المشاركات

حول أولويات الدعوة و الدعاة

من الشائع أن يروي الدعاة قصصا حماسية ينقلونها من التاريخ الإسلامي بهدف الهاب حماس السامعين و دفعهم دفعا للتخلق بخلق إسلامي ما كالشجاعة في القتال كما في قصص "المعتصم" في فتح عمورية و قبله "هارون الرشيد" مع ملك الروم و"ألب أرسلان" مع امبراطور بيزنطة، كما يستعملون قصصا أخرى للحض على الزهد مثل قصص ابراهيم بن آدهم والنووي وأحمد بن حنبل وغيرهم من علماء الإسلام وزهاده ومن قبلهم من الصحابة والتابعين، وفي كل خلق من الأخلاق التي حض عليها الإسلام وحبذها سنجد من القصص الحقيقية الثابتة ما يكفي لملء كتاب كامل او اكثر وذلك حتى في مجالات أخلاقية ربما ظن البعض أنها لا يوجد في مجالها قصصا كثيرة مثل مواجهة الحكام الظالمين كما في مواجهة العلماء كالأئمة الأربعة وغيرهم للحكام الأمويين والعباسيين، أو مواجهة أئمة الكفر بشجاعة كما في قصة ربعي بن عامر مع قائد الفرس. و قد نجح الدعاة في إلهاب حماس الجماهير الإسلامية بهذه القصص للدرجة التي ألهمت الصحوة الإسلامية المعاصرة قيم التضحية والفداء والشجاعة ودفعتها دفعا لخوض غمار المخاطر وتحمل آلام القمع والاضطهاد، ولكن ما هي نتيجة هذا الزخم ...

الصراع بين تشاد و السودان ..أحجار على رقعة شطرنج

أفضل ما يمكن أن نصف به الصراع الحالي بين تشاد والسودان الآن هو "أحجار على رقعة شطرنج", حيث كل القوى المشاركة ظاهرًا في الصراع عبر الحدود السودانية التشادية هي بيادق للاعبين كبار حقيقيين على رقعة شطرنج السياسة الدولية, هذا طبعًا باستثناء حكومة السودان، فحكومة ثورة الإنقاذ بالسودان تحاول أن تظل مستقلةً في قيادة السودان، لكنَّ الظروف الدولية والإقليمية بل وظروف السودان الداخلية كلها تدفع حكومة السودان للركوع قَسْرًا لإرادة الإمبريالية الفرنسية والأمريكية بل والإسرائيلية . صحيحٌ أن السودان لا يزال يقاوم، لكن هذه المقاومة لم تُؤَدِّ إلا إلى تحويل الركوع المطلوب منها إلى مجرد انحناء، وهذا الانحناء تأمل حكومة الإنقاذ بالسودان أن يكون عابرًا لعاصفة عاتية؛ كي يمر، لكن لا يعلم إلا الله، هل ستَقْنَعُ هذه العاصفة من السودان بالانحناء فقط، و تمر لحال سبيلها، أم أنها ستُصِرُّ على تركيع حكومة السودان أمام مخططاتها؟ الخطوة الأولى للإجابة على هذا السؤال هي معرفة مَنْ هم اللاعبون الكبار الذين يلعبون في الصراع الدائر بين الجارتين المسلمتين؟ و الخطوة الثانية: فهم الكيفية التي يلعبون في ...

