المشاركات

التاريخ و الجغرافيا و الفتنة الطائفية

عزز حوار الأنبا بيشوي يوم الأربعاء 15 سبتمبر مع المصري اليوم العديد من الهواجس بين العديد من المراقبين حول إمكانية اندلاع فتنة طائفية في مصر, و كانت تطورات أحداث قضية كاميليا شحاتة منذ شهرين و ما صحبها من ردود أفعال متنوعة قد أثارت مثل هذه المخاوف, و لكن لا شك أن مصر عصية على الفتنة الطائفية بين المسلمين و الأقباط منذ دخل الإسلام مصر, فتاريخ مصر و جغرافيتها تشهد على وحدة و تجانس الشعب المصري مع تنوع دياناته و عقائده, فالمسيحية لم تشهد حرية اعتقاد و عبادة إلا في ظل الحكم الإسلامي الذي حررها من نير الاستعباد و الاضطهاد الروماني الذي كان يتدخل في أدق شئون العقيدة لدى المسيحيين المصريين و يسعى لإكراههم و إرغامهم على الاعتقاد بمذهب الدولة البيزنطية في مجال الاعتقاد المسيحي, و عندما دخل عمرو بن العاص مصر كان قادة رجال الدين المسيحي المصريون هاربين من حكام مصر الرومان و متخفين في صحراء مصر خوفا من البطش و القمع الروماني لهم, و ما إن حكم المسلمون مصر حتى أطلقوا حريات المسيحيين الأمر الذي أدى إلى تحول أغلب المسيحيين المصريين إلى اعتناق الإسلام بعد عقود من الفتح الإسلامي لمصر, و من هنا صار أغل...

أفلح البرادعي إن صدق

الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية و أبرز المعارضين الآن لنظام الرئيس حسني مبارك دعا جميع قوى المعارضة لمقاطعة الانتخابات النيابية و الرئاسية المقبلة و أسمى هذه الانتخابات بالديكورية, و أكد الدكتور البرادعي أنه في حالة نجاح الدعوة لمقاطعة الانتخابات لن يستطيع النظام أن يبقي يومًا واحدًا، و أضاف: هذا متوقف علي مدي نجاحنا في إقناع جميع الأحزاب المؤثرة والقوي السياسية المختلفة بمقاطعة الانتخابات الديكورية وتقديم المصالح الوطنية علي المصالح الشخصية الضيقة . و قال البرادعي: إننا مطالبون حاليًا بتحكيم عقولنا وليست عواطفنا وأن نفكر في أساليب غير تقليدية من بينها اللجوء للشعب مباشرة، ففي ظل عدم وجود انتخابات نزيهة باعتراف النظام نفسه وفي ظل غياب الأحزاب الحقيقية والنقابات ليس من المطلوب أن نبدأ معركة التغيير بثورة الجياع والعنف ولكن علينا أن نبدأ بالأساليب السلمية للوصول إلي انتخابات نزيهة . و تبدو هذه التصريحات للدكتور البرادعي منطقية و متوازنة لأول وهلة لكن التعمق في تحليل محتواها يظهر احتوائها على عدة ألغام, فأول هذه الألغام و أوضحها هو قوله إذا نجح...

