المشاركات

كيف واجه النبي محمد تحديات ما بعد بناء الدولة الاسلامية؟

بعد ما أسس النبي صلى الله عليه و آله و سلم الدولة الإسلامية في المدينة المنورة لم يجد الطريق مفروشا أمامه بالورود بل تكالبت عليه المخاطر و الأعداء مما أوجب عليه أن يتصدى لها على نحو يبدو لكل منصف أن به من الإبداع ما يتفوق به على كل ساسة العالم قديما و حديثا. في البداية ركز النبي صلى الله عليه و آله و سلم جهده السياسي والعسكري على مناوئة قريش التي حاربت الإسلام و أخرجت المسلمين من ديارهم و أموالهم, و في نفس الوقت لعبت قريش دور زعيمة الوثنية العربية و رأس حربتها في مواجهة دولة الإسلام. في المرحلة الأولي شن النبي صلى الله عليه و آله و سلم سلسلة من الحملات العسكرية الصغيرة اصطلح المؤرخون على تسميتها باسم السرايا, و جاءت هذه الهجمات أشبه بمناورات حية كان المقاتل المسلم يجس عن طريقها نبض أعدائه و يختبر إمكاناتهم الحربية ماديا ومعنويا , و يمارس مزيدا من التدريب وتنمية قدراته وطاقاته على الصمود... هذا بالنسبة للجيش الإسلامي. أما بالنسبة للنبي صلى الله عليه و آله و سلم فقد حقق بسراياه الأولى عددا من المنجزات العامة يمكن حصرها بما يلي: 1- الاستطلاع: استطاع المسلمون التعرف على الطرق ...

عدد المسيحيين في مصر و مستقبلهم

وجدت المقال التالي على المنتدى العربي للدفاع و التسلح فقررت إعادة نشره هنا: "هل الورقة العددية النصرانية تشكل أزمة في جدار النظام المصري؟ وهل يمكن سياسياً إبعادها عن ساحة المساومات، ومن ثم يتم تطويق الأزمة في هذه المرحلة السياسية الحرجة؟. في تصوري إذا وضعنا هذه الورقة في حجمها الحقيقي، وبينا للجميع العدد الفعلي المتناقص يوماً بعد يوم لنصارى مصر، ووزنا قيمتها بميزان الانشقاقات والتمردات الممتدة في الصف النصراني المصري، لوجدنا أن الرهان على حي شعبي متماسك يفوق سياسياً الرهان على من لا يملك إلا الصوت الخفي ويتوارى في بيت زجاجي. في هذا المقال سنحاول ومن خلال الوثائق الغربية والكنسية الوقوف على الحجم الفعلي للمسيحيين في مصر، وصرخات قادتهم من "انقراض" آلاف المسيحيين في مصر سواء بهجرتهم للخارج، أو بهدايتهم للإسلام طوعاً. يقول د.نبيل لوقا بباوي في كتابه مشاكل الأقباط قي مصر وحلولها "على مر الإحصاءات التاريخية المصرية للتعدادات السكانية كانت تقدر نسبة المسلمين بمتوسط 94% ونسبة المسيحيين بمتوسط 6%". وعليه فإذا كان عدد سكان مصر الآن هو 80 مليون نسمة ...

رمضان بين الأمس واليوم

هل كان رمضان في عصر النبي صلى الله عليه و آله وسلم كما هو حال رمضان في عصرنا وتحديدا هل كان سلوك النبي صلى الله عليه و آله وسلم مع رمضان هو نفس سلوكنا الحالي؟ وما هو السلوك الذي حبذه النبي صلى الله عليه و آله وسلم للمسلمين أن يسلكوه في رمضان؟ يقول الله تعالى: " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{183} أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{184} شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ا...

كيف بني النبي محمد صلى الله عليه و آله و سلم الدولة الاسلامية؟

لم يبن النبي صلى الله عليه و آله و سلم دولة و مجد الإسلام إلا بتوفيق و تسديد من الله تعالى, ولكننا هنا لن نعرض للمظاهر الغيبية لهذا التوفيق والسداد إنما نعرض للمظاهر و الأسباب المادية التي وفق الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم لصناعة دولة و مجد الإسلام عبرها. في البداية كانت مكة, وفي البداية كانت دعوته صلى الله عليه وآله و سلم سرية لمدة ثلاث سنوات حتى كون نواة الإسلام الأولى بعدها سارت الدعوة العلنية مسارها عشر سنوات في مكة, خلالها لم يستخدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيا من مظاهر استعمال القوة في التعامل مع مخالفيه و استخدم الصبر و أمر المسلمين باستخدام الصبر كدرع ضد الاضطهاد والتعذيب الذي تعرضوا له. وفي مكة كانت العمليات الأساسية ذات التأثير السياسي التي قام النبي صلى الله عليه وآله و سلم بها منحصرة في ثلاث: العملية الأولى- البناء الداخلي لمجتمع المسلمين: و ذلك عبر وسائل و أدوات عدة, قائمة كلها على تعاليم الإسلام في ذلك الوقت وكانت ذات طبيعة روحية مثل قيام الليل بالصلاة و تلاوة القرآن و كان دائما هناك تذكير بأحوال الأمم السابقة و عاقبة كل من الظالمين و المسلمين في كل أ...