المشاركات

أزمة السياسة عند السيساوية و الإسلاميين و النخبة المصرية (1 من 3)

تشغل أحداث أزمة مصر السياسية الجميع بظواهرها و تشغلهم عن التعمق في جوهر الأزمة و أعماقها و ذلك بسبب كثرة الأحداث و تسارع وتيرتها و آثارها المؤلمة و المحزنة .. و من هنا ستكون لنا وقفات مع أعماق هذه الأزمة و جوهرها في جوانبها المختلفة.. و تأتي السطور التالية كوقفة أولى في هذا المجال. انكب كثيرون من كل فريق من فرقاء العملية السياسية في مصر على ذم خصمه أو منافسه وفقا لمعايير الأخلاق و حقوق الإنسان و رغم أهمية هذه المعايير إلا إن هذا المدخل في النقد طغى على الخطاب السياسي و أخفى أو ألهى عن مداخل عديدة أخرى جديرة بالدراسة و النقد سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا , ففي المجال السياسي اختفت مشكلة جوهرية و أساسية لدى كافة الأطراف المتنافسة و المتصارعة و هي الفهم الصحيح لمعالم العملية السياسية و مفرداتها. ففي فريق السيسي و النخبة العلمانية ساد الفهم السياسي لمدرسة الاستبداد العربي التي حكمت و سادت العالم العربي و معظم العالم الإسلامي في تاريخنا الحديث و المعاصر و التي ترى أن المعارضة للحاكم هي مشكلة أمنية تحلها بسهولة و نجاح أجهزة المخابرات و الأمن و القوى العسكرية عبر القمع و السجن و القتل و ...

قصتي مع " الإخوان المسلمون " من عمر التلمساني الى الرئيس محمد مرسي

صورة
الرئيس محمد مرسي مرت علاقتي أو لنقل بتعبير أدق "مر  موقفي من جماعة الاخوان المسلمون بمصر" بعدة مراحل بحسب مستوى ادراكي و تعرفي عليها و على منهجها و بحسب تطوري الفكري على المستوى الشخصي أيضا. ففي البداية دخلت كتابات الاخوان المسلمون ضمن مكوناتي الثقافية لأن الصحافة الاسلامية التي كانت موجودة انتمت كلها لمدرسة الاخوان المسلمون (المختار الاسلامي – الاعتصام – الدعوة) الى جانب السطوة الواسعة لدور النشر الاخوانية و للكتب الاخوانية التي تناولت الشأن العام و شئون الساعة السياسية و الاجتماعية و من هنا اصطبغت أفكاري بصبغة اخوانية في بعض جوانبها دون أن أشعر (و كان ذلك أغلبه في عصر الأستاذ عمر التلمساني المرشد العام للاخوان منذ السبعينات و حتى منتصف الثمانينات تقريبا) لكن في ذات الوقت كان لدي موقف حاد من الاخوان المسلمون كجماعة بسبب تأثري بالمحيط الذي نشأت به (الجيزة) و هو محيط السلفية المدرسية (جماعة الدعوة السلفية و حزب النور حاليا) المناهض للاخوان من ناحية موقف الاخوان من المنهج السلفي و اعتبارهم أن الاخوان  لديهم ميوعة و تساهل في العديد من الأمور الفقهية هذا بجانب تأثري بالوجو...

ما هي قوة الاسلاميين في مصر الآن بعد الانقلاب العسكري ؟ (1)

الاسلاميون المصريون امتلكوا لأول مرة في تاريخ مصر الحديث ثلاث ورقات سياسية مهمة جدا و لأول مرة يمتلكوها مجتمعة و هي أساس قوتهم الآن في مصر و كل الأوراق الأخرى عندهم متفرعة من هذه الثلاث , الورقات الثلاث التي امتلكها اسلاميو ‫‏مصر في جولة الصراع الحالي بين الحركة الاسلامية و العالمانية هي: - الشرعية الدستورية : اذ في كل جولة سابقة من جولات الصراع كان العالمانيون يسيطرون بالقوة على ما يمكن تسميته بالشرعية الدستورية قبل دخولهم في جولة صراعية ساخنة مع الحركة الاسلامية ثم تدخل الصراع و هي متسلحة بهذه الشرعية واضعة الاسلاميين في خانة الارهاب و مخالفة القانون و الدستور, لكن في هذه الجولة تسلح الاسلاميون بكون الرئيس المنتخب منهم و مجلس الشورى المنتخب منهم و تمسكوا بذلك و هذا التمسك هو الذي قطع الطريق على الانقلاب العالماني من ترسيخ شرعية دستورية أو قانونية له ينطلق منها لمحاربة الاسلاميين, و بات الانقلابيون يمارسون شكلا واضحا من المسخرة القانونية و بلا أي غطاء دستوري في حربهم ضد الاسلاميين.   - الانتشارالقوي جدا بين الجماهير: و هذا جديد و مهم جدا بل و حاسم حيث كان الاسلاميون يذ...

