خريطة الصراع السياسي في المنطقة العربية الآن (1 من 2)

مالذي يجري في المنطقة العربية؟ حروب في العراق و سوريا و حروب في اليمن و حرب و معارك في ليبيا .. صراع ساخن و دامي في مصر و مظاهرات عارمة للأكراد في تركيا و حرب في الصومال .. هجمات هنا و هناك في تونس و مالي و نيجيريا و باكستان... فما الذي يحدث في المنطقة العربية الاسلامية؟؟
الذي يحدث باختصار احتدام للصراع بين عدة مشاريع للسيطرة بالمنطقة هي:

-المشروع التركي بقيادة أردوغان.

-المشروع الايراني.

-المشروع الأمريكي.

-أتباع المشروع الأمريكي و هم مصر و الأردن و دول الخليج العربي.

-مشروع شبكة القاعدة و التي تغيرت أسماء منظماتها الى جبهة النصرة في سوريا و أنصار الشريعة باليمن و ليبيا و تونس.

-مشروع داعش بقيادة أبي بكر البغدادي.

-مشروع الاخوان المسلمون في مصر و تونس و اليمن و سوريا.

-مشاريع جهادية إسلامية محلية في سوريا و ليبيا.

و هذه المشاريع بعضها يتحالف مع بعضها الآخر بشكل تكتيكي (مرحلي مؤقت) و بعضها يتحالف مع بعضها الآخر استراتيجيا (تحالف أساسي و دائم) و بعضها يتصارع مما ينتج عنه هذه الحروب و الصراعات و المظاهرات...
و لكن ما سبب وصول هذه الصراعات لهذه الدرجة العالية من السخونة الآن؟
اجابة هذا السؤال لن تتكشف الا بتفحص معالم كل عنصر من العناصر الثمانية المذكورة و سوف نتناول هذه العناصر في مقالين ان شاء الله تعالى و هذا هو الأول  منهما و لن نتعرض للمشروع الاسرائيلي في المقالين لأنه في خلفية المشروع الأمريكي كما يجدر أن يفرد بالدراسة و الكتابة فيما بعد ان شاء الله:  

المشروع التركي بقيادة أردوغان:

و يهدف لتقوية تركيا سياسيا و اقتصاديا تحت قيادته و إفشال خطط إيران و حلفائها بالمنطقة كما يهدف إلى إفشال مخططات أمريكا و إسرائيل و حلفائهما بالمنطقة.. لكنه يفعل ذلك بطرق ملتوية و يحاول إلا يكون هذا معلنا أو على الأقل لا يتمكن خصومه من إثبات أنه يفعل هذا بأدلة مادية من تصريحاته أو اعترافات حلفائه.. فهو يسلك طرقا ملتوية فيما إذا تعلق الأمر بشأن أهداف تحركاته .. بمعنى انه قد لا يمكنه (كسائر القادة السياسيين) في بعض الحالات إخفاء تحركاته لكنه يمكنه إخفاء أو إنكار أهداف هذه التحركات .. و على سبيل المثال لا الحصر فهو يترك داعش للتحرك في العراق و سوريا و خاصة في سوريا و يمتنع عن تقديم تسهيلات قوية لضربها (ربما يسمح بتسهيلات يوقن أنها لن تكفي للقضاء عليها ليخفي بذلك أهدافه) و في نفس الوقت يقول لأمريكا و أوروبا لا يمكنني ضرب داعش معكم إلا إذا عملنا حل شامل لسوريا يشمل خطة لإسقاط الأسد و لتأمين نصف سوريا الشمالي عبر حظر طيران بشار و يهدف من ذلك الى وضع أميركا و حلفائها (و إيران متوافقة معها خاصة ضد داعش و اي مسلمين سنة) أمام خيارين أحلاهما مر لها فإما أن توافق و في ذلك مساعدة لها ضد داعش على الأقل في شمال سوريا و العراق لكنها في هذه الحالة ستفقد النفوذ الإيراني في هذه المناطق ذاتها لصالح النفوذ التركي و الذي من المؤكد أنها باتت لا تأمنه بشكل كافي كما أن إيران و حلفائها هم أهم لأمريكا بالمنطقة من تركيا طبعا كما سيأتي في نقاط تالية.
أما الخيار الآخر الذي وضع فيه أردوغان أميركا و معسكرها فهو أن ترفض طلبه فيتركها وحدها في مواجهة داعش بتأثيرها طبعا السلبي على المشروع الإيراني بل و الأمريكي بالمنطقة فداعش على الأقل ستستمر في استنزاف المشروعين في المنطقة رغم خسائرها و خسائر السنة بسببها.. و يزيد استنزاف اميركا و إيران بأن يغض أردوغان الطرف على مرور الإمدادات اللوجيستية الى داعش.
أردوغان يوثق علاقاته بالقوى التي تناهض المشروعين الأمريكي و الإيراني بالمنطقة و يساندها لكنه يلعب في الملعب السليم و المأمون فقط (بحسب ما استخلصته من المعلومات المعلنة) يعني يصعب أن يجازف بما يثبت علاقة له أو مساندة لقوى مصنفة أنها إرهابية بشكل قاطع لدى أميركا و أوروبا (باستثناء مساندته القوية العلنية و الخفية لحماس) و لكنه قوي و أداءه السياسي قوي فربما يغض الطرف عن دعم لهذا أو ذاك بشكل يصعب على خصومه إثباته عليه.

