المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2010

الانتخابات المصريَّة.. السياسة بين الحقائق والأوهام

جَرَت الانتخابات البرلمانية المصريَّة منذ أيام في جوٍّ من الخلاف بين عددٍ من قوى المعارضة المصريَّة، حيث رأت أحزاب الوفد والتجمع والناصري، بالإضافة لجماعة الإخوان المسلمين، خوض الانتخابات رغم عزم الحكومة على تزويرها مع عدم وجود ضمانات حقيقيَّة ضد التزوير, وفي نفس الوقت رأت قوى سياسيَّة أخرى مقاطعة الانتخابات من منطلق غياب أي ضمانات ضد التزوير، وكان على رأس هذه القوى المقاطعة حزب الجبهة الديمقراطيَّة والحركة المصريَّة للتغيير وحركة شباب 6 إبريل ونحوهم من حركات المعارضة الجديدة, وبعد إتمام عمليَّة الانتخابات بتزوير كاسحٍ لصالح الحزب الحاكم أنتج فوزه بنسبة تزيد عن 96% من مقاعد البرلمان وعدم فوز المعارضة إلا بمجموع مقاعد لا يتعدَّى عددها عدد أصابع اليد الواحدة، ومن ثَم انسحاب الوفد والإخوان المسلمين والناصريين من جولة الانتخابات الثانية... اليوم بعد ذلك كله هناك سؤال يطرح نفسه: هل أخطأ الإخوان المسلمون والوفد وغيرهم من قوى المعارضة لأنهم شاركوا في الانتخابات البرلمانيَّة الأخيرة؟! لنبدأ الموضوع من أوله بعدد من الأسئلة الموحيَة، في حالة ما لو أن المعارضة مجتمعةً كانت قد قاطعت الانتخابات فهل...

الانتخابات المصريَّة والمشهد الدعوي في العالم الإسلامي

الانتخابات النيابيَّة المصرية التي تجري خلال ساعات وما تشهده من تجاذبات سياسية ودينيَّة، لا سيما مع اشتراك حركة إسلاميَّة كبرى (وهي حركة الإخوان المسلمين) في هذه العمليَّة تثير العديد من التساؤلات حول المشهد الدعوي والإعلامي للحركة الإسلاميَّة في العالم الإسلامي, ولئلا ندخلَ في تفصيلاتٍ كثيرة لا تحتملها مساحة هذا المقال فإننا سنتخذ من الحالة المصريَّة مثالًا لما هو عليه واقع الدعوة والإعلام الإسلامي في العالم الإسلامي كله. لقد نجحت النظم السياسية القائمة في مصر منذ الاحتلال البريطاني 1882م في ترسيخ توازن قُوَى مجتمعي قائم على وجود نسبة محدودة من المتديِّنين (الذين بات يُطلق على نُشطائهم اسم "الإسلاميون" لا تملك القيام بتأثير فعَّال في مُجريات الأمور العامَّة مهما كان نشاطها وارتفاع صوتها, مع وجود نخبة محدودة من العلمانيين لكنهم يملكون مقاليد السلطة والقوة، بينما بقية المجتمع هم كتلة صامتة وسلبيَّة إزاء الشئون العامة، خاصة شئون الحكم والسياسة, وكلما لاح في الأفق نذير اختلال لهذا التوازن فإن القوى العلمانيَّة الداخليَّة والخارجيَّة الساهرة عليه تقوم بإعادة التوازن إلى سابق عهده...