كيف واجه النبي محمد تحديات ما بعد بناء الدولة الاسلامية؟
بعد ما أسس النبي صلى الله عليه و آله و سلم الدولة الإسلامية في المدينة المنورة لم يجد الطريق مفروشا أمامه بالورود بل تكالبت عليه المخاطر و الأعداء مما أوجب عليه أن يتصدى لها على نحو يبدو لكل منصف أن به من الإبداع ما يتفوق به على كل ساسة العالم قديما و حديثا. في البداية ركز النبي صلى الله عليه و آله و سلم جهده السياسي والعسكري على مناوئة قريش التي حاربت الإسلام و أخرجت المسلمين من ديارهم و أموالهم, و في نفس الوقت لعبت قريش دور زعيمة الوثنية العربية و رأس حربتها في مواجهة دولة الإسلام. في المرحلة الأولي شن النبي صلى الله عليه و آله و سلم سلسلة من الحملات العسكرية الصغيرة اصطلح المؤرخون على تسميتها باسم السرايا, و جاءت هذه الهجمات أشبه بمناورات حية كان المقاتل المسلم يجس عن طريقها نبض أعدائه و يختبر إمكاناتهم الحربية ماديا ومعنويا , و يمارس مزيدا من التدريب وتنمية قدراته وطاقاته على الصمود... هذا بالنسبة للجيش الإسلامي. أما بالنسبة للنبي صلى الله عليه و آله و سلم فقد حقق بسراياه الأولى عددا من المنجزات العامة يمكن حصرها بما يلي: 1- الاستطلاع: استطاع المسلمون التعرف على الطرق ...