المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف السلفيون

ما بعد الحركة الاسلامية السنية .. الشيعة قادمون

الحركة الاسلامية السنية ابتليت بانقسام فصائلها كلها الى مسارين لا ثالث لهما: مسار يرى أنه لا أداة لتحقيق الاستراتيجية و السياسة الاسلامية سوى الحرب و السلاح .. و حتى الحرب و السلاح في مفهومهم هو بالمفهوم الضيق مفهوم حرب العصابات و سلاحها الصغير و المتوسط في خمسينات و ستينات القرن العشرين.. فالحرب عند هذا الفريق حربxحربxحربxحرب و هكذا الى ما لا نهاية .. و هذا عكس ما هو معروف في هذا المجال من أن الأمر حربxحربxتفاوضxمسار سياسيxتحقيق أهداف الحرب. أما المسار الآخر فيرى أن الحرب و السلاح رجس من عمل الشيطان حتى لو ضرب خصومه ظهره و أخذوا ماله و اغتصبوا نسائه و قتلوا أبنائه و لا يرى سبيلا للتمكين للاسلام سوى بوسائل سلمية .. و حتى هذه السلمية منقوصة فهي لا تحتوى على كل التكتيكات السلمية المعروفة في العصر الحديث ، فهي مقصورة على تكتيكات عرفها قادة اوائل لهذه التيارات و لزمها تلامذتهم عبر الأجيال و ألفوها و انغلقوا عن ما سواها. و لهذا السبب فالحركة الاسلامية السنية تسير من هزيمة الى اخفاق و من إخفاق الى خزي و ندامة و هكذا، و لا أحد يقبل النقد و لا التقييم و اذا قلت لأحد الطريق غير صحيح بدل...

أزمة السياسة عند السيساوية و الإسلاميين و النخبة المصرية (1 من 3)

تشغل أحداث أزمة مصر السياسية الجميع بظواهرها و تشغلهم عن التعمق في جوهر الأزمة و أعماقها و ذلك بسبب كثرة الأحداث و تسارع وتيرتها و آثارها المؤلمة و المحزنة .. و من هنا ستكون لنا وقفات مع أعماق هذه الأزمة و جوهرها في جوانبها المختلفة.. و تأتي السطور التالية كوقفة أولى في هذا المجال. انكب كثيرون من كل فريق من فرقاء العملية السياسية في مصر على ذم خصمه أو منافسه وفقا لمعايير الأخلاق و حقوق الإنسان و رغم أهمية هذه المعايير إلا إن هذا المدخل في النقد طغى على الخطاب السياسي و أخفى أو ألهى عن مداخل عديدة أخرى جديرة بالدراسة و النقد سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا , ففي المجال السياسي اختفت مشكلة جوهرية و أساسية لدى كافة الأطراف المتنافسة و المتصارعة و هي الفهم الصحيح لمعالم العملية السياسية و مفرداتها. ففي فريق السيسي و النخبة العلمانية ساد الفهم السياسي لمدرسة الاستبداد العربي التي حكمت و سادت العالم العربي و معظم العالم الإسلامي في تاريخنا الحديث و المعاصر و التي ترى أن المعارضة للحاكم هي مشكلة أمنية تحلها بسهولة و نجاح أجهزة المخابرات و الأمن و القوى العسكرية عبر القمع و السجن و القتل و ...

قصتي مع " الإخوان المسلمون " من عمر التلمساني الى الرئيس محمد مرسي

صورة
الرئيس محمد مرسي مرت علاقتي أو لنقل بتعبير أدق "مر  موقفي من جماعة الاخوان المسلمون بمصر" بعدة مراحل بحسب مستوى ادراكي و تعرفي عليها و على منهجها و بحسب تطوري الفكري على المستوى الشخصي أيضا. ففي البداية دخلت كتابات الاخوان المسلمون ضمن مكوناتي الثقافية لأن الصحافة الاسلامية التي كانت موجودة انتمت كلها لمدرسة الاخوان المسلمون (المختار الاسلامي – الاعتصام – الدعوة) الى جانب السطوة الواسعة لدور النشر الاخوانية و للكتب الاخوانية التي تناولت الشأن العام و شئون الساعة السياسية و الاجتماعية و من هنا اصطبغت أفكاري بصبغة اخوانية في بعض جوانبها دون أن أشعر (و كان ذلك أغلبه في عصر الأستاذ عمر التلمساني المرشد العام للاخوان منذ السبعينات و حتى منتصف الثمانينات تقريبا) لكن في ذات الوقت كان لدي موقف حاد من الاخوان المسلمون كجماعة بسبب تأثري بالمحيط الذي نشأت به (الجيزة) و هو محيط السلفية المدرسية (جماعة الدعوة السلفية و حزب النور حاليا) المناهض للاخوان من ناحية موقف الاخوان من المنهج السلفي و اعتبارهم أن الاخوان  لديهم ميوعة و تساهل في العديد من الأمور الفقهية هذا بجانب تأثري بالوجو...

