أزمة السياسة عند السيساوية و الإسلاميين و النخبة المصرية (1 من 3)
تشغل أحداث أزمة مصر السياسية الجميع بظواهرها و تشغلهم عن التعمق في جوهر الأزمة و أعماقها و ذلك بسبب كثرة الأحداث و تسارع وتيرتها و آثارها المؤلمة و المحزنة .. و من هنا ستكون لنا وقفات مع أعماق هذه الأزمة و جوهرها في جوانبها المختلفة.. و تأتي السطور التالية كوقفة أولى في هذا المجال. انكب كثيرون من كل فريق من فرقاء العملية السياسية في مصر على ذم خصمه أو منافسه وفقا لمعايير الأخلاق و حقوق الإنسان و رغم أهمية هذه المعايير إلا إن هذا المدخل في النقد طغى على الخطاب السياسي و أخفى أو ألهى عن مداخل عديدة أخرى جديرة بالدراسة و النقد سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا , ففي المجال السياسي اختفت مشكلة جوهرية و أساسية لدى كافة الأطراف المتنافسة و المتصارعة و هي الفهم الصحيح لمعالم العملية السياسية و مفرداتها. ففي فريق السيسي و النخبة العلمانية ساد الفهم السياسي لمدرسة الاستبداد العربي التي حكمت و سادت العالم العربي و معظم العالم الإسلامي في تاريخنا الحديث و المعاصر و التي ترى أن المعارضة للحاكم هي مشكلة أمنية تحلها بسهولة و نجاح أجهزة المخابرات و الأمن و القوى العسكرية عبر القمع و السجن و القتل و ...