الطريق الى حل أزماتنا في مصر و سوريا و العراق و اليمن


نصف مشكلتنا سوف تحل عندما يسكت غير المتخصص في شئ  و يقول "لا أدري" و يذهب لأهل التخصص و يتعلم منهم .. حتي لو كان هو القائد ..
 كنت في الثمانينات أنا و غيري (و حتى 2010) نقول لأخوة الاخوان مبارك ضعيف و يمكن اسقاطه عبر استراتيجية و تكتيكات مختلفة عما تفعلوه فيقولوا : لا مش ممكن و مافيش حاجة ممكن تتعمل غير اللي احنا بنعمله .. ثم اتعمل غير اللي هما بيعملوه و سقط مبارك ..
و في الثمانينات كان أخوة الجماعة الاسلامية يعتقل الواحد منهم لأكثر من عام متواصل بسبب حضور افطار جماعي في المسجد أو توزيع منشور دعوي فكنت أقول لهم أنا و غيري يا جماعة النظام لن يسقط بهذا التكتيك كما أن قيمة هذا التكتيك لا تساوي أن يعتقل أحدكم كل هذه المدة فيردون : لا .. ما ينفعش حاجة غير كده .. هو ايه يعني اللي ممكن يتعمل ككفاح في هذه الظروف؟؟!! ..
و دارت الأيام و اثبتت أن كلامنا كان صحيحا و ظهر للجميع أن هناك تكتيكات شتى للعمل و استراتيجيات مغايرة ..
و الشاهد أننا عندنا مرض اسمه الافتاء بغير علم و من مظاهره أن ما نجهله نقول عنه "هذا غير موجود" و ما نعلمه نقول عنه "ما فيش غيره" .. و لو فعل النبي صلى الله عليه و سلم مثلنا لما غير موقعه في غزوة بدر و لما حفر الخندق و لما أرسل من يتعلم صناعة المنجنيق و استخدمه في حصار الطائف لأول مرة في التاريخ العسكري للجزيرة العربية و لما أنهى تكتيكات المشاة الراجل التي اعتادها الأوس و الخزرج و لما صار لديه 10 الاف فارس مدرع فتح بهم مكة ..
هذا المرض من آثاره السيئة علينا ليس فقط ما نحن فيه من هزائم مستمرة بل أيضا يمنع ظهور أي ابداع أو تجديد بالعمل الاسلامي لأننا جميعا الا من رحم الله متشبثين بالأمر الواقع و لا نمد أنظارنا الى الأفق البعيد.

***


اذا كنت قائدا عسكريا لجيش كبير و أصيب جيشك بهزيمة كبيرة أزاحته عن مسرح المعركة و خلخلت تشكيلاته و قتل منه الكثير و أسر أكثر و  تم تدمير  الكثير من معداته فماذا تفعل؟


1-الاستمرار في القتال حتى يفنى جيشك على امل الانتصار.

2-الانسحاب الى خط الدفاع الثاني و التحصن به و مواصلة القتال منه و اذا انهار خط الدفاع التاني فتنسحب لخط الدفاع التالي له و هكذا تتمسك بكل خط دفاع ممكن التمسك به الى أن تفقدها كلها أو تصمد في أحدها.

3-أن تنسحب الى قاعدتك الأساسية و تعيد بناء قواتك من جديد و تحل مقاتلين و قادة جدد مكان من قتلوا و من أسروا و تحضر معدات جديدة مكان التي تم تدميرها و تعيد تقييم هزائمك و خططك و تجهز نفسك لجولة كبرى جديدة تتلافى فيها أخطاءك السابقة ثم تكر على عدوك بأوفر ما تكون عددا و عدة و استفادة بأخطاءك السابقة التي أدت لهزيمتك.

أي الخيارات الثلاثة تختار لو كنت القائد؟ أم لديك خيارا رابعا؟ (يوجد خيار رابع مهم لم أذكره لأترك لكم فرصة استخراجه)...

و السؤال المهم هو : أي من هذا ينطبق على حالة الصراع السياسي الحالي في كل من مصر و سوريا و العراق و اليمن؟

عبد المنعم منيب

تعليقات