المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2011

أزمة مصر الاقتصادية بعد الثورة

هناك مشكلةٌ هامَّة تمثِّل حجر زاوية في نجاح الثورة المصريَّة في بناء مصر الجديدة، وهي مشكلة التنمية الاقتصاديَّة، والأزمة الاقتصاديَّة المصريَّة، ولها عدَّة جوانب: أولاً: أزمَة الفِكر التنموي لدَى القيادة السياسيَّة: وذلك له مظاهِر عديدة، منها: التركيز في مجال التنمية على اقتصاد الخِدْمات، الذي عادةً ما يكون عُرضةً لمخاطر التقلُّبات السياسية، كما أنه لا يوفِّر فرصَ عملٍ كثيفة، وبصفة عامة فهو لا يَبني إلا اقتِصادًا هشًّا، وكذلك الاعتماد على أنماط اقتصاديَّة غربيَّة ثبت فشلُها في موطنها وسبَّبت الأزمات الاقتصادية العالمية؛ مثل: الاعتماد على المذهَب الاقتصادي الرأسمالي تارةً والاشتراكي تارةً، والخلط بينهما تارةً أخرى، بما في ذلك النسق الرِّبوي في التعامُلات المصرفيَّة وما يرتبط بها مِن معاملات في مجالات البَيْع والشِّراء والبورْصة، ومِن مظاهر أزْمَة الفِكر الاقتصادي لدَى النُّخبة أيضًا عدم اختيار الفنِّ الإنتاجي المناسِب للبيئة المصريَّة، وما يعتريها مِن مشكلات وأزمات، وبصِفة عامَّة، فهناك غياب لرُوح الإبداع والابتكار في مجال التفكير الاقتصادي، وفي سائر الخيارات الاقتصاديَّة ال...

تفتيت العرب... هل من فرصة؟

صورة
إن مخطط تفتيت الدول العـربية قديم، وسبق أن كتبنا (نحن وغيرنا) عنه وعن آفاقه، وأشرنا إلى أنه مخطط صهيوني أصبحت الولايات المتحدة تدعمه بشكل أو بآخر. لكن هل هو قَدَر حتمي؟ طبعاً لا يمكن أن نعتبره قدراً حتمياً، لكنه مجرد خطط إستراتيجية ترعاها إسرائيل وحلفاؤها في الغرب وقد تنجح في حالات وتُخفِق في حالات أخرى؛ لكن الواقع المشاهَد يشير إلى نجاحها وسيرها قُدُماً بخطى ثابتةٍ في كثير من الأحوال؛ وإن كانت بطيئة لحدٍّ مَّا . وكحال أي واقع أو أحداث جديدة نجد أن واقع التفتيت كما أن فيه ما فيه من مخاطر؛ فإنه يحمل في طياته أيضاً كثيراً من الفرص. لقد كانت وظيفة الدولة الوطنية التي تسلَّمت الحكم في دول عالمنا الإسلامي من الاحتلال الغربي، هي المحافظةُ على الإرث الغربي المتمثل في الواقع المتغرب للنخب (السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية) في عالمنا الإسلامي، وذلك - طبعاً - جزء من الإرث الذي كرسه الاحتلال الغربي في عالمنا الإسلامي، وكانت المحافظة عليه بل تنميته هي المهمة الأولى للدولة الوطنية الحديثة في عالمنا الإسلامي، والجزء الآخر من الإرث هو المحافظة على تخلُّفنا العلمي والتقني مع ت...