المسجد للاقصى و تاريخ طويل من الانتهاكات الصهيونية

ازدادت الانتهاكات الصهيونية للمسجد الأقصى المبارك في الآونة الأخيرة، فوق الأرض وتحت الأرض، بشكل دعا أحد المسئولين عن المسجد المبارك للقول بأن أي هزة أرضية قادمة ستدفع المسجد للانهيار، سواء أكانت هزة طبيعية أو مفتعلة. ولاشك أن الانتهاكات المتدرجة التي يمارسها الصهاينة ضد المسجد الأقصى، تسعى لتحقيق الهدف الذي سجله "تيودر هرتزل" في مذكراته بقوله: (إذا حصلنا على القدس، وكنت لا أزال حيًّا وقادرًا على القيام بأي عمل؛ فسوف أزيل كل شيء ليس مقدسًا لدى اليهود فيها، وسوف أحرق جميع الآثار التي مرت عليها قرون). وهذا الهدف كرر "دافيد بن جوريون" تأكيده إثر تأسيس دولة "إسرائيل" عام 1948م، عندما قال: (لا معنى "لإسرائيل" دون القدس، ولا معنى للقدس دون الهيكل)، ويقصد به المعبد الذي يريد اليهود بناءه مكان المسجد الأقصى الشريف، وتسعى القوى الصهيونية منذئذ لتحقيق هذا الهدف بقدر من التدرج؛ خشية الوقوع في الفشل بسبب المكانة التي يحتلها المسجد الأقصى الشريف في نفوس أكثر من مليار مسلم، لكنهم يسيرون بخطى ثابتة في هذا المجال، يدعمها الصمت الذليل لحكام العرب والمسلمين إزا...

الأسرة المسلمة.. تغيُّر الزمان وانقلابُ المعايير

كلُّنا يتذكر ذكرياته مع العمل الإسلاميِّ، في المسجد وفي الجامعة، قبل الزواج، أيام كان شابًا أو شابة في مُقْتَبَلِ العمر، لم يكوِّن أسرته الخاصة بعد... وكان الشاب منا (أو الفتاة) في تلك الأزمان الأولى يَفْرَحُ لمجرد هِدَايَةِ زميل له (أو هداية زميلة لها) لطريق الالتزام بتعاليم الإسلام والحفاظ على الصلاة في المسجد, والاهتمام بأمر الدعوة الإسلامية وهمومِها. وتمرُّ الأيام والسنون، ونجد أننا تخرَّجنا من الجامعة وانخرطنا في الحياة العملية، وشدتنا الدنيا بهمومها وآمالها، ودخلنا في خِضَمِّ تكوين أسرة جديدة، فتزوج الواحد منا (أو الواحدة)، وصار الرجل ربَّ أسرة، يكدح ليلَ نهارٍ، لا ليُنْفِقَ على أسرته الجديدة فقط، ولكن أيضًا ليرتقيَ بشأنها الاقتصاديِّ فيُبَاهِيَ بمستواها الزملاءَ والأقارب والجيران. أما المرأة المسلمة التي تزوجت، والتي كانت داعيةً في رَيْعَانِ شبابها، فقد صارت ربَّة أسرة، مهمومةً باحتياجات زوجها وأبنائها، تكدح في البيت ليل نهار, وفي بعض بُلْدَانِنَا الإسلامية تعمل بجانب ذلك خارج البيت كموظفة، في هيئةٍ ما، أو شركةٍ ما؛ لتساعد في نفقات الأسرة المتزايدة تحت ضغط ظروف الحياة،...

أمريكا و إيران وباكستان.. دروس استراتيجية

عددٌ من الأخبار عن كُلٍّ من إيران وباكستان وطالبان، تم تداولها في الآونة الأخيرة في وسائل الإعلام، ومررنا عليها مرور الكرام، وكأنها لا صِلَةَ بينها، رُغْمَ أن قراءتَهَا قراءةً عميقةً تكشف عن رابطٍ ما بينها, هذا الرابط يُمَثِّلُ درسًا هامًّا في جوهر الاستراتيجية والسياسة الدولية.فلْنُعِدْ معًا قراءةَ هذه الأخبار، ونتأمَّلُهَا تأَمُّلًا عميقًا مرةً أخرى؛ لنظفر بالدرس الهام:  قال الرئيس الامريكي باراك أوباما: إن القاعدة وطالبان هما "أكبر تهديدٍ مباشر" للأمن القومي الامريكي.  قالت صحيفة ديلي تلجراف في 12/4/2009: إن "باكستان تبقى أكبرَ تهديدٍ لِأَمْنِ الغرب"، بينما رأتْ صحيفة الإندبندنت في مقالٍ لها بتاريخ 12/4/2009 أن "أمن بريطانيا رَهْنٌ بِكَبْحِ جماح الإرهاب في باكستان". وهذا قريبٌ مما سبق وأشارتْ له صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها بتاريخ 4/3/2009 تحت عنوان "خطر باكستان"، بقولها: إنه في الوقت الذي تُصَارِعُ فيه إدارة الرئيس أوباما الزَّمَنَ لوضع استراتيجيةٍ لأفغانستان وباكستان، تتوالَى الأنباءُ السَّيِّئَةُ من المنطقة؛ حيث ارتفعَت...

