المشاركات

تطور الأفكار بسبب الاحتكاك بالواقع العملي

باب تجربتي هذا استحدثته هنا كي احاول تدوين ابرز المعالم التي تتضمنها تجربتي في العمل الاسلامي خلال الـ34 عاماالآخيرة على حلقات , لعل ذلك يفيد من شاء ان يطالع تجارب الآخرين و يضعها في اعتباره عند عمله في نفس المجال أو في مجالات مشابهة.    الأفكار  يمكن أن تتطور بسبب الاحتكاك بالواقع العملي  و سأذكر هنا ان شاء الله عدة أشياء على سبيل المثال, و أرجو من القراء أن لا يملوا لو بدت الكتابة ككتابة حدوتة فانا احكي وقائع حقيقية تمثل خبرة قد تكون مهمة و مفيدة لمن شاء ان يستفيد منها.  الأول - عندما كنت في السجن بين أكتوبر 1981 و حتى مارس 1984 تكون فكري الفقهي على نحو قريب من الفكر الفقهي للتيار السلفي التقليدي الذي يدين بالتقيد بمذهب فقهي محدد و عدم الاعتماد في الفتوى الا على مفتي يحوز كامل شروط الاجتهاد المنصوص عليها في علم أصول الفقه في أصعب صورها, ثم مع استمرار القراءة في علم أصول الفقه تبلورت مسألة التمذهب بشكل به قدر أكثر من الواقعية و الانفتاح (نسبيا) و الاقتراب من المنهج السلفي في هذا الموضوع و تم لي هذا بالارتكاز على كتابات الشيخ الشنقيطي صاحب أضواء البيان و ...

خواطر حول الحج و أيامه

صورة
تثير أيام الحج لدى المسلمين ذكريات عديدة ففي مثل هذه الأيام منذ ألاف السنين جرت مشاهد عدة بين سيدنا إبراهيم و زوجته و إبنه و كذا بينهم وبين إبليس.  ففي البداية نرى المشهد الأول حيث بلغ إسماعيل مبلغ الشباب و هذه مرحلة عمرية عندها يفرح الأباء ببلوغ أبنائهم لها, و يمكننا تصور مدى فرح سيدنا إبراهيم (عليه السلام) ببلوغ إبنه إسماعيل (عليه السلام) لهذه المرحلة العمرية إذا تذكرنا أن سيدنا إبراهيم رزقه الله بإسماعيل بعد أن كبر, فجاءه إبنه البكر بعد طول إنتظار وبعد بشارة الله له به, لكن بعد كل هذا جاءت المفاجأة بالمشهد التالى: سيدنا إبراهيم(عليه السلام) يرى في المنام أنه يتوجب عليه ذبح إبنه الوحيد إسماعيل(عليه السلام) و يفكر مليا خشية أن لا يكون هذا وحيا من الله و أن يكون وسواسا من الشيطان, لكن الرؤيا تتكرر بما لا يدع مجالا للشك بأنها وحى من الله. و هنا يبدأ المشهد الثالث حيث يتوجه إبراهيم (عليه السلام) لإبنه إسماعيل (عليه السلام) و يخبره بالأمر "يا بنى إنى أرى في المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى", ويرى بعض المفسرين أن سيدنا إبراهيم إنما شاور إبنه إسماعيل ليهيئه لقبول ما نزل ...

الحرافيش يتولون الشرطة و القضاء بأمر السلطان عتريس .. حكاية من حكايات ألف ليلة و ليلة

صورة
    بقلم- فضيلة الشيخ عبد المجيد الشاذلي من أمتع ما كتب في الأدب العربي حكايات ألف ليلة وليلة حيث يمتزج الواقع مع الخيال بما يقربك من أدب الخيال العلمي الذي لم يظهر إلا في هذا القرن . وتبقى القصة في ألف ليلة مفتوحة إذا أعجبت الناس ليدخل عليها كل جيل ما يناسب حاله, وكأنما القصة التي كتبت في الماضي لا تختلف كثيرا عن هموم الحاضر الذي يعانيه حيث يشعر أن الانحرافات البشعة التي عاشت في الماضي ردحا من الزمن تعود كل حين وحين, وكأن أبطالها أشباح يطاردون الناس في مقامهم ومقيلهم ومنامهم بما يضج عليهم مضاجعهم.  ومن أمتع هذه القصص التي تتفق كثيرا مع واقعنا : قصة أحمد الدنف وعلي الزيبق وحنفي الونش ودليلة المحتالة, وهؤلاء أصلا قبل أن يعتلوا مناصب المقدمين والقضاة وممثلي الادعاء ومستشاري السلطان كانوا من طبقة تسمى الحرافيش, ولا يعرف أحد على وجه الدقة متى بدأ اسم الحرافيش في الظهور ولكن الذي كتب في التاريخ أن الحرافيش قاتلوا مع الأمين ضد المأمون ثم انتشرت الطبقة وانتشر الاسم إلى يومنا هذا, وهو موضع قصص مختار للأديب نجيب محفوظ عن قصة عاشور الناجي وأولاده, وقصص الحرافيش وكيف ...

مستقبل الجهاديين في مصر و العالم

هذا الموضوع كتبته عام 2009 و تم نشره في كتابي "التنظيم و التنظير" في يناير 2010 , و كان المثار وقتها هو التساؤل عن مستقبل التيار الجهادي  بعد مراجعات د. سيد امام الشريف حفظه الله , من منطلق سؤال محدد هو هل هذه المراجعات ستغير أفكار و استراتيجية الجهاديين في مصر و العالم ؟ لكن بعد ثورات الربيع العربي أصبح هناك (من وجهة نظري)  تحدي سياسي و استراتيجي و فقهي مطروح في طريق الجهاديين على مستوى العالم .. هذا التحدي متمثل  في أن ثورات الربيع العربي لم تطرح  استراتيجيات للتغيير و العمل السياسي جديدة فقط بل انها أثبتت فعالية و صواب هذه الاستراتيجيات التي طرحتها و تلك الاستراتيجيات التي أثبتت نجاحها في مصر و تونس و اليمن (و بدرجة ما في ليبيا) هي:  1- استراتيجية التغيير عبر المظاهرات و الاعتصامات الشعبية الواسعة و المستمرة لاسقاط الطاغية أو الضغط لتحقيق هدف تغييري محدد. 2- المشاركة في العملية السياسية عبر الانتخابات بعد اسقاط الطاغية. 3- المزج بين المشاركة في الانتخابات و بين المظاهرات و الاعتصامات لتحقيق أهداف التغيير. 4- التحرك عبر الشارع السياسي و الاستقو...