أزمة مصر الاقتصادية بعد الثورة
هناك مشكلةٌ هامَّة تمثِّل حجر زاوية في نجاح الثورة المصريَّة في بناء مصر الجديدة، وهي مشكلة التنمية الاقتصاديَّة، والأزمة الاقتصاديَّة المصريَّة، ولها عدَّة جوانب: أولاً: أزمَة الفِكر التنموي لدَى القيادة السياسيَّة: وذلك له مظاهِر عديدة، منها: التركيز في مجال التنمية على اقتصاد الخِدْمات، الذي عادةً ما يكون عُرضةً لمخاطر التقلُّبات السياسية، كما أنه لا يوفِّر فرصَ عملٍ كثيفة، وبصفة عامة فهو لا يَبني إلا اقتِصادًا هشًّا، وكذلك الاعتماد على أنماط اقتصاديَّة غربيَّة ثبت فشلُها في موطنها وسبَّبت الأزمات الاقتصادية العالمية؛ مثل: الاعتماد على المذهَب الاقتصادي الرأسمالي تارةً والاشتراكي تارةً، والخلط بينهما تارةً أخرى، بما في ذلك النسق الرِّبوي في التعامُلات المصرفيَّة وما يرتبط بها مِن معاملات في مجالات البَيْع والشِّراء والبورْصة، ومِن مظاهر أزْمَة الفِكر الاقتصادي لدَى النُّخبة أيضًا عدم اختيار الفنِّ الإنتاجي المناسِب للبيئة المصريَّة، وما يعتريها مِن مشكلات وأزمات، وبصِفة عامَّة، فهناك غياب لرُوح الإبداع والابتكار في مجال التفكير الاقتصادي، وفي سائر الخيارات الاقتصاديَّة ال...