المشروع الإيراني:

مشروع ماكر جدا و يعمل بدهاء كبير جدا في العالم الإسلامي كله بل في العالم كله و تمكن في الفترة الأخيرة من قطف كثير من ثمار ما زرعه منذ نحو أربعين عاما من العمل في المنطقة العربية من تمكين لحزب الله (أكبر و أقوى تابع عربي له بعدما ضعف بشار الكلب) في لبنان و تمكين للحوثيين في اليمن و قبلها كان تمكين الشيعة في العراق و كادت تأخذ البحرين لولا تدخل القوات السعودية و الإماراتية كما نجحت إيران مع تابعها بشار الكلب في سوريا من تحجيم الثورة السورية بدرجة ما أو على الأقل عرقلة نجاحها الذي كان وشيكا في فترة ما، و إذا كان أردوغان يعمل على خداع أمريكا و أوروبا ليفلت بمشروعه -بالتحول إلى دولة عظمى- إلى بر الأمان دون الاصطدام بأمريكا عبر إيهامها بأنه صديقها و انه معتدل و يحارب التطرف و الإرهاب الإسلامي فإن إيران تفعل نفس الشئ لكن عبر تصوير كل الحركات الإسلامية السنية بأنها إرهابية بل و تصوير أردوغان نفسه بأنه إرهابي و بأن إيران نفسها هي دولة معتدلة و متعاونة مع أميركا و أوروبا ضد الإرهاب الإسلامي هذا كله .. و فرصة الثقة بين أميركا و إيران في هذا المجال أكبر من فرصة أردوغان (و إن كانت أوروبا و أمريكا مضطرين للتعامل مع أردوغان لأنه قوي و لديه أوراق سياسية و اقتصادية و أمنية كثيرة) تأتي فرص إيران الأوفر لأسباب عديدة و منها على سبيل المثال التالي:
1-إيران عاونت أميركا كثيرا جدا في ضرب الإسلاميين في أفغانستان و باكستان بينما أردوغان رفض التعاون هناك.
2-نفس الشئ فعلته إيران في العراق بينما رفض أردوغان معاونة أميركا هناك بل و بعد ذلك ظل يساند التركمان و السنة العرب ضد شيعة العراق بدرجة ما كما وثق علاقاته الاقتصادية و السياسية و الأمنية مع أكراد العراق ضد شيعة العراق و ضد إرادة إيران.
3-إيران تعاود ضرب السنة الآن في اليمن عبر الحوثيين و تجعلهم يعلنون أنهم بذلك يحاربون الإرهاب و تساندهم أميركا بطائراتها و عملائها اليمنيين و بإجبار السعودية على عدم التدخل ضد الحوثيين في اليمن.
و أهم شئ في العلاقة بين إيران و أمريكا من وجهة نظري هو ان أميركا تنخدع لإيران في كل هذه الأمور و غيرها لهدف أكبر من ذلك كله و هو هدف استراتيجي يتمثل في أن أميركا تريد لإيران أن تقوى بدرجة معينة و تتمدد في المنطقة لما هو "آتي" و هو أن أميركا تعلم جيدا أن خلافة أو دولة إسلامية سنية واعية و ناضجة و مدركة لطبيعة العصر الذي نعيشه سوف تنشأ خلال السنوات القادمة و بالتالي فهي تعد إيران من طرف خفي للتصدي لهذه الدولة عسكريا و سياسيا لتجهضها أو على الأقل تستنزفها بالضبط كما جرى في التاريخ العثماني عندما أمدت ممالك أوروبا المملكة الصفوية بالمال ممولة لحروبها ضد العثمانيين مما أوقف الزحف و الفتوحات العثمانية في أوروبا بعد أن كانت القوات العثمانية قد حاصرت فيينا و قضمت نصف أوروبا الشرقي.. و نجحت بذلك أوروبا -وقتها- في إيقاف الزحف العثماني في اتجاه أوروبا لأن العثمانيين اضطروا لنقل مجهودهم الحربي كله الى الشرق للتصدي للهجمات الصفوية في المشرق العربي.
