و في هذا الحديث لا يخلق فقط مجتمعا اسلاميا واعيا محصنا من الاشاعات و لكنه أيضا يربي و يصنع الأجيال التي يخرج من رحمها اعلامي اسلامي يدعو و يدافع عن الاسلام و مصالح المسلمين وفقا لمعايير الاسلام و ليس باسلوب سطحي و تافه و ديماجوجي قائم على تلقف أي معلومة طائرة في فضاء النت أو الفضائيات التليفزيونية و قد يلوى عنقها ثم يطنطن حولها دون بصيرة و لا روية و لا تحقق و لا نظر في العواقب و المصالح و المفاسد .. كما أن الالتزام بتعاليم الاسلام هذه (و بقية تعاليم الاسلام طبعا) سيخلق بيئة صالحة لصناعة المفكرين السياسيين و الاستراتيجيين و الأمنيين الذين يعرفون قدر المعلومة و كيفية استقائها و معرفة درجة موثوقيتها ثم دراستها و تحليلها و توقع تطوراتها و مستقبلها و كل ما يترتب عليها و التحسب لذلك كله والاستعداد له.
و بهذا كله يصبح الفيس بوك و مواقع التواصل الاجتماعي و الانترنت ليس مجرد مصطبة أو مقهى نتداول عليه النميمة بل أداة للتعلم و تطوير الذات الاسلامية و نشر العلم النافع و الآراء المفيدة و الأفكار البديعة فيصير مصدرا ضخما لحساناتنا نثقل به موازيننا بدل من أن يصبح مجالا للغو المنهي عنه .
علي الهامش:
لدي معلومات مؤكدة عكس الكلام المنسوب لأسامة حمدان و لكن آثرت الآن عدم التعرض لها لئلا يصبح النقاش حول المعلومة نفسها و نهمل القواعد الأساسية التي أحببت أن ألفت الانتباه لها بشأن جانب من المعايير الاسلامية في تداول المعلومات.
عبد المنعم منيب
و إقرأ أيضا:
وجود و استمرار "الاخوان المسلمون" في مصر ضرورة إستراتيجية إسلامية
أربعة عوامل تمكن المقاومة في غزة من تحقيق التوازن الاستراتيجي مع العدو
ثلاث ملاحظات على خلافة " البغدادي " و أداء الدولة الاسلامية في سوريا
لماذا تنتصر المقاومة الفلسطينية في غزة على الاحتلال الصهيوني ؟؟
تجربة " أردوغان ".. إسلامية أم علمانية ؟و ما علاقتها بـ"الإخوان"؟ (3)
تجربة " أردوغان ".. إسلامية أم علمانية ؟و ما علاقتها بـ"الإخوان"؟ (2)
تجربة " أردوغان ".. إسلامية أم علمانية ؟و ما علاقتها بـ"الإخوان"؟ (1)
تعليقا على فيديو عقيدة " الدولة الاسلامية ".. تساؤلاتنا حول التطبيق
وجود و استمرار "الاخوان المسلمون" في مصر ضرورة إستراتيجية إسلامية
أربعة عوامل تمكن المقاومة في غزة من تحقيق التوازن الاستراتيجي مع العدو
ثلاث ملاحظات على خلافة " البغدادي " و أداء الدولة الاسلامية في سوريا
لماذا تنتصر المقاومة الفلسطينية في غزة على الاحتلال الصهيوني ؟؟
تجربة " أردوغان ".. إسلامية أم علمانية ؟و ما علاقتها بـ"الإخوان"؟ (3)
تجربة " أردوغان ".. إسلامية أم علمانية ؟و ما علاقتها بـ"الإخوان"؟ (2)
تجربة " أردوغان ".. إسلامية أم علمانية ؟و ما علاقتها بـ"الإخوان"؟ (1)
تعليقا على فيديو عقيدة " الدولة الاسلامية ".. تساؤلاتنا حول التطبيق
تعليقات
إرسال تعليق