قصة الوجود « الجهادى » فى القاهرة و شمال سيناء

عملية خطف الجنود المصريين فى سيناء التى انتهت مؤخرا أعادت ملف الفكر الجهادى أو فكر تنظيم القاعدة لدائرة الضوء مرة أخرى، ورغم أن السلفية الجهادية بسيناء نفت علاقتها بعملية الخطف، كما أنه لم يثبت بعد صلة هذه الجماعات بهذه العملية فإن هناك إلحاحًا من قبل الرأى العام على مناقشة هذا الملف والتعرف على أبعاده المختلفة.. ومن هنا فمن المهم إعادة قراءة هذا الملف بالقدر المناسب من الدقة والموضوعية. وكى نفهم سلوك منظمة القاعدة أو المرتبطين بها فكريا لابد من استرجاع دوافع ومبررات نشأة أيدلوجية واستراتيجية القاعدة فى شكلها الحالى. كانت القاعدة كمنظمة موجودة منذ الثمانينيات من القرن الماضى، ولكن استراتيجيتها كانت مقتصرة على ممارسة الجهاد فى أفغانستان ضد الغزاة السوفيت وأنصارهم من الماركسيين الأفغان، ولكن أسامة بن لادن زعيم القاعدة تبنى فى منتصف التسعينيات استراتيجية جديدة كان أبومصعب السورى قد اقترحها عليه، وتنطلق هذه الاستراتيجية من أن فشل هذه التنظيمات الجهادية المحلية فى الاستحواذ على الحكم فى الأقطار الإسلامية المختلفة، إنما حدث بسبب المساندة الأمريكية لهذه الأنظمة، وبالتالى اختمرت فكرة ضرب...

نتائج مظاهرة الإسلاميين أمام "الأمن الوطني " و آثارها على الصف الاسلامي

مازال الاخوان و الدعوة السلفية يسيطران على شارع الإسلام السياسي و من يريد أن ينافسهما فالمظاهرات ليست هي الوسيلة الناجحة  الجهاديون أوقعوا بشركائهم عندما رفعوا صور بن لادن و أعلنوا رسالة سلبية هي "اختاروا بين القمع الأمني أو تنظيم القاعدة" تظاهر آلاف الإسلاميين أمام مقر جهاز الأمن الوطني ليل الخميس الفائت و كثرت التحليلات السياسية المتفائلة من قبل كثير من الاسلاميين عن هذه المظاهرة و أنها تعقد حسابات الدولة العميقة و تعطي مؤشرات عن وجود لاعبين إسلاميين مستقلين عن جماعة الإخوان و الدعوة السلفية الى آخر هذه التحليلات المغرقة في التبسيط و الاستسهال (تعليقات الأخوين أحمد فهمي و ممدوح إسماعيل على  هذا الحدث مجرد مثال) و لاشك أن هذا الإغراق في التفاؤل و التبرير السياسي أمر خطر على الموقف السياسي الإسلامي لأنه يعطي لشباب الإسلاميين تقديرات خاطئة .. فماذا يمثل خمسة آلاف في معادلة سياسية تضم أطرافا داخلية عملاقة و شرسة ( الجيش و الأجهزة الأمنية و الفلول و العلمانيين) و ظهرت شراسة معظم هذه الأطراف أيا كانت أعدادهم أو تسليحهم لدرجة أنه يمكن القول أنهم سحلوا الإسلامي...

أسرار تحالفات الإسلاميين فى انتخابات البرلمان المقبلة

صورة
أعضاء حزب النور تدور الأحداث فى مصر وتتلاحق بسرعة شديدة منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن، وستستمر كذلك حتى إشعار آخر، فمصر تكاد أن يصيبها تغير جديد كل ساعة وليس كل يوم، وهذه طبيعة الثورات التاريخية الكبرى.. ورغم ذلك فلكل مجموعة أحداث صغيرة ومتوسطة محطة كبيرة تنظمها كلها.. والآن نحن نعيش فى محطة كبرى اسمها «الانتخابات البرلمانية» بعدما تجاوزنا محطة «مسودة الدستور» وقبلها محطة «الإعلان الدستورى» الذى حصن قرارات الرئيس.. وبجانب ذلك كله لدينا محطة مهمة مستمرة معنا منذ الثورة وحتى إشعار آخر وهى محطة «وضع مصر الاقتصادى» ولكن واضح أن الشعب وقواه الفاعلة ونخبته السياسية «حكومة ومعارضة» يغضون الطرف عنها ويمتنعون عن التفاعل الثورى معها اكتفاء بتركيزهم على التفاعلات السياسية.. وبما أننا منغمسون الآن فى محطة الانتخابات البرلمانية، فإن عقولنا الآن تتطلع إلى الكشف عن مشهدين مقبلين: الأول: مشهد التحالفات والتربيطات الانتخابية المقبلة لدى الإسلاميين باعتبارهم القوة السياسية الأكبر فى الحياة السياسية المصرية بحسب كل الانتخابات والاستفتاءات التى جرت فى مصر منذ الثورة وحتى الآن. الثانى: مشهد ت...