و تريد إيران توطيد نفوذ ذيولها في العراق و لبنان و اليمن و القضاء على معارضيهم هناك كما تسعى إلى تصعيد نشاط شيعة البحرين وصولا للاستحواذ على الحكم هناك إذا سنحت الفرصة كما تريد أن تهزم الثورة السورية لتوطد حكم العلويين و تلجأ إيران لحيل عديدة في سوريا من أجل تحقيق هذا فبجانب مجهودها العسكري فإنها قد تلجأ لحل سياسي ما بالتوافق مع المحور الخليجي و الولايات المتحدة و إن كانت معالم هذا الحل لم تتضح بعد (سنذكر سبب تأخر الحل السياسي بعد قليل) إلا أنها قد تلجأ إلى استبعاد بشار من الحكم لصالح شخصية علوية أخرى قد ترى أنها أكفأ و في نفس الوقت تكون شخصية ذات قبول لدى الأطراف الأخرى التي ستشارك في إقرار هذا الحل و هي أميركا و الخليج و الجيش الحر و روسيا و الصين، كما قد تدفع تطورات و أحداث ما في المستقبل إيران إلى الاضطرار للقبول بتقسيم سوريا إلى إقليمين أو دولتين هما:
-دولة في جنوب سوريا: تحت حكم علوي موالي لإيران كما هو حال بشار و تسيطر هذه الدولة على الحدود السورية اللبنانية لتضمن التواصل مع حزب الله في لبنان، كما تسيطر على الحدود السورية الإسرائيلية لتستمر في ضمان أمن إسرائيل.      
-دولة سورية في الشمال السوري: و ستكون موالية للمعسكر الأمريكي و أذياله العرب و ربما تكون مرضية بدرجة ما لتركيا (على الأقل بتحجيم دور أكراد سوريا لأنهم معادون لتركيا بعكس أكراد العراق المتحالفين مع أردوغان).
و على كل حال فهذين الحلين (الأول-تغيير بشار و مشاركة قوة معارضة ما في حكم سوريا واحدة مع إنهاء الثورة و الثاني- تقسيم سوريا لدولتين) لم تنضج الظروف للسماح بأي منهما حتى الآن، لأن إيران لم توافق على أي منهما و أمريكا لم توافق على تقسيم سوريا بعد، كما أنه لا توجد قوة معارضة سورية كبرى تسيطر على معظم أراضي المعارضة لتتمكن من تمثيل طرف الثورة السورية في تنفيذ الحل بعد اتفاق اللاعبين الكبار (أميركا – إيران - تركيا).
أتوقع ألا تجد إيران أي حل غير هذين الحلين أو حل متفرع عنهما عبر تنفيذها فكرة التقسيم وحدها من طرف واحد لكن قد يسبقه تغيير بشار من طرف واحد أيضا في محاولة لاحتواء الموقف ثم تنتقل لمحاولة السيطرة على إقليم جنوبي و تفريغه من أي معارضة ثم تحصينه من هجمات المعارضة المسلحة و غلقه على مؤيدي الحكم الجديد.
و أتوقع أن يفشل كل هذا في حالة ما إذا نجحت قوى الثورة السورية المعارضة لهذه الحلول في تعزيز سيطرتها على الأرض و عززت من قدراتها الشاملة و خاصة الاقتصادية.
ستواصل إيران جهودها عبر شيعة المنطقة الشرقية في السعودية لانتهاز أي فرصة ضعف سعودي للانفصال بالمنطقة (الغنية بالنفط) و تكوين دولة شيعية تحتل كل ساحل الخليج العربي مانعة التواصل السني أو السعودي مع الخليج و حينها سيسهل عليها ابتلاع بقية الدويلات الخليجية و لكنهم في انتظار الفرصة الإقليمية و الدولية لذلك كله و إلى أن يحدث ذلك فهم يواصلون تجنيد و تعبئة شيعة السعودية و تأهيلهم ليكونوا جاهزين عندما تسنح هذه الفرصة و في الطريق الى ذلك كله فإن إيران تستخدم هؤلاء الشيعة للضغط على السعودية أو استنزافها من حين لآخر.
في نفس الوقت تتواصل الجهود الإيرانية عبر شيعة الكويت من أجل زيادة عددهم و تقوية نفوذهم الاقتصادي و بالتالي السياسي بالتدرج و عبر الحيل انتظارا لفرصة تواتيهم لتحقيق أحد شيئين إما الاستيلاء على الكويت و إما التحكم فيها كما يتحكم حزب الله في دولة لبنان.
و بالتواكب مع هذا كله فإن إيران تستخدم و توظف كافة الشيعة الموالين لها من كافة الدول لدعم و مساندة كافة أنشطتها لتنفيذ مشروعها حول العالم (على سبيل المثال: أحيانا تستخدم إيران شيعة السعودية و الكويت للتحرك في مصر لدعم شيعة مصر بالمال أو بأعمال لوجستية مختلفة نظرا لأن تحرك السعودي او الكويتي يكون آمنا في مصر بعيدا عن أعين الرقباء بعكس ما إذا لو كان المتحرك إيراني مثلا).

