المحافظة على وجود و استمرار جماعة الإخوان المسلمون في مصر في المرحلة الحالية هو ضرورة
إستراتيجية إسلامية.. لماذا ؟
أولا-لأنها
الجماعة الإسلامية المنظمة الأكبر في مصر فالتيارات الأخرى المهمة الكبيرة (و هي
حصرا : السلفية الحركية و التيار القطبي و الجهاديون) لا تضم أعضائها ضمن تنظيم
واحد بل الجانب الأكبر منها يتكون من كيانات عديدة صغيرة متفرقة و لا يضمهم
تنظيم واحد بجانب عشرات الآلاف من الأفراد الذين لا ينتظمون في عمل إسلامي واحد
منظم و منتظم.
ثانيا-إن
جماعة الإخوان المسلمون بحجمها الكبير هذا أعدت تنظيمها و أعضائها لمواجهة و تحمل
الضغط و المحنة الناتجة عن القمع العلماني المدعوم من أجهزة الدولة و هذا بعكس
كيانات إسلامية أخرى رخوة و لم توطن كيانها و لا أعضائها على تحمل القمع و مواجهته
مثل السلفية المدرسية (الدعوة السلفية و ما شابهها) و السلفية الجامية .. فضلا عن
تحالف السلفية المدرسية و الجامية مع أي حكم العلماني و خضوعهما للأجهزة و التيارات العلمانية.
الحركة
الإسلامية المصرية تحتاج كيان إسلامي ثاني أو حتى عدة كيانات بنفس الكفاءة
التنظيمية و حجم العضوية المنتظمة الإخوانية لكن وفقا لمنهج إسلامي أكثر التزاما
بالهدي النبوي في السياسة و الإستراتيجية و الاقتصاد و الإدارة و لكن هذا حتى
عندما يحدث لا يجوز أن يسعي أو يساعد أو يسمح بإلغاء الإخوان المسلمون .. لأن كل
كيان إسلامي حقيقي منظم و يتحلى أعضاؤه بالالتزام بأساسيات المنهج الإسلامي مع
الشجاعة و الصبر و الحركية الفاعلة و الحماس هو كيان يمثل مزيد من الإضافة إلى
القوة الإسلامية ضمن معادلة الصراع الإسلامي العلماني..
و
من هنا فالمطلوب إضافة مزيد من مفردات الكيانات الإسلامية القوية للحياة السياسية
دون بذل أي مسعى لإضعاف أو تكسير أو إقصاء أي من المفردات الإسلامية الموجودة فعلا
في المعادلة السياسية الحالية و خاصة ما يمثل منها قوة حقيقية حتى لو كانت قوة
لها أخطاء أو تخبطات .. فإما نصححها لو أمكن أو نتركها لشأنها، و ندعم غيرها.
على الهامش:
أحب أن أذكر أني انتقدت و مازلت أنتقد جماعة الإخوان المسلمون و مازلت أصر على
أنها ارتكبت منذ ثورة 25 يناير و مازالت ترتكب حتى الآن أخطاء ترتقي إلى مستوى
الخطايا تستوجب محاسبة المسئولين عنها وفقا للشرع الحنيف و رغم هذا فإنني توقفت عن الكتابة في النقد المباشر لجماعة الإخوان المسلمون لأنني وجدته لا
يفيد الإخوان كما أن غير الإخوان هم في غنى عنه .
و يستثنى من هذا ما أذكره من نقد قد يرد عرضا أثناء شرح أي من جوانب السياسة الشرعية التي يغفلها الإخوان.
عبد المنعم منيب
و إقرأ أيضا:
لماذا أصر على تقييم العمل الاسلامي و قادته و نقدهم ؟؟ و ما هدفي من ذلك ؟
أربعة عوامل تمكن المقاومة في غزة من تحقيق التوازن الاستراتيجي مع العدو
تجربة " أردوغان ".. إسلامية أم علمانية ؟و ما علاقتها بـ"الإخوان"؟ (3)
ثلاث ملاحظات على خلافة " البغدادي " و أداء الدولة الاسلامية في سوريا
لماذا تنتصر المقاومة الفلسطينية في غزة على الاحتلال الصهيوني ؟؟
تجربة " أردوغان ".. إسلامية أم علمانية ؟و ما علاقتها بـ"الإخوان"؟ (2)
تجربة " أردوغان ".. إسلامية أم علمانية ؟و ما علاقتها بـ"الإخوان"؟ (1)
أربعة عوامل تمكن المقاومة في غزة من تحقيق التوازن الاستراتيجي مع العدو
تجربة " أردوغان ".. إسلامية أم علمانية ؟و ما علاقتها بـ"الإخوان"؟ (3)
ثلاث ملاحظات على خلافة " البغدادي " و أداء الدولة الاسلامية في سوريا
لماذا تنتصر المقاومة الفلسطينية في غزة على الاحتلال الصهيوني ؟؟
تجربة " أردوغان ".. إسلامية أم علمانية ؟و ما علاقتها بـ"الإخوان"؟ (2)
تجربة " أردوغان ".. إسلامية أم علمانية ؟و ما علاقتها بـ"الإخوان"؟ (1)
مناقشات و ردود حول " تنظيم الدولة الإسلامية و خلافة البغدادي "
من الذي أخطأ ؟ حماس ام الاخوان المسلمون أم محمد مرسي ؟
تعليقا على فيديو عقيدة " الدولة الاسلامية ".. تساؤلاتنا حول التطبيق
تعليقات
إرسال تعليق