أسئلة وأجوبة حول فيروس انفلونزا الخنازير

أعلنت منظمة الصحة العالمية WHO أن انتشار فيروس "انفلونزا الخنازير" أمراً يدعو للقلق العالمي فيما يخص الصحة العامة، مشيرة إلى أنه لا يوجد أيّ لقاح يحتوي على فيروس انفلونزا الخنازير الراهن الذي يصيب البشر. وقالت المنظمة إنه لا يعرف ما إذا كانت اللقاحات المتوافرة حالياً لمكافحة الانفلونزا الموسمية قادرة على توفير حماية ضد هذا المرض، ذلك أنّ فيروسات الانفلونزا تتغيّر بسرعة فائقة. وحول الأدوية المتوافرة لعلاج هذا المرض، قالت المنظمة إن بعض البلدان تمتلك أدوية مضادة للفيروسات لمكافحة الانفلونزا الموسمية وتلك الأدوية قادرة على الوقاية من ذلك المرض وعلاجه بفعالية. وفيما يلي بعض الأسئلة والأجوبة حول مرض انفلونزا الخنازير: - ما هو مرض انفلونزا الخنازير؟ هو مرض يصيب الجهاز التنفسي ويؤثر على الخنازير، وناجم عن النوع الأول من فيروس الانفلونزا، كما أن الانفلونزا تصيب الخنازير على مدار العام. والنوع الشائع منه هو الذي يطلق عليه اسم "إتش 1 إن 1" H1N1، والفيروس الجديد متطور عن هذا النوع، وهو الذي ينتقل للبشر. وينتشر الفيروس المسبّب للمرض بين الخنازير عن طريق الرذاذ والمخالطة المبا...

صحيفة أمريكية تحرض ضد الحركة الاسلامية و تطبيق الشريعة في باكستان

قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور في افتتاحيتها إن الرئيس الأميركي باراك أوباما أيام كان مرشحا كان ينتقد سلفه جورج بوش لتقديمه مليارات الدولارات دعما لباكستان على الرغم من أن إسلام آباد كانت تقيم علاقة سلام مع طالبان. وأضافت أنه لا بد أن أوباما عرف الآن كيف أن باكستان تبتز الولايات المتحدة مبقية في اللحظة ذاتها على علاقات طيبة ولينة مع المتشددين الإسلاميين. وأشارت إلى أن واشنطن عملت الأسبوع الماضي على تقديم دعم بقيمة 5.3 مليارات دولار إلى باكستان في تطور جديد من المانحين، موضحة أن المبعوث الأميركي الخاص إلى باكستان وأفغانستان ريتشارد هولبروك حاول الأسبوع الماضي حث الكونغرس على زيادة دعم إسلام آباد. واستدركت الصحيفة بالقول إنه في الوقت نفسه كان الرئيس الباكستاني آصف على زرداري يرعى صفقة سمحت لطالبان باكستان بتطبيق الشريعة الإسلامية، أي إن إسلام آباد تركت المنطقة للمسلحين الإسلاميين. وقالت ساينس مونيتور إن الصفقة تكشف عن عدم رغبة باكستان التي تمتلك جيشا يزيد عدده عن نصف مليون جندي بمواجهة "عنف الجهاديين" الذين يفرضون تهديدات إضافية على الديمقراطية في البلاد. واتهمت ساينس مونيتو...