استراتيجية عرين الأسود ومجموعات المقاومة الجديدة في فلسطين هل تنتصر؟


من يناير إلى نهاية أكتوبر 2022 شهدت دولة الكيان الصهيوني سقوط 25 قتيلا صهيونيا عبر 2204 هجمات فلسطينية منذ بداية العام، وفقا لما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر أمنية واستخبارية صهيونية، ووفقا لنفس المصدر فإنه منذ 2015 وحتى الآن فقد قتل 141 قتيلا اسرائيليا، ولولا إحباط الشاباك لأكثر من 380 هجمة كبيرة شملت عبوات ناسفة وعمليات خطف، لوصل عدد القتلى الإسرائيليين عام 2022 إلى 200، وليس 25 فقط، وهذا معناه أن هناك تصاعد لعمليات المقاومة الفلسطينية، ومعلوم أن مقاومة الاحتلال هي أمر طبيعي سياسيا وقانونيا وإسلاميا، كما إنه من المعلوم أن تصاعد ضغط اليمين الصهيوني والمستوطنين لقضم مزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة والاستيلاء عليها بالقوة وقتل واصابة وترويع الفلسطينيين يدفع أغلب الفلسطينيين للمقاومة، ونظرا لفشل وتدهور السلطة الفلسطينية بقيادة فتح وتكبيل الاحتلال لفاعلية حركات المقاومة الأخرى كحماس والجهاد وشهداء الاقصى وغيرهم فقد ظهرت مجموعات مقاومة جديدة لها استراتيجيات وتكتيكات جديدة هذه المجموعات مثل عرين الاسود وكتيبة جنين ونحوها، وقد نجحت حتى الآن في قض مضاجع الاحتلال.

لكن لماذا نجحت هذه المجموعات في إيقاع خسائر غير قليلة بالاحتلال الصهيوني؟ تكمن اجابة هذا السؤال في طبيعة الاستراتيجيات والتكتيكات التي اتبعتها هذه المجموعات.

إذن فما هي استراتيجية مجموعة عرين الأسود وكتيبة جنين ومجموعات المقاومة الجديدة التي ظهرت في الفترة الأخيرة ونفذت الهجمات ضد الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة؟ وما هي معالم الاستراتيجية الصهيونية في مواجهتها؟

استراتيجية المقاومة الجديدة

إن أول معلم من معالم استراتيجية مجموعات المقاومة الجديدة هذه أنها لا تنتمي تنظيميا لأي من حركات المقاومة الفلسطينية التقليدية كفتح او حماس او الجهاد او الجبهة الشعبية ونحوها فهي مجموعات عابرة لتنظيمات المقاومة التقليدية الشهيرة المعروفة فهي تضم بين جنباتها أي فلسطيني يريد ان يقاوم الاحتلال أيا كان انتماؤه.

وثاني معالم هذه الاستراتيجية عدم القطيعة اللوجستية مع أي من منظمات المقاومة الشهيرة فهم يقبلون التمويل والتسليح من كل جماعة مقاومة تمد لهم يد العون.

وثالث معالم هذه الاستراتيجية هي تشجيع والترويج لعمليات المقاومة المسلحة الفردية عبر الهجمات ضد أهداف صهيونية كحواجز قوات الاحتلال او بعض المستوطنين.

وقد رصد المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" عشرين عملية هجومية بإطلاق نار خلال شهر ونصف فقط ضد مواقع إسرائيلية عسكرية واستيطانية في الضفة الغربية.

ورابع معالم هذه الاستراتيجية هو استقطاب الشباب ومدهم بالأسلحة لتنفيذ هجمات المقاومة بشكل فردي وعفوي، وهذا مكنهم من تنفيذ عدد كبير من الهجمات في وقت قصير نسبيا.

وخامس معالم هذه الاستراتيجية هو تصوير عمليات المقاومة المسلحة أثناء تنفيذها وبثها على نطاق واسع عبر مواقع السوشيل ميديا مما يلهب مشاعر سائر الشباب الفلسطيني وينشر بينهم فكرة المقاومة ويدفعهم للحاق بركب مجموعات المقاومة المسلحة الجديدة بتنفيذ عمليات فردية.

وأما تكتيكات العمل المقاوم وأدواته وأساليبه عند هذه المجموعات الجديدة فهي تتلخص في كلمة واحدة وهي "البساطة"، فعمليات المقاومة المسلحة لا تتطلب سوى سلاح فردي ناري أو أبيض بجانب موبايل لتصوير العملية وبثها بثا مباشرا "Live" أثناء التنفيذ غالبا إن أمكن، أما لو لم يتم بثها مباشرة "Live" فيجرى تاليا النشر على السوشيال ميديا لكل ما يتاح بعد ذلك من فيديوهات وصور للعملية.

أما الهدف الذي يجري الهجوم ضده فعادة يكون هدفا واضحا إما حاجز أمني إسرائيلي أو مركبة عسكرية في الأراضي المحتلة أو تجمع أو مركبة للمستوطنين في الضفة الغربية أيضا، فهم لا يستهدفون هدفا سريا أو حصينا.

واستخدام السوشيال ميديا هو من أبرز تكتيكات هذه المجموعات المقاومة فمواقع السوشيال ميديا لا يجري توظيفها في الترويج للمقاومة واستراتيجياتها الجديدة فقط بل إن هذه المواقع كثيرا ما تحل محل الروابط والاتصالات التنظيمية التقليدية التي كانت معتادة في مجموعات المقاومة التقليدية أو القديمة.

إن استخدام السوشيال الميديا واعتماد بساطة التكتيكات والأساليب واعتماد العمليات الفردية السهلة كل هذا يهدف لتحويل المقاومة الجديدة إلى تيار شعبي جارف يقوم به جماهير الشباب الفلسطيني في كل بقعة من الأراضي المحتلة بغض النظر عن انتمائه السياسي او الفكري أو الامكانات التسليحية التي يمتلكها.

والدليل على نجاح استراتيجية وتكتيك مجموعات المقاومة الجديدة حتى الآن أنها كسبت تأييدا شعبيا واسعا بين الجماهير الفلسطينية وهذا واضح في خروج الجماهير بالآلاف في جنازات شهداء المقاومة، وهذا كله سبب صداعا لإسرائيل، لأنها تخشى من صحوة شعبية فلسطينية واسعة ضدها.

وهذا التأييد الشعبي سيجعل الشباب أكثر حماسا للانخراط في صفوف المجموعات المسلحة، وتنفيذ المزيد من عمليات المقاومة المسلحة ضد أهداف إسرائيلية، لا سيما وأن شهداء المقاومة اكتسبوا شهرة كبيرة في الإعلام الفلسطيني والعربي، وأصبحوا رمزًا للبطولة الفلسطينية ضد إسرائيل.

استراتيجية إسرائيل

تابع قراءة المقال كاملا على الرابط التالي:

https://alummah.today/node/486


 

تعليقات