تنتظر جماعة الإخوان أن يصدر حكما اليوم في إعادة محاكمة 40 قياديا بالجماعة على رأسهم المهندس خيرت الشاطر رجل الجماعة القوي و نائب المرشد العام العام، و المتوقع أن يصدر الحكم بالبراءة على الشاطر ليزيل العقبة القانونية الرئيسية التي تحول دون تولي الشاطر رئاسة حكومة الاخوان المسلمين المرتقبة, و كان الشاطر قد حكم عليه بالسجن ثماني سنوات وخرج عقب قيام ثورة 25 يناير عبر الإفراج الصحي من المجلس العسكري و ذلك في القضية التي عرفت اعلاميا باسم «ميليشيات الإخوان بالأزهر», فمن هو خيرت الشاطر الذي تنتظر مصر الحكم عليه بالبراءة من أجل أن يتولى رئاسة الوزراء؟؟
ولد الشاطر بالدقهلية في 4/5/1950 و حصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة الإسكندرية عام 1974كما حصل على ماجستير الهندسة من جامعة المنصورة انضم الشاطر لصفوف المتدينين الذين لم يكن لهم أي لون سياسي عام 1967 حيث كان الاخوان المسلمون في السجن و شارك في مظاهرات الطلبة الشهيرة عام 1968 و ظل ناشطا اسلاميا مستقلا إلى أن خرج الاخوان المسلمون من السجن و سعوا لاعادة بناء الجماعة من جديد عبر احتواء
طلبة الجامعة المتدينين و عندها انقسم الطلبة بين سلفيين مخالفين للاخوان
و آخرين انضموا للاخوان و كان الشاطر بين من انضموا للاخوان بجامعة
الاسكندرية عام 1974.
هذا
الجيل الذي بنيت عليه جماعة الاخوان المسلمين منذ منتصف السبعينات ضم
العديد من الرموز التي قادت الجماعة في التسعينات و لكن كان أشهرهم الشاطر
و العريان و أبو الفتوح و ثلاثتهم اقترب من منصب المرشد لكن كل منهم تفرقت
به السبل فأبو الفتوح فصلته الجماعة لخروجه على قرارتها و العريان يقود
حزب الجماعة بينما الشاطر آثر أن يظل ممسكا بزمام القوة في قلب الجماعة, و
عندما أوشكت وسائل الاعلام العلمانية أن تلمع الشاطر بصفته معتدل و حداثي
و يقف ضد المحافظين في الجماعة آثر الشاطر التواري عن الاعلام عبر
الامتناع عن أي تصريحات علنية لا عبره و لا عبر أسرته نظرا لأنه كان في
السجن في أوج هذه الحملة, فالشاطر رجل المهام الخفية إن جاز التعبير أو يحب العمل بعيدا عن الأضواء و لا ننسى أن الشاطر هو الذي أدار المفاوضات السرية التي أجراها الاخوان مع الحكومة تمهيدا لانتخابات 2005 و التي فاز فيها الاخوان بـ 20% من مقاعد مجلس الشعب , و
ربما رغبته في العمل خلف الكواليس هي التي جعلت لقائه الأخير الذي تم مع
جون ماكين يوصف بأنه لقاء سري رغم أن الاخوان ينفون عنه السرية الآن.
