هذه ملاحظات سريعة على نتيجة انتخابات برلمان تونس الأخيرة :
-الفرق بين النهضة و حزب السبسي ليس كبيرا (69 : 83) لكن الاعلام يروج الاخوان خسروا كي يدعم الموجة المفتعلة (الكاذبة) الهادفة لترسيخ دعواهم الكاذبة بأن التيار الاسلامي السياسي قد انتهى الى غير رجعة.
-نتيجة انتخابات برلمان #تونس تظهر أن العلمنة القسرية و العنيفة لنصف قرن في تونس و اكثر منها في مصر و غيرها من دول العرب أنتجت تغريبا و علمنة اجتماعية بدرجات و أشكال مختلفة لنصف الفاعلين في المجتمع (تذكروا مرسي حصل على 12.5 مليون صوت بينما شفيق على 12 مليون تقريبا مع أن شريحة علمانية و يسارية مهمة أيدت مرسي) و علمنة المجتمع هذه أخذت أشكالا متعددة يستبسطها الكثيرون رغم أنها صارت قاصمة للصف الاسلامي عندما احتدم الصراع اذ تجد كثيرين يواظبون على الصلواة الخمس بل و في المسجد و يعارضون الحكم بالشريعة ليس كراهية لله و لا لرسوله و انما جهلا لحقيقة الشريعة قائلين ما الشريعة هل مثل السعودية أم ايران؟؟ فهو لا يفهم من حكم الشريعة غير النماذج المكروهة الماثلة أمامه (طبعا بفعل الاعلام المشوه لحكم القرآن و السنة.. و السؤال: أين توجد أي وسيلة اعلامية واحدة تشرح ماهية حكم الاسلام و شريعته؟؟) تجد بنت محجبة او شاب يحج و يعتمر و يقول انا ماركسي أو يعارض حكم الشريعة و يتلون القرآن بكثرة و لا يفهمون أكثره.. هذه هي الخطورة ناس طيبة لكن جاهلة و لديها شبهات و تقف ضد حكم الشريعة (كتبت عن هذا كثيرا و تفصيلا عام 2009 و ما بعدها و منها في كتابنا "دليل الحركات الاسلامية المصرية ص 243-244 ط القاهرة يناير 2010").
-هذا الانقسام لا يظهر أثره السئ في الانتخابات فقط بل في المظاهرات و المحاولات الفاشلة و المتكررة للعصيان المدني و غير هذا كثير من الأنشطة السياسية و الاجتماعية التي تحتاج قدر واسع من التأييد و المشاركة الجماهيرية.
-طبعا مما يعظم و يزيد حجم هذه الشريحة الخائفة و المعارضة للحكم الاسلامي هو شريحة المنتفعين ماديا و عمليا من غياب الحكم الاسلامي (الانتفاع بالمال أو المناصب أو الانتفاع باتاحة الانحلال الخلقي بمعنى ألا تنتظر من شاربي الخمر و المخدرات و مقترفي الزنى و اللصوص أن يؤيدوا حكم الشريعة الا ما ندر) و كذلك أتباع هؤلاء المنتفعين من ضعفاء العقل أو العلم أو السلوك... لكن هذه الشريحة طبيعية و انما المشكلة بالنسبة لنا و التي تحتاج حلا هي طائفة الطيبين ذوى الجهل و الشبهات.
-الرد او الحل التكتيكي السريع لهذه المشكلة هو في اعلام و دعوة اسلامية فاعلة و فعالة تركز على مواجهة هذه المشكلة و حلها و تبين ماهية الشريعة الاسلامية نظريا على أن تكون مؤيدة بتطبيق عملي لهذه الشريعة في الواقع اليومي من قبل الدعاة و الحركيين الاسلاميين بقدر المتاح.
-على المستوى الاستراتيجي و الفكري يجب أن يكون هناك دراسات معمقة حول هذه المشكلة و أسبابها و حلولها.
و هذه كلها ملاحظات سريعة من ضمن اهدافها ان نصحو من بعض اوهامنا و نكف عن الظن بأن أغلبية الفاعلين في المجتمع و السياسة الآن يؤيدون أو يفهمون ماهية حكم الشريعة أو على الأقل لا يخافون منه .. اما كون أن هناك قطاعا واسعا من المجتمع هو خامل و عازف عن المشاركة السياسية و الدعوية الفاعلة و هو معنا فهذه مشكلة أخرى تحتاج العديد من الملاحظات و الدراسات الأخرى و ياريت ما حدش يثيرها في النقاش هنا حول هذا المقال كي نركز في قضية واحدة هي قضية هذه الملاحظات لأن المجتمع في مصر مثلا منقسم بشكل عام الى ثلاثة أقسام يكاد يكونوا بالتساوي فثلث مع التيار الاسلامي قولا و فعلا و ثلث مع الاسلامي قلبا فقط و يجلس في البيت دون اي فعل و ثلث ضد التيار الاسلامي قولا و فعلا و قلبا... و الله أعلم
عبد المنعم منيب
تعليقات
إرسال تعليق