المشروع الأمريكي في المشرق العربي:

ما يهم أمريكا في المنطقة التالي:
-ضمان أمن و قوة إسرائيل لأنها قاعدة عسكرية لها في المنطقة لتحقيق كل ما تريده كما أن القوى الصهيونية الأمريكية آخذة بتلابيب السياسة و الإدارة الأمريكية و توجهها حيث تشاء باستمرار.
-ضمان عدم قيام دولة إسلامية سنية حقيقية واعية بحقائق و متغيرات العصر و واعية بالكيفية المناسبة التعامل مع هذه الحقائق و المتغيرات هذا فضلا عن عودة الخلافة الإسلامية إذ أن الغرب صار من ثوابته بعد إسقاط الخلافة الإسلامية العثمانية العمل على منع عودة الخلافة أو عودة أي دولة تحكم وفق الإسلام و يضاف لذلك ثابتين آخرين أقدم (من قبل إسقاط الخلافة) و هما:
  •    منع وحدة مصر و الشام (أو أي وحدة كبرى بالمنطقة) لأن وحدة مصر و الشام في عصري الأيوبيين و المماليك هي التي أنهت الوجود الصليبي بالمنطقة و أفشلت محاولات عودته.
  • عدم قيام أي دولة قوية و متقدمة بالمنطقة بشكل عام و في مصر بشكل خاص، لأن محمد على لما قام بمشروعه حقق نجاحا مرحليا بما شكل تهديدا استراتيجيا للهيمنة الأوروبية على العالم وقتها و بالتالي سارعوا بالقضاء على مشروعه ثم احتلال مصر في أقرب فرصة سنحت لهم بعدها.

