ابد أن نسترجع معا أحداث انطلاق الحرب لكن بترتيبها الزمني الدقيق.
بداية الأزمة وتطورها
أغلق جمال عبد الناصر مضيق العقبة
أمام الملاحة الاسرائيلية وطلب سحب قوات الطوارئ الدولية من سيناء وارتفعت سخونة
الموقف بين العرب واسرائيل، وأعلنت مصر حالة الطوارئ العسكرية في 15 مايو 1967، ومنذئذ
حذرت المخابرات الحربية المصرية في تقاريرها المتتابعة يوميا من أن إسرائيل ستشن
حربا ضد مصر وحددت المحاور والخطوات بل و الخرائط التي سيتم عبرها الهجوم وتوقعت
أن يكون توقيت الهجوم في صباح الاثنين 5 يونيو، وقال الفريق محمد صادق مدير
المخابرات الحربية حينئذ في ختام تقريره صباح 2 يونيو 1967: "لقد استكملت
إسرائيل ما بين 28 مايو وحتى 2 يونيو استعداداتها الحربية وإن الصورة التي قدمناها
تنطق بحتمية الهجوم واتجاهاته"([1])
قبل الهزيمة بيوم واحد.. 4
يونيو 1967
في مساء 4 يونيو 1967 رصد رجال
المخابرات الحربية في العريش ومناطق مختلفة حولها تحركات واسعة بأعداد كبيرة
للمدفعية والدبابات الاسرائيلية فيما اعتبر "فتح قوات " وبما يؤكد أن
الهجوم البري لن يتأخر عن فجر 5 يونيو وتجمعت كل هذه المعلومات في مكتب المخابرات
الحربية في العريش وتمت التحليلات وإعداد التقرير بها وتم إرساله من مكتب العريش
إلى كل من مدير المخابرات الحربية ومكتب المشير عبد الحكيم عامر ووزير الحربية شمس
بدران، كما أرسله الفريق صادق إلى مكتب رئيس أركان القوات المسلحة ورئيس هيئة
العمليات، ويقول الفريق صادق مدير المخابرات الحربية حينئذ: "لم أترك مسئولا إلا
وأرسلت له نسخة من هذا التقرير ثم اتصلت بالجميع تليفونيا، كانت المعلومات واضحة
ومؤكدة فعملت على وصولها إلى كل المستويات القيادية"([2]).
وصل هذا التقرير لوجهاته في القاهرة
في تمام الساعة 23:30 مساء 4 يونيو، وممن تسلمه المقدم على شفيق صفوت مدير مكتب
المشير عامر ولم يعرضه على المشير عامر غير في الساعة 7 صباح [5 يونيو]([3])
ويقول الفريق محمد فوزي في مذكراته: "ولم يعلق المشير أو المقدم على شفيق بأي
تعليق على فحوى الإشارة،...وهذه الإشارة وصلت هيئة عمليات القوات المسلحة في
الساعة 9:40 صباحا (5 يونيو)"أ.هـ.
تعليقات
إرسال تعليق