و
العمل خلف الكواليس ليست هي السمة الوحيدة من سمات الشاطر السياسية فهناك
سمة أخرى هامة و هي اهتمامه بما يحلو للاخوان المسلمين بتسميته بطمئنة
الغرب بشأن حكم الاخوان المسلمين و يبدو ان الشاطر هو أول من سك هذا
المصطلح عبر مقاله الذي كتبه لجريدة (جارديان) البريطانية في عددها الصادر يوم الأربعاء 23 نوفمبر 2005عشية اكتساح الاخوان للجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب بعنوان " لا داعي للخوف منَّا" و ربما اهتمام الشاطر هذا بطمئنة الغرب هو ما دفعه لتأسيس الموقع الرسمي للاخوان المسلمين باللغة الانجليزية "اسلام ويب" و
الذى قام من خلاله بالتواصل مع العديد مع الجهات الغربية ممثلة في مراكز
أبحاث و منظمات أوروبية و أمريكية و طمئنة الغرب حسب المصطلح الاخواني
وصلت لتصريح الشاطر بان الاخوان المسلمين ملتزمين بإتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل ،حيث ذكر انه يوجد للإخوان المسلمين التزام بكافة الاتفاقات التي سبق التوقيع عليها وليس اتفاقية كامب ديفيد فقط بل ايضا إتفاقية الغاز الموقعة مع إسرائيل ،وذلك لأن هذه الاتفاقية تم التوقيع عليها من قبل حكومات وليس من قبل شخصيات مستقلة و من هنا نفهم طبيعة الحوار الذي يمكن أن يكون قد دار بين الشاطر و مكين و تردد أن بعض المصادر ألمحت إلى أن هناك اعتقادا بأن خيرت الشاطر، وافق على طلب ماكين فى اللقاء الذى استمر لمدة ساعة باطلاق الأمريكيين المتهمين بقضية التمويل من باب توطيد العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية لكن الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين أكد أن لقاء الشاطر وماكين لم يتطرق لقضية التمويل.
و على كل حال فأهمية موافقة الاخوان المسلمين أو حتى السلفيين على أي تحرك كبير و هام يقوم به المجلس العسكري أمر مسلم به و إلا تعرض هذا الأمر للفشل و تراجع عنه المجلس العسكري و إن كان ذلك أمر غير معلن و وثيقة السلمي مجرد مثال بسيط على ذلك .
أما مسألة تولي الشاطر للوزارة فأمر مختلف فيه بين الشاطر و جماعة الاخوان إذ اكدت مصادر داخل الجماعة
أن هناك أمران متعارضان سيحددان مصير تولي الشاطر رئاسة وزراء وزارة
الاخوان المسلمين المرتقبة الأول أن الشاطر نفسه يرفض تولي المنصب و أشارت
هذه المصادر إلى أنه سبق أن عزف عن المشاركة في مناصب حزب الحرية و
العدالة أو حتى فاعلياته أما الأمر الاخر الذي يتعارض مع هذا الأمر فهو
رغبة الجماعة الملحة في ان يتولي الشاطر هذا المنصب, و
قالت المصادر التي اشترطت عدم ذكر اسمها أن الجماعة تعتبر أن الشاطر هو
طوق النجاة للجماعة لانقاذ اقتصاد مصر و من ثم فإنها لا ترى بديلا عنه
للقيام بمهمة انقاذ الاقتصاد المصري الذي شارف على الانهيار, و رجحت هذه المصادر ان تنجح ضغوط الجماعة في اقناع الشاطر بقبول المنصب نزولا على رغبة دوائر الجماعة العليا و قواعدها على حد سواء, و
من ناحية أخرى نفت هذه المصادر ما نشرته جريدة الأهرام أمس عن أن الجماعة
ترغب في ابعاد الشاطر عن منصب رئاسة الوزراء و قالت المصادر إن هذه
المعلومات لا أساس لها من الصحة .
و إن كان الإعلان الدستوري للمجلس العسكري يقصر حق تشكيل الحكومة أو إقالتها على المجلس الأعلى للقوات المسلحة فلا شك أن برجماتية الشاطر و عمله الدائم خلف الكواليس و استمراره في طمئنة الولايات المتحدة و أوروبا و اسرائيل فإن
ذلك كله قد يدفع الولايات المتحدة للتوسط بين الاخوان و المجلس العسكري
لأجراء صفقة ما قد يكون أول ضحاياها حكومة الجنزوري الحالية.
عبد المنعم منيب
تعليقات
إرسال تعليق