-ضمان السيطرة على حكام المنطقة و نخبها الفكرية لضمان تحقيق الأهداف آنفة الذكر و أيضا بقية الأهداف التالية.
-ضمان السيطرة على نفط المنطقة (الخليج و شمال أفريقيا) لأن أميركا تستخدمه في صراعاتها الدولية عبر التحكم في أسعاره فعندما تخفض أسعار النفط دوليا فإنها تضغط على اقتصاد روسيا الاتحادية و إيران و عندما ترفعه فإنها تضغط على اقتصاديات أوروبا و الصين، و نفط المنطقة هو المصدر الرئيس للطاقة لكل من أوروبا واليابان و الصين و بالتالي فالسيطرة الأمريكية عليه تضمن امتلاك ورقة ضغط و سيطرة على كل من أوروبا و اليابان و الصين، و أوروبا و اليابان أكثر لأن الصين تأخذ نفطا من إيران و أفريقيا بجانب الخليج، و بالسيطرة الأمريكية على المنطقة و نفطها يمكنها أن توجع أي من هذه القوى المذكورة حال نشب صرع بارد أو ساخن معها.
-و في الصراع داخل سوريا فإن أميركا تريد استمرار الصراع دون حسم و دون انتصار أي من أطراف الصراع كي يظل بؤرة استنزاف لإيران عسكريا و اقتصاديا لأن أميركا و إن كانت تريد للمحور الإيراني أن يقوى تمهيدا لمجابهة الدولة الإسلامية السنية القادمة و لكي تظل إيران فزاعة لحكام الخليج فيظلوا مرتمين في الأحضان الأمريكية إلا أنها تريد لقدرة إيران ألا تتجاوز حدا معينا فتظل قوة إقليمية عظمى و لا تخرج عن الطوق و تصبح دولة عظمى عالميا تناطح أميركا نفسها (مثل الصين أو روسيا)، بالإضافة إلى أن استنزاف إيران في سوريا سيلين من موقف إيران تجاه أميركا فتقبل الاتفاق معها في الملفات المختلفة على النحو الذي تريده أميركا و ربيبتها المدللة إسرائيل و من هذه الملفات الملف السوري و العراقي و اللبناني.
-و في العراق فواضح أن خشية أميركا من عودة البعث أو سيطرة كبرى للإسلاميين السنة جعلتها تسلم العراق إلى إيران بشكل كامل باستثناء المنطقة الكردية، و باستثناء المطالبات على استحياء بإشراك قبائل السنة في الحكم بدرجة ما. 

الأهداف الروسية و الصينية في المنطقة:

بوتين هو ابن للمدرسة الإستراتيجية و الأمنية الروسية و هو يريد إعادة المجد السوفيتي في السياسة الدولية عبر روسيا الاتحادية و بالتالي فهو يحتاج للتسهيلات العسكرية في المنطقة عبر مواني بحرية و قواعد جوية و واضح أنه يسير على خطى الاتحاد السوفيتي السابق بالحفاظ على مثل هذه التسهيلات في سوريا و ربما بدرجة أقل في الجزائر أو مصر أو السودان كما انه سيحافظ على تحالف قوي مع إيران لأنها زبون مهم له اقتصاديا و لاعب أساسي بالمنطقة يمكنه من خلالها التواجد بالمنطقة، أما الصين فبرغم أنها تبتعد عن الصدام مع أمريكا لحد كبير بسبب علاقتهما الاقتصادية القوية جدا إلا أن الصين على المستوى الاستراتيجي و الأمني هي غريم لأمريكا و أمريكا تتحسب منها في هذا المجال و تسير الصين على خطى روسيا في هذا المجال فهي بدأت تحاول مد تواجدها العسكري إلى البحر الأبيض عبر إجراءها مناورات بحرية مشتركة مع روسيا في هذا البحر كما أنها متواجدة بقوة في السودان و من هنا فهي تتطلع إلى المنطقة عسكريا و استراتيجيا لكنها لم تبلغ بعد مستوى أن يكون لها حلفائها الذين تنفرد بشراكتهم و من هنا فهي تسير بجانب خطى روسيا و إيران في المنطقة.
و يتضح من كل هذا أن روسيا و الصين ليس لهم ثوابت بشأن إستراتيجيتهم بالمنطقة اللهم إلا المصلحة و إيران و بشار أقنعاهم حتى الآن أن مصلحتهما مع إيران و نظام بشار. 

عبد المنعم منيب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أقوم الآن بنقل هذه المدونة الى موقعي الجديد " الأمة اليوم " على الرابط التالي

http://moneep.alummah.today/


نقلت حتى الآن أغلب المحتوى الموجود هنا و مستمر في النقل حتى أنقل جميع المحتوى ان شاء الله تعالى .. و كل جديد سأكتبه سأنشره هناك و ليس هنا..


تعليقات