إيران.. هل توازن بين السلاح و الاقتصاد؟

في الفترة الأخيرة جربت إيران صاروخا بالستيا أرض- أرض متوسط المدى (مداه 1500 كم) كما أعلنت عن تصنيعها لطائرة قاذفة بدون طيار مداها 900كم وبعدها بيوم أعلنت عن تصنيعها لنوعين حديثين من الزوارق البحرية الحربية التي تحمل منصات صواريخ, و ذلك كله تواكب مع بدء تشغيل مفاعل بوشهر النووي و إمداده بالوقود اللازم لعمليات التشغيل, و الناظر لأحوال إيران الاقتصادية و التكنولوجية يلاحظ أنها تسير على خطى الاتحاد السوفيتي السابق و من ثم تنتظرها نهاية الإتحاد السوفيتي المأسوية إن لم تكن تنتظرها نهاية أشد سوءا... طبعا نحن نتكلم في حدود ما لو ثبتت جميع المتغيرات الحالية السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية. إيران تقتفي أثر الاتحاد السوفيتي السابق في الاهتمام بالتصنيع العسكري و الإنفاق بكرم بل ببذخ عليه و على الصراعات الإقليمية و الدولية التي تخوضها هنا وهناك سواء كانت صراعات سياسية أو عسكرية, هذا بجانب الإهمال و عدم الكفاءة وانعدام الفاعلية في إدارة الاقتصاد الإيراني العام, فالاقتصاد الإيراني يمثِّل نموذجًا لِهَدْر الإمكانيات و الفرص,‏ رغم أنها تملك ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم ‏(136.8‏ مليار برميل‏)‏...

كيف واجه النبي محمد تحديات ما بعد بناء الدولة الاسلامية؟

بعد ما أسس النبي صلى الله عليه و آله و سلم الدولة الإسلامية في المدينة المنورة لم يجد الطريق مفروشا أمامه بالورود بل تكالبت عليه المخاطر و الأعداء مما أوجب عليه أن يتصدى لها على نحو يبدو لكل منصف أن به من الإبداع ما يتفوق به على كل ساسة العالم قديما و حديثا. في البداية ركز النبي صلى الله عليه و آله و سلم جهده السياسي والعسكري على مناوئة قريش التي حاربت الإسلام و أخرجت المسلمين من ديارهم و أموالهم, و في نفس الوقت لعبت قريش دور زعيمة الوثنية العربية و رأس حربتها في مواجهة دولة الإسلام. في المرحلة الأولي شن النبي صلى الله عليه و آله و سلم سلسلة من الحملات العسكرية الصغيرة اصطلح المؤرخون على تسميتها باسم السرايا, و جاءت هذه الهجمات أشبه بمناورات حية كان المقاتل المسلم يجس عن طريقها نبض أعدائه و يختبر إمكاناتهم الحربية ماديا ومعنويا , و يمارس مزيدا من التدريب وتنمية قدراته وطاقاته على الصمود... هذا بالنسبة للجيش الإسلامي. أما بالنسبة للنبي صلى الله عليه و آله و سلم فقد حقق بسراياه الأولى عددا من المنجزات العامة يمكن حصرها بما يلي: 1- الاستطلاع: استطاع المسلمون التعرف على الطرق ...

عدد المسيحيين في مصر و مستقبلهم

وجدت المقال التالي على المنتدى العربي للدفاع و التسلح فقررت إعادة نشره هنا: "هل الورقة العددية النصرانية تشكل أزمة في جدار النظام المصري؟ وهل يمكن سياسياً إبعادها عن ساحة المساومات، ومن ثم يتم تطويق الأزمة في هذه المرحلة السياسية الحرجة؟. في تصوري إذا وضعنا هذه الورقة في حجمها الحقيقي، وبينا للجميع العدد الفعلي المتناقص يوماً بعد يوم لنصارى مصر، ووزنا قيمتها بميزان الانشقاقات والتمردات الممتدة في الصف النصراني المصري، لوجدنا أن الرهان على حي شعبي متماسك يفوق سياسياً الرهان على من لا يملك إلا الصوت الخفي ويتوارى في بيت زجاجي. في هذا المقال سنحاول ومن خلال الوثائق الغربية والكنسية الوقوف على الحجم الفعلي للمسيحيين في مصر، وصرخات قادتهم من "انقراض" آلاف المسيحيين في مصر سواء بهجرتهم للخارج، أو بهدايتهم للإسلام طوعاً. يقول د.نبيل لوقا بباوي في كتابه مشاكل الأقباط قي مصر وحلولها "على مر الإحصاءات التاريخية المصرية للتعدادات السكانية كانت تقدر نسبة المسلمين بمتوسط 94% ونسبة المسيحيين بمتوسط 6%". وعليه فإذا كان عدد سكان مصر الآن هو 80 مليون نسمة ...