خيارات مصر تجاه الفلسطينيين بعد الثورة .. عسكرية و سياسية .. و لن يهزمنا سوى الخوف و السذاجة

صورة
ماذا ينبغي أن تفعل مصر الثورة ازاء العربدة الصهيونية بالعدوان المستمر على اخواننا الفلسطينيين؟ جماهير العالمين العربي و الاسلامي تطلعت لرئيس مصر الثورة الذي ينتمي لجماعة جاء جزء كبير من مجدها التاريخي من محاربة اسرائيل عام 1948 و ارادت الجماهير أن ترى ماذا سيفعل الرئيس الاخواني لغزة لكن لسان حال الاخوان المسلمين و حزبهم الحاكم جاء ليقول ان لا شئ سوى الدعم المعنوي و الخطب النارية و الهتافات الحماسية فقلبت الجماهير العربية و الاسلامية وجوهها و صوبتها صوب القوة السياسية التالية للاخوان في الحجم و هي السلفيين لعلها ترى تشددا يشفي غليلها ففوجئت بقيادي حزب النور البارز و المتميز د. يسري حماد يصرح للصحافة أن مصر غير مؤهلة لدخول حرب مع أي جهة و كانت الجبهة السلفية قد صرحت قبله بنفس المعني في بيان لها... و لم يبخل الغرب (أمريكا و أوروبا) بإضفاء أوسمة المديح للتفكير المتعقل الذي يبديه الإسلاميون تجاه اسرائيل بعد أن صاروا في الحكم كالاخوان أو رديفا له كالسلفيين. و مع حبي و احترامي و تقديري لكل من د. يسري حماد و الجبهة السلفية و جماعة الإخوان المسلمين و مع تفهمي لحالة مصر المزرية اق...

تطور الأفكار بسبب الاحتكاك بالواقع العملي

باب تجربتي هذا استحدثته هنا كي احاول تدوين ابرز المعالم التي تتضمنها تجربتي في العمل الاسلامي خلال الـ34 عاماالآخيرة على حلقات , لعل ذلك يفيد من شاء ان يطالع تجارب الآخرين و يضعها في اعتباره عند عمله في نفس المجال أو في مجالات مشابهة.    الأفكار  يمكن أن تتطور بسبب الاحتكاك بالواقع العملي  و سأذكر هنا ان شاء الله عدة أشياء على سبيل المثال, و أرجو من القراء أن لا يملوا لو بدت الكتابة ككتابة حدوتة فانا احكي وقائع حقيقية تمثل خبرة قد تكون مهمة و مفيدة لمن شاء ان يستفيد منها.  الأول - عندما كنت في السجن بين أكتوبر 1981 و حتى مارس 1984 تكون فكري الفقهي على نحو قريب من الفكر الفقهي للتيار السلفي التقليدي الذي يدين بالتقيد بمذهب فقهي محدد و عدم الاعتماد في الفتوى الا على مفتي يحوز كامل شروط الاجتهاد المنصوص عليها في علم أصول الفقه في أصعب صورها, ثم مع استمرار القراءة في علم أصول الفقه تبلورت مسألة التمذهب بشكل به قدر أكثر من الواقعية و الانفتاح (نسبيا) و الاقتراب من المنهج السلفي في هذا الموضوع و تم لي هذا بالارتكاز على كتابات الشيخ الشنقيطي صاحب أضواء البيان و ...

تحولات خريطة الإسلاميين على مشارف جمهورية الثورة المصرية

صورة
أبرزت انتخابات الرئاسة الخلافات السياسية بين القوى الإسلامية. إذ انقسم الإسلاميون لثلاث طوائف مختلفة، تكونت كل طائفة من عدد من الجماعات والأحزاب والشخصيات الإسلامية البارزة وتمحورت حول مرشح واحد. طائفة كبيرة من المستقلين تمحورت حول حازم صلاح أبوإسماعيل، وكان بينهم عدد من رموز التيار السلفى بشكله العام، بالإضافة إلى جماعة القطبيين بينما تمحور الإخوان وفريق من السلفيين حول المرشح الإخوانى محمد مرسى وتمحورت الدعوة السلفية وحزبها "النور" والجماعة الإسلامية وحزبها "البناء والتنمية" حول المرشح المستقل عبدالمنعم أبوالفتوح، ورغم تفرق أنصار أبوإسماعيل بين مؤيدين لمرسى مثل جماعة دعوة أهل السنة "القطبيون" ومؤيدين لأبوالفتوح بعد رفض ترشح أبوإسماعيل، فإنه يمكن القول إن هذا أمر عابر وسيعود "حازمون"، كما يحلو للبعض أن يسميهم، للالتفاف حول حازم أبوإسماعيل سياسيا بعد الانتهاء من انتخابات الرئاسة المصرية. وعلى كل حال فلم تكن انتخابات الرئاسة المصرية هى أول قضية سياسية هامة تختلف عليها القوى السياسية الإسلامية سواء كانوا أحزابا أو جماعات، فسبق أن اختلف سلفي...