حول أولويات الدعوة و الدعاة
من الشائع أن يروي الدعاة قصصا حماسية ينقلونها من التاريخ الإسلامي بهدف الهاب حماس السامعين و دفعهم دفعا للتخلق بخلق إسلامي ما كالشجاعة في القتال كما في قصص "المعتصم" في فتح عمورية و قبله "هارون الرشيد" مع ملك الروم و"ألب أرسلان" مع امبراطور بيزنطة، كما يستعملون قصصا أخرى للحض على الزهد مثل قصص ابراهيم بن آدهم والنووي وأحمد بن حنبل وغيرهم من علماء الإسلام وزهاده ومن قبلهم من الصحابة والتابعين، وفي كل خلق من الأخلاق التي حض عليها الإسلام وحبذها سنجد من القصص الحقيقية الثابتة ما يكفي لملء كتاب كامل او اكثر وذلك حتى في مجالات أخلاقية ربما ظن البعض أنها لا يوجد في مجالها قصصا كثيرة مثل مواجهة الحكام الظالمين كما في مواجهة العلماء كالأئمة الأربعة وغيرهم للحكام الأمويين والعباسيين، أو مواجهة أئمة الكفر بشجاعة كما في قصة ربعي بن عامر مع قائد الفرس. و قد نجح الدعاة في إلهاب حماس الجماهير الإسلامية بهذه القصص للدرجة التي ألهمت الصحوة الإسلامية المعاصرة قيم التضحية والفداء والشجاعة ودفعتها دفعا لخوض غمار المخاطر وتحمل آلام القمع والاضطهاد، ولكن ما هي نتيجة هذا الزخم ...