في 7 أكتوبر 2023م شنت المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس هجوما مباغتا على المستعمرات الصهيونية والقواعد العسكرية للاحتلال الصهيوني في محيط قطاع غزة، ودمروا أغلبها وأسروا نحو 350 صهيوني وصهيونية كما لقى ما لايقل عن 1200 صهيوني وصهيونية مصرعهم بسبب الاشتباك المسلح الذي جري أثناء هذا الهجوم.
وشن جيش الكيان
الصهيوني حربا مجنونة منذئذ على قطاع غزة وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين حتى كتابة
هذه السطور أكثر من 36 الف شهيد كما أصيب أكثر من 80 ألفا آخرين، وأغلب الشهداء
والمصابين هم مدنيون وأكثر من ثلثيهم هم من الأطفال والنساء.
هذه الحرب
الصهيونية مدعومة من الولايات المتحدة وأغلب دول أوروبا ومستمرة في سحق
الفلسطينيين في قطاع غزة وبدرجة ما في الضفة الغربية منذ أكتوبر 2023 وحتى الآن
لمدة ثمانية شهور متواصلة، ورغم هذا فإن أكثر من مليار مسلم في العالم كله وعشرات
الملايين من غير المسلمين ممن يناصرونهم في كل أنحاء العالم كلهم عاجزين عن وقف
محرقة غزة الدامية هذه، فالكل عاجز في مواجهة الصلف الصهيوني وعدوانه على
الفلسطينيين.
وهذا كله يمثل
صدمة بالغة للمسلمين عامة وللنخبة الفكرية والحركية المسلمة بشكل خاص، وهذه الصدمة
يجب أن تؤثر إيجابا على مستقبل المسلمين اذ لا ينبغي أن تمر علينا مرا عابرا.
إن حال الأمة الإسلامية
كان مريرا جدا قبل صدمة غزة، ولكن كان يمكن للأبواق الكثيرة إخفاء هذه المرارة أو
على الاقل التهوين من شأنها بالتقليل من حجم الكوارث التى تسحق الأمة الإسلامية
برحاها، ولكن جاءت غزة كصاعقة ربما كى يستفيق المسلمون وينظرون فى حالتهم الغثائية
ويسعون الى تصحيح أوضاعهم، فكارثة غزة لا يضاهيها فى الأونة الأخيرة سوى كارثة
سوريا وان كانت كوارث أمتنا تفاقمت وتتابعت من مثل كوارث السودان واليمن والعراق وليبيا
وأفغانستان والهند وميانمار وتركستان الشرقية وغيرها.
إن صاعقة غزة
يجب أن تكون الميقظة لأنها كشفت غثائية الأمة الإسلامية والعربية إذ لم يفعل العرب
والمسلمون الرسميون وغير الرسميبن لغزة شيء سوى البكاء والعويل فى صيغة شعارات
وهتافات ومظاهرات وكتابة على السوشيال ميديا ونشر الصور والفيديوهات ونحو ذلك من
البكائيات في صيغتها المعاصرة.
إن
على أولي أمر الأمة أن يراجعوا أنفسهم بعد انكشاف هذه الحالة الغثائية المذرية
لقوى الأمة الإسلامية والعربية كلها.
ولنكن
صرحاء ولنضع كل النقاط على الحروف بوضوح، فعامة الشعوب العربية والإسلامية داخل
دول منظمة المؤتمر الإسلامي و فى بقية أنحاء العالم لا تملك قدرة على التخطيط أو
التنفيذ أو اتخاذ أى قرار إلا ما يصدر عن النُخَب القيادية سواء كانت فكرية أو
حركية، ومن
المعروف أيضا أن هذه النُخَب القيادية هى
قسمان لا ثالث لهما وهى:
§ النُخَب القيادية الرسمية -فكرية وحركية- التى تمثل الأجهزة
العربية والإسلامية الحاكمة، وهذه لها حساباتها وتصرفاتها الواضحة والتى ليس من شأن هذا التحليل
المختصر أن يعرض لها، وإنما نحن سنركز هنا على النُخَب القيادية غير الرسمية أو
الشعبية، وهى:
§
النُخَب القيادية غير الرسمية -فكرية وحركية- وهي التى لا
ارتباط لها بالأنظمة والأجهزة الحاكمة، وهذه الفئة من النُخَب نجد أن أغلبية
المسلمين ترنو بأبصارها وآمالها إليها لاسيما بعدما ذاقوا مرارة الواقع الراهن.
لاشك أن النُخَب الإسلامية والعربية الرسمية مكبلة بأجنداتها واستراتيجياتها
والتزاماتها ضمن النظام الدولي الذي يهيمن عليه التحالف "الصهيوصليبي"
منذ أكثر من مئتي عام، ولكن ماذا فعلت النُخَب الإسلامية والعربية غير الرسمية سوى
البكائيات؟!؟!
لقد صار لزاما علينا أن نجعل "كارثة/صدمة" غزة
منطلقا لنا للارتقاء بأداء النُخَب الفكرية والحركية الإسلامية غير الرسمية كي
ترتفع لمستوى التحديات التي تواجه أمتنا المسلمة وكي تلبي آمال عوام المسلمين
وكافة المظلومين.
لمواصلة قراءة هذا التحليل يمكنك المتابعة على الرابط التالي حيث ستجد التحليل كاملا:
https://alummahtoday.com/node/511
تعليقات
إرسال تعليق